تَبْلُغ العَيْنَيْنِ ، وقيل : إِذا غَشيَت الوَجْه من أَصْلِ النّاصِيَة إِلى الأَنفِ. وهي أَي الغُرَّةِ الشَّادِخَةُ. وقد شَدَخَت تَشْدَخ شُدُوخاً وشَدْخاً. قال :
غُرّتُنا بالمجْدِ شادِخَةٌ |
|
للنّاظِرِين كأَنَّهَا بدْرُ |
وهو أَشدَخُ وهي شَدْخَاءُ : ذُو شَادِخَةِ. وقال أَبو عبيْدة : يقال لُغرّةِ الفَرسِ إِذا كانتْ مُستديرةً : وتيرةٌ ، فإِذا سالتْ وطالتْ فهي شادِخةٌ. وقد شَدَخَتْ شُدُوخاً : اتَّسعتْ في الوَجْه ، وقال الراجز (١) :
شَدَخَتْ غُرّةُ السَّوابق فيهم |
|
في وُجُوهٍ إِلى اللِّمامِ (٢) الجِعَادِ |
والمُشَدَّخُ ، كمعظَّم : بُسْرٌ يُغْمَزُ حتَّى يَنْشَدِخَ. زاد الجوهريّ : ثم يَيْبَس في الشِّتاءِ. وقال أبو منصور : المُشَدَّخ من البُسْر : ما افتَضَخَ ، والفَضْخ والشَّدْخُ واحدٌ.
والمُشَدَّخُ : مَقْطَعُ العُنُقِ. ومنه قولهم : شَدَخَه إِذا أَصابَ مُشدَّخَه.
والشَّدْخَة من النَّبَات : الرَّخْصَة الرَّطْبَة ، ويقال عَجَلَةٌ شَدْخَةٌ ، كذا في المحكم ، ويعنِي بالعَجلة ضَرْباً من النَّبَات.
ويَعْمَرُ بن عَوْفٍ الكنَانيّ جَدُّ بنِي دَأْبٍ الّذِين أُخِذَ عنهم كَثيرٌ من عِلْم الأَخبار والأَنساب ، ولَقبُه الشُّدَّاخُ ، كطُوَّال ، بالضّمّ فالتشديد. أَنكره جماعة وقالوا : لا يَصحّ لأَنّه جَمْعٌ والجُمُوع لا تكون أَلقاباً ، وصَحّحه آخرون وقالوا : لَعلَّه أُطلِقَ عليه وعلى ذَوِيه. ويُروَى فيه الكَسْر مع التشديد ، مثْل طِيّاب (٣) ، وقد يُفتَح ، فهُو مُثلّث ، والفتحُ هو الراجح.
وفي الرَّوض الأُنُف (٤) : الشَّدّاخُ ، بفتْح الشين ، كما قاله ابن هشام (٥) ، وبضمّها إِنّما هو جمْعٌ ، وجائز أَن يُسمَّى هو وبنوه الشُّدّاخ ، كالمَنَاذرة في المُنْذِر وبَنيه. أَحَدُ حُكَّامِهِم ، أَي بني كِنانةَ في الجاهليّة. والحاكم هنا هو الذي يتولَّى فصْل قَضاياهم بأَحكامه ، لُقِّب به لأَنّه حُكِّمَ أَي جُعِلَ حاكماً بَيْنَ قُضَاعَةَ ، هكذا في سائر نُسخ القاموس تبعاً لبعض المؤرِّخين ، ويوجد في بعض النُّسَخ : بين (٦) خُزَاعَة ، وقُصَيّ ، ومثله في اللِّسان به ، جَزَم السُّهيليّ وابنُ قُتَيبةَ وغَيرُهُما ، وذلك حين حكَّموه في ما تَنازَعوا فيهِ من أَمْرِ الكَعْبَة وكَثُرَ القَتْلُ والسَّفك ، فشَدَخَ دِمَاءَ قُضَاعَة ، وفي نُسخة : خُزاعَة تَحْتَ قَدَمِه وأَبْطَلَها ، فَقَضَى. وفي نسخة : وقَضى بالبَيْتِ لقُصِيٍّ ، وهو مَجاز ، ووقَعَ في الأَساس : ومِنه قِيل لقُصِيٍّ الشّدّاخ ، لإِبطاله دماءَ خُزاعة (٧). والصّواب ما ذكَرْنا.
والأَشْدَخُ : الأَسَد.
والأَشداخُ : وادٍ بعِقيقِ المدينة ، من أَوْدِيَة تِهَامَةَ. قال حسّانُ بنُ ثابت :
أَلم تَسَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التّكلُّمَا |
|
بمَدْفَعِ أَشْدَاخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَمَا |
والشَّادِخ : الصَّغِير إِذا كَان رَطْباً ، غُلامٌ شادِخُ : شابٌّ ، كما في الأَساس واللِّسان.
وفي النِّهاية : الشَّدَخ ، مَحرّكَةً : الوَلَدُ لغَير تَمامٍ ، إِذا كان سِقْطاً رَطْباً رَخْصاً لم يَشْتَدَّ. وقد جاءَ ذلك في حديث ابن عُمَر أَنّه قَال في السِّقْط «إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بَيْتِكَ» وطِفلٌ شَدَخٌ : رَخْصٌ.
وعن ابن الأَعرابيّ : يقال للغُلامِ : جَفْرٌ ، ثم يافِعٌ ، ثم شَدَخٌ ، ثمّ مُطَبَّخٌ (٨) ، ثُمّ كَوْكَبٌ.
وأَمْرٌ شادِخٌ : مائِلٌ عنِ القَصْدِ. وقد شَدَخَ شُدُوخاً. قال أَبو النَّجم :
مُقتدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِهَا |
|
بأَمْرِهِ الشَّادِخِ عن أُمورِهَا |
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وقال الراجز ، كذا في اللسان ، ولعل المراد بالراجز الشاعر فإِن البيت ليس رجزاً» والبيت ليزيد بن مفرّغ كما في اللسان والجوهري في مادة لمم. وقد نسب إِليه أيضاً في أدب الكاتب ص ٥١٨ وتأويل شكل القرآن ص ٤٢٩.
(٢) بالأصل «إِلى الكمام» وما أثبت عن التهذيب ، واللسان (لمم).
(٣) في القاموس : وطيّاب ووضعت بين نجمتين. وبهامشه : ما بين النجمتين مضروب عليه بنسخة المؤلف.
(٤) الروض الأنف ١ / ٨٧.
(٥) سيرة ابن هشام ١ / ١٣٦.
(٦) بالأصل «بني» وما أثبت عن التهذيب واللسان.
(٧) عبارة الأساس : ومنه قيل ليعمر بن الملوح الذي حكم بين خزاعة وقصيّ حين اقتتلوا فأبطل دماء خزاعة وقضى بالبيت لقصيّ الشَّدَّاخ.
(٨) عن اللسان وبالأصل «مطح» وضبطت في التهذيب : مطبِّح بصيغة اسم الفاعل.