زَخاًّ وزَخِيخاً : بَرَقَ أَي لَمَعَ. وكذلك الحَريرُ لأَنّه يَبرُق من الثِّياب. وفي بعض النُّسخ «بَردَ» ، بالدّال بدل القاف وصوّبَه بعضُ المُحَشِّينَ ، وهو غلط.
* ومّما يستدرك عليه :
ما جاءَ في حديث عليّ رضياللهعنه : كتبَ إِلى عثمانَ بنِ حُنَيف ، لا تَأْخُذَنَّ من الزُّخّة والنُّخّة شيئاً» الزُّخَّة : أَولاد الغَنم لأَنّهَا تُزَخّ ، أَي تُساق وتُدفَع من ورائها ، وهي فُعْلة بمعنَى مفعولة ، كالقُبْضَة والغُرْفة. وإِنّما لا تُؤْخَذ منها الصَّدَقة إِذا كانت مُنفردة ، فإِذا كانت مع أُمَّهَاتها اعتُدّ بها في الصَّدقة ولا تُؤْخذ ، ولعلَّ مذهَبَه قد كَان لا يَأْخذ منها شيْئاً.
كذا في اللسان والنهاية.
[زرنخ] : الزِّرْنِيخُ بالكسر : حَجَرٌ. م ، أَي معروف ، وله أنواع كثيرة مِنْهُ أَبْيَضُ ومنه أَحْمَرُ ومنه أَصْفَرُ. والزِّرْنِيخ : ة بالصَّعِيد (١)
[زلخ] : الزَّلْخُ ، بفتح فسكون : المَزَلَّةُ ، وهي المَزْلَقة تَزِلَّ منها الأَقدامُ لنُدُوَّتِهِ أو مَلاسَتِه. والذي في الأُمّهات «لنَداوَتها لأَنَّها صَفاةٌ ملْساءُ». ورَكِيَّةٌ زَلُوخٌ وزَلْخٌ : ملساءُ أَعْلاها مَزَلّةَ يَزْلَقُ فيها مَن قامَ عليها. وقال الشاعر :
كأَنّ رِمَاحَ القَومِ أَشطانُ هُوّةٍ |
|
زَلُوخِ النَّوَاحِي عَرْشُها مُتهدِّمُ |
وبِئرٌ زَلُوخٌ وزَلُوجٌ ، وهي المُتزلِّقةُ الرأْس ، كالزَّلِخِ ، ككَتِف. مكانٌ زَلْخٌ وزَلِخٌ ، وزَلِخٌ بالجيم أَيضاً ، أَي دَحْضٌ مَزَلَّة ، وَصْفٌ بالمصدر. ومَزَلَّةٌ زَلْخٌ ، كذلك ، قال :
قامَ على مَزَلّةٍ زَلْخٍ فزَلّ (٢)
وعن أبي زيد : زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَت تَزْلَخ زُلُوخاً. وأَزلَخَ قَدَمَه.
والزَّلْخُ غَلْوَةُ السَّهْم (٣) وقال اللّيْث : هو رَفْعُك يَدَك في رَمْي السَّهْمِ إِلى أَقصَى ما تَقدِر عليه ، [به] (٤) تُريدُ بُعْدَ الغَلْوَةِ ، وأَنشد :
مِنْ مِائَةٍ زلْخٍ بِمرِّيخٍ غالْ
وفي التهذيب : سُئل أَبو الدُّقَيش عن تفسير هذا البَيت بعَينه فقال : الزَّلْخ : أَقْصَى غايةِ المُغَالِي. قال الأَزهَرِيّ : الذي قاله الليث حرْفٌ لم أَسمعه (٥) لغَيره. قال : وأَرجو أَن يكون صحيحاً.
وزَلَخَه بالرُّمْح يَزْلِخُهُ ، بالكَسرِ زَلْخاً مثل زَخَّه زَجَّهُ به ، وهي الْمِزْلَخَة.
وزَلِخَ كَفَرِحَ : سَمِنَ ، يقال زَلِخَت الإِبلُ تَزْلَخ زَلَخاً سَمِنَت.
والزُّلَّخَة ، كقُبَّرةٍ : الزُّحْلُوقَةُ يَتَزلَّج منها الصِّبيانُ.
ومن المَجاز قولُهم : رَمَى الله بالزُّلَّخة ، مَن طَعَنَ في المَشْيَخة ، وهو وَجَعٌ يَأْخُذُ في الظَّهْرِ فيَجْسُو ويَغْلُظُ حتّى لا يَتَحَرَّكَ مَعَهُ الإِنْسَانُ من شدّته ، واشتقاقُه من الزَّلْخ وهو الزَّلْق. ويُروَى بتخفيف اللّام ، وقال الخطَّابيّ ورواه بعضُهم بالجيم ، قال : وهو غَلطٌ. وقال ابن سيده : هو داءٌ يأْخُذُ في الظَّهْر والجَنْب ، وأَنشد أَبو عَمرٍو :
وصِرْتُ من بَعْدِ القَوَام أَبْزَخَا |
|
وزَلّخَ الدَّهْرُ بظَهْرِي زُلَّخا |
قال أَبو الهَيثم : اعتلَّت أُمُّ الهَيثم الأَعرابِيّةُ فزَارَهَا أَبو عُبَيْدَة وقال لها : عَمَّ كانَتْ عِلَّتُكِ؟ قالَت (٦) : شَهِدْتُ مأْدَبَةً فأَكَلْتُ جُبْجُبَة ، مِنْ صَفِيف هِلَّعَة ، فاعْتَرَتْني زُلَّخة ، قلنا لها : ما تقولين يا أُمَّ الهَيْثَم؟ فقالت : أَو للِنَّاسِ كَلامانِ.
وقال خَلِيفَةُ الضِّبابيُّ : الزَّلْخَانُ ويحَرَّك والجيم لغةٌ فيه : التَّقَدُّم في المَشْيِ ، والّذي في الأُمّهَات الٌّلغوية ، في السُّرْعَة.
وَزَلِيخَا ، بفتح الزّايِ وكسر اللّام (٧) ، قال شيخنا :
__________________
(١) زيد في معجم البلدان : بأعلاه من شرقي النيل.
(٢) انظر الشطر في اللسان في المواد (زلج ، زلخ ، نزع) والأساس (زلخ) بروايات مختلفة ومعه أشطار أخرى.
(٣) القاموس : «غلوة سهم» ومثله في الصحاح واللسان.
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : لا أحفظه.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : قالت : شهدت الخ ، عبارة اللسان والتكملة فشهدت ...» وفي اللسان : «كنت وحمى سدكة ، فشهدت» وفي التكملة : «كنت وحمى للدكة ، فشهدت» أي كنت مشتهية للودك ، وهو الدسم (انظر اللسان «ودك»).
(٧) بهامش القاموس : «قوله زليخا أَي بفتح أوله وكسر ثانيه ممدوداً ومقصوراً كما سينبه عليه في المعتل. وفي الشهاب على البيضاوي على ما نقله عنه الجمل أنه قد يضم أوله على هيئة المصغر اه ، وعليه فيكون ما اشتهر ليس غلط من الناس اه نصر».