وقال الأَزهريّ عن أَبي زيد : أَوْكَحَ العَطِيَّةَ إِيكاحاً إِذا قَطَعَها. وفي التهذيب : أَوْكَحَ عَن الأَمْرِ : كَفَّ عنْه وتَركَه ، وقيل أَوْكَحَ الرَّجُلُ : مَنَعَ واشتدَّ على السائل ، وقال المفضَّل : سَأَلَهُ فاسْتَوْكَحَ استيكاحاً ، إِذَا أَمْسَكَ ولم يُعْطِ.
[ولح] : وَلَحَ البَعيرَ كوَعَده : حمَّله ما لا يُطيقُ.
والوَلِيحُ والوَلائحُ : الغرائِرُ والجِلالُ والأَعْدَال يُحمَل فيها الطّيبُ والبَزُّ ونحوُه ، قال أَبو ذُؤَيبٍ يصف سَحَاباً :
يُضيءُ رَبَاباً كَدُهْمِ المَخَا |
|
ض جُلِّلْن فوقَ الوَلَايَا الوَلِيحَا |
الواحِدَة وَلِيحَةٌ ، وقيل هو الضَّخْم الواسعُ من الجَوَالق.
وقيل هو الجُوَالِق ما كَانَ. وقال الِّلحْيَانيّ : الوَليحة : الغِرَارَةُ ، والمِلَاحُ : الْمِخْلاةُ ، قال ابن سيده : وأُراه مقلوباً من الوَليح ، وقد تقدّم في ملح ما يتعلق به فراجعْه.
[ومح] : الوَمّاح ، ككَتّانٍ : صَدْعُ فَرْجِ المَرأَةِ قال الأَزهَريّ : قرأَت بخطّ شَمِرٍ ، أَنّ أَبا عَمْرٍو الشَّيْبَانيَّ أَنشد هذه الأَبيات :
لمَّا تَمشّيْت بُعَيدَ العَتمهْ |
|
سَمِعْتُ من فَوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ |
إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيزُ الحُذَمهْ (١) |
|
يَؤُرّهَا فَحْلٌ شديدٌ الضَّمْضَمهْ |
أَرًّا بِعَتَّارٍ إِذا ما قَدَّمَهْ (٢) |
|
فيها انْفَرَى وَمّاحُها وخَزَمَهْ |
قال : وَمّاحُها : صَدْعُ فَرْجِها. وانفَرَى : انفَتح وانفتقَ لإِيلاجه الذَّكَر فيه. قال الأَزهريّ : لم أَسمعْ هذا الحرْف إِلّا في هذه الأَرجوزةِ ، وأَحسبها في نوادره.
والوَمْحة ، بفتح فسكون الأَثَرُ من الشَّمْس ، حكاه الأَزهريّ خاصّةً عن ابن الأَعرابيّ.
[ونح] : وَانَحَهُ مُوانحَةً : وافَقَهُ. كذا قاله ابن سيده.
[ويح] : وَيْحٌ لزيدٍ ، بالرفْع ، ووَيْحاً له بالنّصب ، كَلمةُ رَحْمَةٍ ، وويْلٌ كلمةُ عَذَابٍ ، وقيل هما بمعنىً واحدٍ. وقال الأَصمعيّ : الوَيل قُبُوحٌ ، والوَيْح تَرحُّمٌ ، ووَيْسٌ تَصغيرُها ، أَي هي دونها. وقال أَبو زيد : الوَيْلُ هَلَكَةٌ والوَيْحُ قُبُوحٌ ، والوَيْس ترَحُّمٌ. وقال سيبويه : الوَيْلُ يقال لمن وَقَعَ في الهَلَكَةِ ، والوَيْحُ زَجْرٌ لمن أَشرَف في الهَلَكةِ. ولم يذْكر في الوَيس شَيئاً. وقال ابن الفَرج : الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْس واحدٌ. وقال ابن سيده : وَيْحَه كوَيْله ، وقيل : وَيْحٌ تقبيحٌ.
قال ابن جنّي : امتنعوا من استعمال فِعْل الويحِ ، لأَنّ القياس نَفَاه ومَنَع منه ، وذلك لأَنّه لو صُرِّف الفِعْلُ من ذلك لوجبَ إِعلالُ فائِه كوَعَد ، وعَينه كباع ، فتحامَوا استعمالَه لِمَا كان يُعقِب من اجتماع إِعلالين. قال ولا أَدرِي أَأُدخل الأَلفُ والّلام على الوَيْح سَمَاعاً أَم تَبسُّطاً وإِدلالاً. وقال الخليل : وَيْسٌ كلمةٌ في موضع رأْفةٍ واستملاحٍ ، كقَولك للصّبيّ وَيْحَه ما أَملَحَه ، ووَيْسَه ما أَملَحَه. وقال نصرٌ (٣) النَّحوِيّ : سمعْت بعضَ مَن يَتنطَّع يقول : الوَيْح رَحمةٌ ، وليس بينه وبين الوَيْل فُرقَانٌ إِلّا (٤) أَنّه كان أَلْيَنَ قليلاً.
وفي التهذيب : قد قال أَكثرُ أَهلِ اللُّغَةِ إِنّ الوَيلَ كلمةٌ تقال لكلّ مَن وَقَع في هَلَكةٍ [وعَذاب ، والفرْقُ بين وَيْح ووَيْل ، أَنّ وَيْلاً تقال لمن وَقَعَ في هَلَكةٍ] (٥) أَو بَلِيّة لا يُترحَّمُ عليه (٦) ، ووَيْح تُقال لكلِّ مَن وَقَع في بَلِيّة يُرْحَم (٧) ويُدعَى له بالتخلُّص منها. أَلا ترَى أَنَّ الوَيْل في القرآن لمستحِقيِّ العذابِ بجرائِمهم (٨) ، وأَمّا وَيْح فإِنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قالها لعمّار : «وَيْحَك يا ابنَ سُميّةَ بُؤساً لك ، تَقتُكَ الفِئةُ الباغِية» كأَنّه أُعلِمَ ما يُبتلَى به من القَتْل فتوجَّعَ له وتَرَحَّمَ عليه.
ورَفْعُه على الابتداءِ ، أَي على أَنه مبتدَأُ والظرْف بعده خبَرُهُ. قال شيخنا : والمسوِّغ للابتداءِ بالنكرة التعظيمُ المفهومُ من التنوين أَو التنكير ، أَو لأَنَّ هذه الأَلفاظَ جَرتْ مَجْرَى الأَمثال ، أَو أُقيمَت مُقامَ الدُّعَاءِ ، أَو فيها التعجُّبُ
__________________
(١) في التهذيب : «الحزمة» وما في اللسان والتكملة فكالأصل.
(٢) في اللسان : يؤزها ... أزّاً بعياد ...» والتهذيب والتكملة فكالأصل. وشديد الضمضمة : أي الضم للانثى إِلى نفسه.
(٣) في التهذيب : نُصير النحوي.
(٤) في التهذيب : إِلّا كأنه ألين.
(٥) ما بين معكوفتين لم ترد في التهذيب ، وهي مثبتة في اللسان عن الأزهري.
(٦) زيد في التهذيب : معها.
(٧) في التهذيب : يُرثى له.
(٨) من ذلك قوله تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) و (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) و (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ).