وتَطوَّحَ ، إِذا ذَهَبَ وجَاءَ في الهواءِ ، قال ذو الرُّمَّة يَصف رَجُلاً على البعير في النَّومِ يَتَطوَّح ، أَي يَجِيء ويَذهَبُ في الهوَاءِ :
ونَشْوَانَ مِن كأْسِ النُّعَاسِ كأَنَّه |
|
بحَبْلَيْنِ في مَشْطُونَةٍ يَتَطوَّحُ (١) |
وطَوَّحَ بثَوْبه : رَمَى به في مَهْلَكةٍ. وطَيَّحَ به ، مثله. وقال الفرّاءُ : يقال : طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه ، وتَضوَّعَ رِيحُه وتَضيَّعَ ، والمَيَاثِق والمَوَاثِق.
وطَوَّحَ الشَّيْءَ وطَيَّحَه : [ضَيَّعَه] (٢) وتَطَاوَحُوه بالأَمْرِ وبالضَّربِ : تَنازَعوه.
والدَّلْوُ تَطَوَّحَ في البِئر : سَقَطَ.
[طيح] : الطَّيْحُ : خشَبَةُ الفَدّانِ التي في أَصْله.
وعن أَبي سعيد : أَصابتْهم طَيْحةٌ ، أَي أُمورٌ فَرَّقَتْ بينهم. وكان ذلك في زَمنِ الطَّيْحةِ. وطوَّحَتْهم طَيْحاتُ : أَهْلَكَتْهم خُطوبٌ. وذَهَبَتْ أَمْوالُهم طَيْحَاتٍ ، أَي متفرِّقةً بعيدةً.
وطَيَّحَ بثَوْبِه : رَمَى به في مَضِيعَةٍ أَي مَهْلَكة ، لغة في طَوحَ ، وقد تقدّم. وطَيّحَ فلاناً : تَوَّهَه كطَوَّحَه. وطَيَّحَ الشَّيْءَ : ضَيَّعه ، كطَوَّحَه ، لغتانِ.
وعن ابن الأَعرابيّ : أَطاحَ مالَه وطوَّحَه : أَهْلَكَه ، واويّةٌ يائيّةٌ. قال سيبويه في طاح يَطِيح : إِنه فَعِلَ يَفْعِل (٣) لأَن فَعَل يَفْعِل لا يكون في بَناتِ الواو كراهِيَةَ الالْتباسِ ببَناتِ الياءِ ، كما أَن فَعَل يَفْعُل لا يكون في بَنات الياءِ كَراهِيَةُ الالْتباس ببَناتِ الواوِ أَيضاً ؛ فلما كان ذلك عَدَماً البَتَّةَ ، ووجَدُوا فعِل يَفْعِل في الصّحيح كحسِب يحْسِبُ وأَخواتها ، وفي المعتلّ كَولِيَ يَلِي وأَخواته ، حَملُوا طاحَ يطِيح على ذلك. وله نظائرُ ، كتَاهَ يَتِيه ، ومَاهَ يَمِيه ، وهذا كلّه فيمن لم يَقُلْ إِلّا طَوَّحَه وتَوَّهَه ، وماهَتِ الرَّكِيَّةُ موْهاً. وأَمّا مَن قال : طَيَّحَه وتَيَّهَه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً ، فقد كُفِينا القولَ في لُغته ، لأَن طاحَ يَطِيح وأَخواته على هذه اللُّغةِ من بناتِ الياءِ ، كباعَ يَبِيع ونحْوها ؛ كذا في اللسان.
والمُطَيَّح ، كمُعظَّم : الفاسِدُ. قلْت : وقد تقدّم (٤) في «طبح» بالموحّدة ، فهو تكرارٌ أَو تصحيف.
* ومما يستدرك عليه :
طاحَ به فَرسُه : إِذا مَضَى يَطِيح طَيْحاً [وذلك] (٥) كذَهَابِ السَّهْم بسُرْعَةٍ. يقال : أَينَ طُيِّح بك؟ : أَي أَين ذُهِبَ بك.
قال الجعديّ يَذكُر فَرساً :
يَطِيحُ بالفَارِسِ المُدجَّجِ ذي الْ |
|
قَوْنَسِ حتّى يَغِيبَ في القَتَمِ (٦) |
و «كَفًّا طَائِحَة» : أَي طائرةً من مِعْصَمها : جاءَ ذلك في حديث أَبي هُريرةَ في اليَرْموك.
وما كانت إِلا مَزْحَة طاحَ (٧) بها لِساني ، أَي ذَهبَ بها.
__________________
(١) ديوانه / ٨٧ والرواية فيه :
بحبلين في مشطونة يترجح
وفي الهامش : رواية أخرى : يتطوح.
(٢) زيادة عن اللسان.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله فعل يفعل أَي بكسر العين في الماضي والمضارع ، وقوله : كما أن فعل يفعل أَي من باب نصر ، وقوله : ووجدوا فعل يفعل أَي بكسر العين في الماضي والمضارع.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وقدم تقدم الخ هذا سهو ، فإِنه لم يتقدم ، وعبارة المتن هناك : المطبح كمعظم «السمين. اه. ولم يذكر في هذه المادة غيره».
(٥) زيادة عن التهذيب. وفي الأساس : مضى مضي السهم.
(٦) أراد القتام وهو الغبار.
(٧) وتمامه كما في النهاية (طوح) : فما رئي موطن أكثر قحفاً ساقطاً وكفّاً طائحة.» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إِلى رواية اللسان للحديث ، وروايته كالنهاية.