حَرْب ، ولَقَبُه طَلْحةُ الطَّلحَاتِ. ورأَيْت في بعضِ حَواشي نُسخِ الصّحاح بخطِّ من يُوثَق به : الصَّوَابُ طَلْحةُ بنُ عبد الله (١). قال ابن بَرّيّ : ذَكرَ ابن الأَعرابيّ في طَلحَةَ هَذَا [أَنه] (٢) إِنما سُمِّيَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ لأَنّ أُمَّه صَفِيَّةُ بنتُ الحارثِ بن طَلْحَةَ (٣) بن أَبي طَلْحَةَ ـ زاد الأَزهريّ ـ بن عبد مَنَاف (٤). قال : وأَخوها أَيضاً طَلْحَةُ بنُ الحارث. فقد تَكنَّفَه هؤلاءِ الطَّلَحَاتُ ، كما تَرَى. ومِثْلُه في شرْحِ أَبياتِ الإِيضاح. وفي تاريخ وُلاةِ خُرَاسانَ لأَبي الحُسَيْن عليِّ بنِ أَحمدَ السَّلاميّ : سُمِّيَ به لأَنّ أُمَّه طَلْحَةُ بنْت أَبي طَلْحَة.
وفي الرِّياض النَّضِرة أَن أُمَّه صَفِيّة بنتُ عبد الله بن عَبّاد بن مالك بن رَبِيعةَ الحَضْرَميّ ، أُخت العَلاءِ بن الحَضْرَميّ ، أَسَلَمَتْ. وقال ابن الأَثير : قيل : إِنه جَمعَ بين مائةِ عَربيٍّ وعربيّةٍ بِالمَهْرِ والعَطَاءِ الواسِعَيْنِ ، فوُلِد لكلٍّ منهم ولدّ ،.
فسُمِّيَ طَلْحة ، فأُضيفَ إِليهم. وفي شواهِد الرَّضِي : لأَنه فاق في الجود خمَسةَ أَجواد ، اسمُ كلِّ واحد منهم طَلْحةُ ، وهم طَلْحَةُ الخَيْر ، وطَلْحَةُ الفَيّاضُ ، وطَلْحَةُ الجُودِ ، وطَلْحَةُ الدَّراهمِ ، وطَلْحَةُ النَّدَى. وقيل : كان في أَجدادِه جَماعَةٌ اسم كلٍّ طَلْحَةُ ؛ كذا في شرْحِ المُفصّل لابن الحاجِب.
وفي كتاب الغُرَر لإِبراهِيمَ الوَطْواطِ : الطَّلحَاتُ ستّة (٥) : وهم طَلْحةُ بن عُبيد الله التَّيْميّ : وهو طَلحةُ الفياضّ. وطَلْحةُ بن عُمَر بن عبدِ الله بن مَعْمَرٍ التَّيْميّ : وهو طَلحةُ الجُود ، وطلحَةُ بن عبدِ الله (٦) بنِ عَوْفٍ الزَّهْريّ ابن أَخي عبد الرَّحمن بن عَوْف : وهو طَلْحَةُ النَّدَى ، وطَلحةُ بن الحَسَن بن عليّ بن أَبي طالبٍ : وهو طَلْحَةُ الخَيْرِ ، وطَلحةُ بنُ عبد الرحمن بن أَبي بكرٍ : ويسمَّى طَلحَةَ الدّراهمِ ، وطَلحةُ بن عبد الله بن خَلَفٍ الخُزاعيّ : وهو سادسهم المشهور بطَلْحَة الطَّلَحاتِ. قلّت : ومثلُه كلام ابن بَرِّيّ. وقَبْرُ طَلْحَةِ النَّدَى بالمدينةِ ، وقبرُ طَلْحةِ الطَّلَحاتِ بسِجِسْتانَ. وفيه يقول ابن قَيْسِ الرُّقَيَّات :
رَحِمَ (٧) الله أَعْظُمًا دَفَنُوهَا |
|
بسِجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطَّلحاتِ |
والنّحاة كثيراً ما يُنشدونه في البَدل وغيره. كان والياً على سِجِسْتان من قِبَل سالمِ بن زيادِ بن أُميَّة والِي خُراسانَ.
وفي المستقصى : قال سحْبانُ وائلٍ (٨) البليغُ المشهور في طَلْحةِ الطّلحاتِ :
يا طلْحُ ، أَكْرم منْ مَشَى |
|
حسباً وأَعْطَاهُم لتالدْ |
مِنْك العطاءُ فأَعْطِني |
|
وعَليّ مدْحُك في المَشاهِدْ |
فحَكَّمَه ، فقال : فَرسُك الوَرْدُ ، وقَصْرُك بزَرنْجَ ، وغُلامك الخبَّازُ ، وعَشرةُ آلافِ دِرْهم. فقَال طَلْحةُ : أُفٍّ لك ، لم تَسْأَلْني على قَدْرِي ، وإِنما سأَلتني على قَدْرِك وقَدْرِ قَبيلتِك باهِلةَ. واللهِ لو سأَلتني (٩) كلَّ فَرسٍ وقصْرٍ وغُلامٍ لي لأَعْطيْتُكه. ثم أَمر له بما سأَلَ وقال : والله ما رأَيتُ مسأَلَةَ مُحكَّمٍ أَلأَم منها.
وطَلْح ، بفتح فسكون : ع بين المدينة ، على ساكِنِهَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام وبين بَدْرٍ القَرْيةِ المعروفةِ.
وطَلْحُ الغَبَارِيِّ ، بفتح الغَين المعجمة : ع لبني سِنْبِسٍ ، بكسر السين المهملة ، لقبيلةٍ من بني طِّيءٍ.
وذو طَلَحٍ ـ محرّكةً ـ ومَطْلَحٌ ، كمَسْكن ، مِوْضِعَانِ ، أَمّا ذو طَلَحٍ فهو الموضعُ الّذي ذكَره الحُطيئةُ فقال وهو يخاطب عُمَرَ بن الخَطّاب رضي الله تعالى عنه :
__________________
(١) في جمهرة ابن حزم ص ٢٣٨ طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف بن سعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن عامر بن لحي. قتل أبوه عبد الله يوم الجمل.
(٢) زيادة عن اللسان.
(٣) كلمة طلحة سقطت من القاموس المطبوع ، وأثبتت في نسخة ثانية منه وقد أشير إِلى ذلك بهامش القاموس. وبهامش المطبوعة المصرية : «هكذا في اللسان وفي نسخة المتن المطبوعة بنت الحرث بن أبي طلحة باسقاط ابن طلحة» وانظر جمهرة ابن حزم / ١٢٧.
(٤) كذا ، وفي جمهرة ابن حزم ص ١٢٧ : الحارث بن طلحة بن أبي طلحة (عبد الله) بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار.
(٥) بالأصل «خمسة».
(٦) في اللسان : «عبيد الله» وفي جمهرة الكلبي فكالأصل.
(٧) في معجم البلدان : «نضر الله» وبعده :
كان لا يحرم الخليل ولا يو |
|
تلّ بالنجل طيب العذرات |
(٨) عن اللسان ، وبالأصل «سبحان بن وائل».
(٩) في اللسان : لو سألتني كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأعطيتك.