أَبو بَكرٍ الطائيّ ، وأَبو القاسم عَبْدانُ بنُ حُمَيدِ بن رَشِيدٍ الطائيّ ، وأَبو العبّاس عبدُ الله بن عبد المَلك (١) بن أَبي الإِصبع المَنبِجِيُّون ، مُحدِّثون ؛ كذا في المعجم. وفي الصّحاح واللِّسان : قال سيبويه : الميم في مَنْبجَ زائدةٌ بمنزلةِ الأَلفِ ، لأَنّها إِنّما كَثُرَتْ مَزيدةً أَوّلاً ، فمَوضِعُ زيادتِها كمَوضع الأَلف ، وكَثْرتُها ككَثْرَتِها ، إِذا كانت أَوّلاً في الاسم والصفة. فإِذا نَسَبْتَ إِليه فتحت الباءَ ، قلت : كِساءٌ مَنْبَجانيّ ، أَخرجوه مُخْرَج مَخْبَرَانيّ ومَنْظَرانيّ. وزاد المصنّف أَنْبَجانيّ ، بفَتحِ بائِهما ، نِسبةٌ إِلى مَنْبِجَ على غيرِ قياسٍ ، ومثله في كتاب المحيط. وقال ابنُ قُتَيبة في أَدب الكاتبِ : كساءٌ مَنْبَجانيٌّ ، ولا يقال : أَنْبَجانيّ ، لأَنه منسوب إِلى مَنْبِج ، وفُتحت باؤه [في النسب] (٢) لأَنه أُخْرِجَ مُخْرَجَ مَنْظَرانيّ ومَخْبَرَانِيّ. قال ياقوت : قال أَبو محمدَ البَطَلْيَوْسيّ في تفسيره لهذا الكتاب : قد قيل أَنبجانيّ وجاءَ ذلك في بعض الحديث. وقد أَنشد أَبو العبّاس المُبرّد في الكامل في وصف لحية :
كالأَنْبَجانيّ مَصْقولاً عَوارِضُها |
|
سَوْدَاءَ في ليِنِ خَدِّ الغَادَةِ الرُّودِ |
ولم يُنكِر ذلك. وليس مَجيئُه مخالفاً لِلَفْظ مَنْبِجَ ممّا يُبْطِل أَن يكون مَنسوباً إِليها ، لأَنَّ المنسوبَ يَرِدُ خارجاً عن القياس كثيراً كَمرْوَزِيّ ودَرَا وَرْدِيّ ورازِيّ. قلت (٣) :دَرَاوَرْديّ منسوب إِلى دَارَابْجِرْد. والحديث الذي أَشار إِليه هو «ائْتُونِي بأَنْبِجَانِيّةِ أَبي جَهْمٍ.» قال ابنُ الأَثير ؛ المحفوظ بكسر الباءِ ويُروَى بفتْحها. يقال : كساءٌ أَنْبَجانيّ منسوبٌ إِلى مَنْبِجَ ، فُتِحت الباءُ في النّسب ، وأُبدِلت الميمُ هَمزةً ، وقيل منسوبةٌ إِلى مَوضعٍ اسمه إِنْبِجَان ، وهو أَشْبَهُ ، لأَنّ الأَوّل فيه تَعسُّفٌ ، وهو كِساءٌ من الصُّوف له خَمْلٌ ولا عَلَمَ له ، وهي من أَدْوَن الثِّيابِ الغليظةِ. قال : والهَمزةُ فيها زائدةٌ ، في قولٍ. انتهى. ويقال أَيضاً : ثَرِيدُ أَنْبَجانيّ بفتح الباءِ : أَي به سُخونةٌ.
ويقال : عَجِينٌ أَنْبَجَانٌ ، بفتح الباءِ : أَي مُدْرِكٌ مُنتِفخٌ حامِضٌ. قال الجوهريّ : وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاءِ معجمةً ، وسماعي بالجيم عن أَبي سعيدٍ وأَبي الغَوث وغيرهما ، ومالَها أَختٌ سِوَى أَرْوَنَانٍ ، يقال : يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ ؛ وسيأَتي.
والمِنْبَجُ كمِنْبَزٍ : المُعْطِي بلسانهِ ما لا يَفْعلُه.
وقال أَبو عَمْرٍو : نَبَجَ : إِذا قَعَد على النَّبَجَة ، وهي مُحرَّكةً : الأَكمَةُ ، ومنهم مَن جعلَ مَنْبِجاً مَوْضِعاً من هذا قياساً صحيحاً ، ورُدّ بأَنّها على بَسيط من الأَرضِ لا أَكَمةَ فيه.
والنابِجَة : الدَّاهِيَةُ ، والصَّواب أَنه البائِجة ، وقدم تقدّم في الموحَّدة ، فإِني لم أَجِدْها في الأمَّهات (٤) فتَصحَّف على المصنّف. وعن أَبي عمرٍو : هو طعامٌ جاهلِيٌّ كان يُتَّخذ في أَيّام المَجاعةِ يُخاضُ الوَبَرُ باللَّبن فيُجْدَحُ ويُؤكَل كالنَّبِيج.
قال الجَعْدِيّ يَذكر نساءً :
تَرَكْنَ بَطَالةً وأَخَذْنَ جِذّاً (٥) |
|
وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيجِ |
قال ابن الأَعرابيّ : الجِذّ (٦) : طَرَفُ المِرْوَدِ.
والأَنْبَجُ ، كأَحمَدَ ، وتُكْسَر باؤه : ثَمَرةُ شَجرٍة هِنديةً يُربَّب بالعَسَل ، على خِلْقَةِ الخَوْجِ ، مُحرَّفُ الرأَس ، يُجلَب إِلى العراق ، في جَوْفِه نَواةٌ كنَواةِ الخَوْخِ فمن ذلك اشتقُّوا اسمَ الأَنْبجات الّتي تُربَّب بالعَسل من الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَجِ ونحوهِ ؛ كذا في اللّسان والأَساس ، وهو مُعرَّب أَنْبَ (٧). قال أَبو حنيفةَ : شَجرُ الأَنْبَجِ كثيرٌ بأَرضِ العربِ من نَواحي عُمَانَ ، يُغْرَس غَرْساً ، وهو لَوْنانِ : أَحدهما ثَمرتُه في مثلِ هَيْئةِ اللَّوْزِ ، لا يزال حُلْواً من أَوّلِ نَباتِه ، وآخرُ في هَيْئة الإِجاصِ يَبدو حامِضاً ثم يَحْلُو إِذا أَيْنَعَ ، ولهما جميعاً عَجْمَةٌ ورِيحٌ طَيِّبة ، ويُكبَس الحامض منهما وهو غَضٌّ في الجِبَابِ حتّى يُدْرِكَ فيكون كأَنّه المَوْزُ في رائحته وطَعمِه ،
__________________
(١) في معجم البلدان : عبد الملك بن الإصبع.
(٢) زيادة عن معجم البلدان. (منبج).
(٣) القائل هو ياقوت.
(٤) وردت بهذا المعنى في التكملة.
(٥) عن التهذيب ، وبالأصل : وأخذن جداً».
(٦) عن التهذيب واللسان ، وبالأصل : الجدّ.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله معرب أنب كتب عليه بهامش المطبوع : أنبج معرب أنبه بزيادة الهاء وزان رغبة ، وما في المتن غلط من الناسخ ومشى عليه الشارح. انظر منتهى الأرب وتبيان عاصم».