ومن المَجاز : أَمجَّ العُودُ ، إِذا جَرَى فيه الماءُ.
وعن ابن الأَعرابيّ : المُجُجُ ، بضمّتين : السُّكَارَى.
والمُجُجُ أَيضاً : النَّحْلُ.
والمَجَجُ. بفتحتين وكذلك المَجُّ : اسْتِرْخاءُ الشِّدْقَيْنِ نَحْوَ ما يَعْرِضُ للشّيخ إِذا هَرِمَ.
وعن أَبي عَمْرٍو : المَجَجُ : إِدْراكُ العِنَبِ ونُضْجُه. وفي الحديث : «لا تَبع العِنَبَ حتى يَظْهَر مَجَجُه» : أَي بُلوغُه.
مَجَّجَ العِنبُ يُمَجِّج (١) إِذا طابَ وصار حُلْواً. وفي حديث الخُدْرِيّ : «لا يَصْلُح السَّلَفُ في العِنب والزَّيتون [وأَشباه ذلك] (٢) حتى يُمَجِّجَ».
والمَجْمَاجُ : الرَّهِلُ المُسْترخِي. ورَجلٌ مَجْماجٌ ، كبَجْباجٍ : كثيرُ اللَّحمِ غَلِيظُه.
وكَفَلٌ مُمَجْمَجٌ ، كمُسَلْسل : أَي مُرْتَجٌّ من النَّعْمَةِ (٣) ، وقد تَمَجْمَجَ. وأَنشد :
وكَفَلٍ رَيّانَ قد تَمَجْمَجَا
وكَذا لَحْمٌ مُمَجْمَجٌ : إِذا كان مكتنِزاً.
ومَجَّجَ تَمْجِيجاً : إِذا أَرادَك وفي بعضِ النُّسخ : إِذا أَراده بالعَيْب ، هكذا في سائر النُّسخ ، ولم أَدرِ ما معناه. وقد تَصفَّحت غالبَ أُمَّهاتِ اللُّغة وراجعْتُ في مَظانِّها فلم أَجِدْ لهذه العِبارة ناقلاً (٤) ولا شاهداً ، فليُنْظَر.
والمَجُّ والمُجَاجُ حَبُّ كالعَدَس إِلّا أنّه أَشدُّ استدارةً منه.
قال الأَزهريّ : هذه الحَبَّة التي يقال لها المَاشُ ، والعربُ تُسَمّيه الخُلَّرَ [والزِّنَّ] (٥) وصَرَّحَ الجوهريّ بتعريبه ، وخالَفه الجَوالِيقيّ. وقال أَبو حنيفة : المَجَّةُ : حَمْضَةٌ تُشبِهُ الطَّحْماءَ غيرَ أَنّها أَلطفُ وأَصغرُ.
والمُجُّ بالضَّمّ : نقط العسلِ على الحِجارة.
وآجُوجُ ويَمْجُوجُ : لُغتانِ في يأْجوجَ ومأْجوجَ ، وقد تقدّم ذِكرُهما مُستطرَداً في أَوّل الكتاب ، فراجِعْه.
* ومما يستدرك عليه :
مُجَاجَةُ الشِّيْءِ : عُصارَتُه ؛ كذا في الصحّاح ، ومُجَاجُ الجَرادِ : لُعَابُه. ومُجَاجُ فَمِ الجارِيةِ : رِيقُها. ومُجَاجُ العِنَبِ : ما سالَ من عَصيرِه ؛ وهو مَجاز.
والمَجّاجُ : الكاتب ، سُمِّيَ به لأَنّ قلَمه يَمُجّ المِدَادَ ، وهو مَجاز.
والمُجُّ : سَيْفٌ من سُيوف العَرب ؛ ذكرَه ابن الكَلْبيّ.
والمُصنّف ذَكَره في حَرْفِ الباءِ ، فقال : «البُجُّ سيفُ ابنِ جَنَاب» (٦) ، والصّواب بالميم. والمُجّ : فَرْخُ الحَمامِ ، كالبُجِ. قال ابنُ دريد : زعموا ذلك ولا أَعرف صِحَّته.
ومن المَجاز : قَوْلٌ مَمْجوجٌ. وكَلامٌ تَمُجّه الأَسماعُ.
ومَجّتِ الشَّمسُ رِيقَتها. والنَّباتُ يَمُجُّ النَّدَى ؛ كذا في الأَساس. وفي اللّسان : والأَرضُ إِذا كانت رَيَّا من النَّدَى فهي تَمُجُّ الماءَ مَجٍّا.
واستدرك شيخنا : مَجَاج ، ككِتاب وسَحابٍ : اسم موضع بين مكّةَ والمدينة ؛ قاله السُّهَيليّ في الرَّوض. قلت.
والصّواب أَنه محاج ، بالحاءِ (٧) ، كما سيأْتي في التي تليها.
[محج] مَحَجَ اللَّحْمَ ، كَمَنَعَ ، يَمْحَجُه مَحْجاً ، وكذلك العُودَ : قَشَرَه. ومَحَجَ الحَبْلَ ـ الأَوْلَى : الأَديمَ ، كما في سائر الأُمّهات ـ يَمْحَجُه مَحْجاً دَلَكَه لِيَلِينَ ويَمْرُنَ. وقال الأَزهريّ : مَحَجَ ، عند ابن الأَعرابيّ ، له مَعنيانِ : أَحدهما مَحَجَ بمعنى جامَعَ ، والآخرُ مَحَجَ بمعنى كَذَبَ (٨). يقال : مَحَجَ المَرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً : نَكَحَها ، وكذلك مَخَجها. قال ابن الأَعرابيّ : اختصم شيخانِ : غَنَوِيّ وباهِليّ. فقال أَحدُهما لصاحبه : الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه ، فقال الآخَر : انظُروا ما قال لي : الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه ، أَي ناكَ أُمّه. فقال له الغَنويّ : كَذَب ، ما قُلتُ له هكذا ، ولكنّي قلت : مَلَجَ أُمّه ، أَي رَضعَها.
ابن الأَعرابيّ : المَحّاجُ : الكَذّاب. وأَنشد :
__________________
(١) اعتمدنا في ضبط مَجَّج ... يُمَجَّج ضبط اللسان والنهاية.
(٢) زيادة عن النهاية واللسان ، وأشير إليها بهامش المطبوعة المصرية.
(٣) في اللسان : وكفلٌ متمجمجٌ : رجراجٌ ، إذا كان يرتجُّ من النعمة.
(٤) ورد في التكملة : ومجج فلان : إِذا أرادك بالعيب.
(٥) زيادة عن التهذيب واللسان.
(٦) بالأصل : خباب ، وما أثبت عن القاموس «بج» وفيه : والبُجُّ بالضم سيف زهير بن جناب.
(٧) في معجم البلدان والصحيح عندنا : مَجاح.
(٨) عبارة التهذيب : أحدهما : الجماع ، والآخر : الكذب.