وعَاجَ ناقَتَه ، وعَوَّجَهَا ، فانْعَاجتْ وتَعَوَّجَتْ : عَطَفها ، أَنشد ابن الأَعرابيّ :
عُوجُوا عليّ وعَوِّجوا صَحْبِي |
|
عَوْجاً ولا كَتَعوُّجِ النَّحْبِ |
عَوْجاً متعلّق بعُوجُوا لا بعَوِّجُوا ، يقول : عُوجُوا مُشَارِكينَ لا مُتفارِدين (١) متكارِهِين كما يَتكارَهُ صاحبُ النَّحْبِ على قَضَائِه. وفي اللسان : والعَوْجُ : عَطْفُ رأْسِ البَعِيرِ بالزِّمَامِ أَو الخِطَامِ. تقول : عُجْتُ رأْسَه أَعُوجُه عَوْجاً. قال : والمرأَةُ تَعُوجُ رأْسَها إِلى ضَجِيعها. وعاج عُنُقَه عَوْجاً : عَطَفَه. قال ذو الرُّمّة يصف جَوارِيَ قد عُجْنَ إِليه رُؤُوسَهنّ يومَ ظَعْنِهنّ :
حَتَّى إِذا عُجْنَ من أَعناقهنّ لَنَا (٢) |
|
عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَنَاجِيجِ |
أَراد بالعَنَاجِيج هنا جِيَادَ الرِّكَابِ ، وَاحِدُهَا عُنْجُوجٌ.
ويقال لجِيَادِ الخيلِ : عَنَاجِيجُ أَيضاً ، وقد تقدّم.
وعاجِ مبنيّةً بالكسر على التّعْرِيفِ : زَجْرٌ للنّاقة وينوّن على التنكير. قال الأَزهريّ : يقال للناقَة في الزَّجْر : عاجِ ، بلا تنوينٍ فإِنْ شِئتَ جزمْت على تَوَهُّمِ الوُقوفِ. يقال : عَجْعَجْتُ بالناقَة : إِذا قلت لها : عاجِ عاجِ. قال أَبو عُبَيْدٍ : ويقال للنّاقَة : عاجٍ وجَاهٍ ، بالتنوين. قال الشاعر :
كأَنِّيَ لم أَزْجُرْ بِعَاجٍ نَجِيبةً |
|
ولم أَلْقَ عن شَحْطٍ خَليلاً مُصَافِيَا |
قال الأَزهريّ : قال أبو الهيثم فيما قرأْتُ بخطّه : كلُّ صَوْتٍ يُزْجَر به الإِبلُ فإِنه يَخْرُجُ مجزوماً ، إِلّا أَن يَقعَ في قافيةٍ فيُحَرَّك (٣) إِلى الخفض ، تقول في زَجرِ البعير : حَلْ حَوْبْ ، وفي زجْر السَّبُعِ : هَجْ هَجْ ، وجَهْ جَهْ ، وجاهْ جاهْ ، فإِذا حَكَيْت ذلك قلت للبعير : حَوْبْ أَو حَوْب ، وقلت للناقة (٤) : حَلْ أَو حَلِ.
وقال شَمِرٌ : يقال للمَسَكِ : عاجٌ. قال : وأَنشدني ابنُ الأَعرابيّ :
وفي العاجِ والحِنّاءِ كَفُّ بَنَانِهَا |
|
كَشَحْمِ القَنَا لمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ (٥) |
قال الأَزهريّ : والدّليل على صِحَّة ما قال شَمِرٌ في العاج أَنه المَسَكُ ما جاءَ في حديثٍ مرفوعٍ : «أَن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال لثَوْبانَ : اشْتَر لفاطِمَةَ سِوَارَيْنِ من عاجٍ».
لم يُرِد بالعَاجِ ما يُخْرَط من أَنْيَابِ الفِيَلَةِ لأَنّ أَنيابَها ميتة ، وإِنما العَاجُ : الذَّبْلُ ، وهو ظَهْرُ السُّلْحَفاةِ البَحْرِيّة.
وفي الحديث : «أَنه كان له مُشْطٌ من العاجِ». العاجُ : الذَّبْلُ وقيل : شيْءٌ يُتَّخَذ من ظَهْرِ السُّلَحْفَاةِ البَحْرِيّة. فأَمّا العاجُ الذي هو للفِيل فنَجِس عند الشّافِعِيّ ، وطاهِرٌ عند أَبي حنيفة ؛ كذا في اللسان. قلت : والحَدِيث حُجَّةٌ لنا. وقال ابنُ قتيبةَ والخَطّابيّ : الذَّبْل : هو عَظْمُ السُّلَحْفَاةِ البَرِّيّة والبَحْريّة.
وقيل : كلُّ عَظْمٍ عند العَرَبِ عاجٌ. وقال ابنُ شُمَيلٍ : المَسَكُ من الذَّبْلِ ومن العَاجِ كهيئةِ السِّوَارِ تَجْعَلُه المرأَةُ في يَدَيْهَا ، فذلك المَسَكُ. قال والذَّبْلُ : القَرْنُ (٦) ، فإِذا كان من عاجٍ فهو مسَكٌ وعاجٌ ووَقْفٌ ، وإِذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غيرُ. وقال الهُذَليّ :
فَجَاءَتْ كخاصِي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجَةً |
|
ولا جَاجَةً منها تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ |
فالعَاجَة : الذَّبْلَةُ. والجَاجَة : خَرَزَةٌ لا تُسَاوي فَلْساً ، وقد تقدّم.
والعَاجُ : النّاقَةُ اللَّيِّنَةُ الأَعْطَافِ هكذا في النُّسخ ، وفي أُخرَى : اللَّيِّنَةُ الانْعِطَافِ (٧). وفي اللسان : عاجٌ : مِذْعَانٌ لا نَظِيرَ لها في سُقُوطِ الهَاءِ كانت فَعْلاً ، أَو فَاعِلاً ذهبَتْ عينُه.
قال الأَزهَرِيّ : ومنه قولُ الشاعر :
__________________
(١) في اللسان : متفاذين.
(٢) في التهذيب والمحكم : «من أجيادهن». وبعده : صوادي الهام والأحشاء خافقة تناول الهيم أرشاني الصهاريج.
(٣) في التهذيب : فيحول. وفي اللسان فكالأصل.
(٤) في التهذيب : «وقلت للناقة : حَلْ حَلْ ، وقلت لها : حَلٍ». وفي اللسان فكالأصل.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله كشحم القنا اراد به دوابّ يقال لها : الحلك ويقال لها نبات النقا يشبه بها بنان الجواري للينها ونعمتها أفاده في اللسان» وردت في التهذيب : «بنات النقا» بدل «نبات النقا» ومثله في اللسان وقد وردت خطأ في هامش المطبوعة.
(٦) في التهذيب واللسان : القرون.
(٧) ومثلها في التهذيب والتكملة.