أَبي عُبَيْدَةَ ، أَو من خَمْسِمائة إِلى أَلْفٍ ، ونَسبه الجوهريّ إِلى الأَصمعيّ. وقال أَبو زَيد : العَرْجُ : الكثيرُ من الإِبلِ.
وقال أَبو حاتِمٍ : إِذا جاوَزَتِ الإِبلُ المِائَتينِ وقارَبت الأَلْفَ فهي عَرْجٌ (١). وقرأْت في الأَنسابِ للبَلاذُرِيّ قَولَ العلاءِ بن قَرَظَةَ خالِ الفَرزدقِ :
وقَسَّم عَرْجاً كأَسُه فوقَ كَفِّه |
|
وآبَ بِنَهْبٍ كالفَسِيلِ المُكمَّمِ |
قال : العَرْجُ : أَلْفٌ من الإِبل. ويُكْسَرُ ، ج أَعْرَاجٌ وعُروجٌ ، قال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ :
أَنْزَلوا من حُصونِهنَّ بناتِ التُّ |
|
رْكِ يأْتُونَ بَعْدَ عَرْجٍ بعَرْجِ |
وقال :
يومَ تُبْدِي البِيضُ عَنْ أَسْوُقِها |
|
وتَلُفُّ الخَيْلُ أَعْراجَ النَّعَمْ (٢) |
وقال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُون عُرُوجَهُمْ |
|
مَوْرَ الجَهَامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَبُ |
والعُرَيْجَاءُ ، ممدودةً ، مَضمومَة. الهاجرَةُ ، وأَن تَرِدَ الإِبلُ يوماً نِصْفَ النَّهَارِ ويَوْماً غُدْوَةً وبهذا اقتصر الجوهري.
وقيل : هو أَن تَرِدَ غُدْوة ثم تَصْدُرَ عن الماءِ ، فتكون سائرَ يَومِها في الكَلإِ وليلتَهَا ويَوْمَها من غَدِهَا ، فتَرِدَ ليلا الماءَ ، ثم تَصْدُر عن الماءِ فتكون بَقيَّةَ ليلتها في الكَلإِ ويَوْمَهَا من الغَدِ وليلَتَهَا ، ثم تُصبح الماءَ غُدْوَةً ، وهي من صفَاتِ الرِّفْه ، وأَن يأْكُلَ الإِنسانُ كلَّ يَوْمٍ مَرَّةً ، يقال : إِنّ فُلاناً لَيأْكُل العُرَيْجاءَ ، إِذا أَكَل كُلَّ يومٍ مرَّةً واحدَةً (٣). ونقلَ شيخُنَا عن أَمثال حَمْزَةَ أَن العُرَيجاءَ أَن تَرِدَ الإِبلُ كلَّ يومٍ ثَلَاثَ ورْدَاتٍ ، وصَحَّحه جماعةٌ. قلتُ : وهو غَريبٌ.
وعُريجَاءُ ، بلا لامٍ : ع.
وأَعْرَجَ الرّجلُ : حَصَلَ له إِبلٌ عُرْجٌ ، بالضّمّ ، هكذا في سائر النسخ ، والصّواب : حَصلَ له عَرْجٌ من الإِبل ، أَي قَطِيعٌ منها ، كما في اللسان وغيره. وأَعْرَجَ الرَّجلُ دَخَلَ في وَقْت غَيْبُوبة الشّمس ، كعَرَّجَ تَعْريجاً وأَعْرَجَ فُلاناً : أَعْطَاه عَرْجاً من الإِبِل ، أَي وهَبَه قطيعاً منها.
والأَعْوَرُ الأَعْرَجُ : الغُرَابُ ، لحَجَلانِه.
وثَوْبٌ مُعَرَّجٌ : مُخَطَّطٌ في الْتوَاءٍ.
وعُرْجُ ، وعُرَاجُ بضَمِّهما مَعرِفتَيْن ممنوعَتين من الصَّرْف : الضِّبَاعُ ، يَجعَلونَها بمَنزلةِ القَبيلةِ ولا يقال للذَّكر : أَعْرَجُ. قال أَبو مُكْعِت الأَسَديّ :
أَفَكَانَ أَوَّلَ ما أَثَبْتَ تَهارَشَتْ |
|
أَبْناءُ عُرْجَ عليكَ عِنْدَ وَجَارِ (٤) |
يعني أَبناءَ الضِّباعِ ، وتَرَكَ صَرْفَها لجعْلِهَا اسماً للقَبيلة.
وأَما ابن الأَعرابيّ فقال : لم يُجْرَ «عُرْج» وهو جَمعٌ ، لأَنه أَراد التَّوْحيدَ ، والعُرْجَةَ ، فكأَنَّه قَصَدَ إِلى اسمٍ واحدٍ ، وهو إِذا كان اسماً غير مُسمًّى نَكِرَةٌ.
والعَرجَاءُ : الضَّبُع ، خِلْقَة فيها ، والجمع عُرْجٌ.
وذو العَرْجاءِ : أَكَمَة بأَرْضِ مُزَيْنَة.
وعُرَاجَةُ ، كثُمامَة : اسْمٌ.
وعَرِيجَةُ ، كحَنيفةَ : جَدُّ نُسَيرِ بنِ دَيْسَمٍ.
وبَنُو الأَعْرَجِ : حَيٌّ م ، أَي معروف ، وكذلك بنو عُرَيجٍ ، وسيأْتي.
والعُرْجُ ـ بالضَّمّ ـ من المُحَدّثين : كثيرُون.
والأُعَيْرِجُ مُصغّراً : حَيَّةٌ صَمّاءُ من أَخْبَثِ الحَيَّات لا تَقْبَل الرُّقْيَةَ تَثِبُ حتّى تَصيرَ مع الفارس في سَرْجه. قال أَبو خَيْرَةَ : وتَطْفِرُ كالأَفْعَى. وقيل : هي حَيَّةٌ عَريضٌ له قائمةٌ واحدةٌ عريضٌ (٥).
قال اللّيث بنُ مُظفّر : لا يُؤنَّث وج الأُعَيْرِجاتُ.
__________________
(١) زيد في التهذيب : وعُروج وأعراج.
(٢) البيت لطرفة ديوانه ص ٥٧.
(٣) وهو قول الكسائي كما في التهذيب.
(٤) في المحكم : «أول ما أتيت» بدل «أثبت» وفي التكملة : أولاد بدل أبناء».
(٥) كذا وتتمة عبارة ابن شميل ، وهو قوله ، في التهذيب : مثل النبث ، والتراب تنبثه من ركية أو ما كان ، فهو نبث ، وهو نحو الأصَلَة.