الأُخْرَى فَتَرْأَمُهُ ، ويقال لتلك اللَّفِيفَةِ : الدُّرْجَةُ ، والجَزْمُ والوَثيغَةُ (١).
وعبارة المُحكمِ : والدُّرْجَةُ مُشَاقَةٌ وخِرَقٌ وغيرُ ذلك يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ وفي نُسخة : ويُدْخَلُ في حَيَاءِ النَّاقَةِ ، ونصُّ المحكم : في رَحِمِ النَّاقَةِ ودُبُرِهَا ويُشَدُّ وتُتْرَكُ أَيَّاماً مَشْدُودةَ العَيْنِ (٢) والأَنْفِ فيَأْخذُهَا لذلك غَمٌّ كغَمِّ (٣) المَخَاضِ ، ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها فيَخْرُج ذلك مِنها ، ونصُّ المحكم : عنها ويُلْطَخُ به وَلدُ غَيْرِهَا فتَظُنُّ وتَرَى أَنه وَلَدُهَا.
وعبارة الجوهريّ : فإِذا أَلْقَتْه حَلُّوا عَيْنَيْهَا وقد هَيَّئُّوا لها حُوَاراً فيُدْنُونَه إِليها فتَحْسَبه وَلَدَها فَتَرْأَمُهُ ، قال : ويقال لذلك الشيءِ الذِي يُشَدُّ به عَيناها : الغِمَامَةُ ، والذي يُشَدُّ به أَنْفُها : الصِّقَاعُ.
والجَمْعُ الدُّرَجُ والأَدْرَاجُ ، قال عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ :
جَمَادٌ لا يُرَادُ الرِّسْلُ مِنْهَا |
|
ولم يُجْعَلْ لَهَا دُرَجُ الظِّئارِ |
والجَمَادُ : النَّاقَةُ الَّتي لا لَبَنَ فيها ، وهو أَصْلَبُ لجِسْمِها.
أَو الدُّرْجَةُ : خِرْقَةٌ يُوضَع فيها دَوَاءٌ فَيُدْخَلُ في حَيَائِهَا أَي النّاقَةِ ، وذلك إِذَا اشَتْكَتْ مِنْه ، هكذا نَصَّ عليه ابنُ منظورٍ وغيرُه فلا أَدْرِي كيفَ قولُ شيخِنَا : قد أَنكره الجَماهِيرُ. ج دُرَجٌ كصُرَدِ وقد تقدَّم الشاهِدُ عليه.
وفي الحدِيث المَرْوِيّ في الصَّحِيحينِ وغيرِهِمَا ، عن عائشةَ ، رضياللهعنها «كن يَبْعَثْنَ بِالدُّرْجَةِ
بضمّ فسكونٍ ، وهو مجازٌ ، لأَنهم شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِي بها الحائضُ مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ ، بدُرْجَةِ النَّاقَةِ.
وقد تقدَّمَ تفسيرُهَا ، ورُوِيَ : بِالدِّرَجَةِ ، كعِنَبَةٍ ، قال ابنُ الأَثيرِ : هكذا يُرْوَى. وتَقَدَّمَ أَنّ واحدَها الدُّرْجَةُ بمعنَى حِفْشِ النِّسَاءِ وضَبَطَه القاضي أَبو الوليد البَاجِيُّ في شَرْحِ المُوطَّإِ بالتَّحْرِيكِ كغيرِه وكَأَنَّهُ وَهَمٌ ، أَخذ ذلك من قولِ القاضِي عياضٍ ، قال شيخُنَا ، وإِذا ثَبتَ رِوَايةً وصَحَّ لُغَةً فلا بُعْدَ ولا تَشْكِيكَ.
والدَّرَّاجَةُ ، كجَبَّانَةٍ : الحَالُ ، وهي الَّتِي يَدْرُجُ (٤) عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى هكذا نصُّ عِبارةِ الجوهريّ. وقال غيرُه : الدَّرَّاجَةُ : العَجَلَةُ (٥) التي يَدِبُّ الشَّيخُ والصَّبِيُّ عليها.
وهي أَيضاً الدَّبَّابَةُ التي تُتَّخَذُ وتُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصَار يَدْخُلُ تَحْتَهَا وفي بعض الأُمهاتِ : فيها الرِّجَالُ ، وفي التّهذيب : ويقال للدَّبَّابَاتِ التي تُسَوَّى لحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجالُ : [الدَّبَّابَاتُ] (٦) والدَّرَّاجَاتُ (٧).
والدُّرْجَةُ ، بالضّمّ ، والدَّرَجَةُ بالتَّحْرِيك ، والدُّرْجَة كهُمَزَةٍ الأَخِيرَة عن ثَعْلَبٍ وتُشَدَّدُ جِيمُ هذه ، والأُدْرُجَّةُ ، كالأُسْكُفَّةِ : المِرْقَاةُ التي يُتَوَصَّلُ مِنها إِلى سَطْحِ البَيْتِ.
ووَقَعَ فُلانٌ في دُرَّجٍ ، كسُكَّرٍ ، أَي الأُمُور العَظِيمة الشَّاقّة.
والدِّرِّيجُ ، كسِكِّينٍ : شَيْءٌ كالطُّنْبُورِ ذُو أَوْتَارٍ يُضْرَبُ بِه ، ومثلَه قال ابنُ سِيدَه.
وَدَرَّجَني الطَّعَامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً : ضِقْتُ به ذَرْعاً.
وَدَرَّجْتُ العَلِيلَ تَدْرِيجاً ، إِذا أَطعَمْته شَيْئاً قليلاً (٨) ، وذلك إِذَا نَقِهَ حتّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكْلِه كَان قَبْلَ العِلَّةِ دَرَجَةً دَرَجَةً.
ورُوِيَ عن أَبي الهَيثمِ : امْتَنَعَ فُلانٌ مِن كذَا وكَذَا ، حتَّى أَتاه فُلانٌ ف اسْتَدْرَجَه ، أَي خَدَعَهُ حَتَّى حَمَلَه علَى أَنْ دَرَجَ في ذلك.
واسْتَدْرَجَه : رَقَّاهُ ، وأَدْنَاهُ منه على التَّدْرِيج ، فتَدَرَّجَ هو كدَرَّجَه إِلى كذا تَدْرِيجاً : عَوَّدَه إِيّاه كأَنَّما رَقَّاه مَنزِلَةً بعد أُخْرَى ، وهذا مَجاز.
وعن أَبي سعيدٍ : اسْتَدْرَجَه كَلامِي أَي أَقْلَقَهُ حتَّى تَرَكَه يَدْرُجُ على الأَرْضِ ، قال الأَعشى :
__________________
(١) عن التهذيب ، وبالأصل واللسان عن التهذيب : الوثيقة. خطأ. وفي القاموس (وثغ) : وثيغة هي الدرجة تتخذ للناقة :
(٢) اللسان : العينين.
(٣) اللسان : مثل غمِّ.
(٤) الصحاح : «يُدرَّج» وفي التهذيب : «يَدرَج» وفيه أول ما يمشي.
(٥) قوله العجلة صحيح لغة واستعمالاً هنا ، وهي على كل حال تسمية مجازية لما فيها من العجلة أي السرعة.
(٦) زيادة عن التهذيب واللسان.
(٧) عن التهذيب واللسان والتكملة ، وبالأصل «والدارجات» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله الدارجات ، كذا في النسخ ، والذي في اللسان والتكملة : «الدراجات».
(٨) في التهذيب زيد : من الطعام ، ثم زدته عليه قليلاً.