فصل الثّاء
المثلّثة مع الجيم
[ثأج] ، الثُّؤَاجُ ، بالضَّمِّ ـ على القياس ؛ لأَنّه صَوتٌ ـ : صِياحُ الغَنَمِ ، ومن سجعات الأَساس : لا بُدَّ للنِّعاج ، من الثُّؤَاج.
وقد ثَأَجَتْ ، كمَنَع تَثْأَجُ ثَأَجاً وثُؤَاجاً : صاحَتْ ، وفي الحديث «لا تَأْتِي يومَ القِيَامَةِ وعلى رَقَبَتِك شاةٌ لها ثُؤَاجٌ» وأَنشد أَبو زيدٍ في كتاب الهَمز :
وقد ثَأَجُوا كثُؤَاجِ الغَنَمْ
وفي هامش الصحاح : هو عَجُزُ بيْتٍ لأُمَيَّةَ (١) ، يذكر أَبْرَهَةَ صاحبَ الفِيلِ ، وصدره.
يُذَكِّرُ بالصَّبرِ أَجيَادَهُم
فهي ثَائِجَةٌ ، مِن غَنَمٍ ثَوَائِجَ ، وثائِجاتٍ ، ومنه كتاب عمرو (٢) بن افصَى : «إِنَّ لَهُمُ الثَّائِجَةَ» هي التي تُصَوِّتُ من الغَنَم ، وقيل : هو خاصٌّ بالضّأْنِ منها ، وفي كتابٍ آخَرَ : «ولهُم الصّاهِلُ والشَّاحِجُ ، والخَائِرُ والثَّائِجُ».
وثَأْجٌ : (٣) ة ، بالبَحرَينِ في أَعْراضها ، فيها نَخْلٌ ، قال تميمُ بنُ مُقْبِلٍ :
يا جارَتَيَّ على ثَأْجٍ سَبِيلَكُما |
|
سَيْراً حَثِيثاً فَلَمَّا تَعلَمَا خَبَرِي |
وذكره ابن منظور في ث وج.
* ومما يستدرك عليه :
ثَأَجَ يَثْأَجُ : شَرِبَ شَربَاتٍ ، وهو عن أَبي حنيفَةَ ، كذا في اللسان.
[ثبج] : الثَّبَجُ ، مُحَرَّكَةً : ما بينَ الكاهِل إِلى الظَّهْرِ.
وثَبَجُ الظَّهْرِ : مُعْظَمُه ، وما فيه مَحَانِي الضُّلُوع ، وقيل : هو ما بَيْنَ العَجُز إِلى المَحْرَكِ ، والجمعُ أَثْبَاجٌ.
والثَّبَجُ : وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه وأَعلاهُ ، والجمعُ أَثْباجٌ وثُبُوجٌ ، وفي الحديث «خِيارُ أُمَّتِي أَوَّلُها وآخِرُهَا ، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجٌ ليس مِنْكَ ولستَ منه» وفي حديث عُبَادَةَ : «يُوشِكُ أَنْ يُرَى الرَّجُلُ مِن ثَبَجِ المُسْلمينَ» أَي من وَسَطِهِم ، وقيل : مِن سَرَاتِهم وعِلْيَتِهِمْ ، وفي حديثِ عليٍّ ، رضياللهعنه : «وعليكُم الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضرِبُوا ثَبَجَهُ ، فإِنّ الشيطانَ راكدٌ في كِسْرِه» وقال أَبو عُبَيْدة : الثَّبَجُ من عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه.
والثَّبَجُ : عُلُوُّ وَسَطِ البَحْرِ إِذا تلاقَتْ أَمواجُه ، وقد يُسْتَعَار لأَعالِي الأَمواجِ ، وفي حديث أُمِّ حَرَامٍ : «يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هذا البَحْرِ» أَي وَسَطَه ومُعْظَمَه ، وفي حديث الزُّهرِيّ : كُنْتُ إِذا فاتحْتُ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ فَتَقْتُ به ثَبَجَ بَحْرٍ».
وثَبَجُ البَحْرِ واللَّيْلِ : مُعْظَمُه.
وفي الأَساس : من المجاز : تَسَنَّمتِ الحُمُرُ أَثْبَاجَ الآكامِ.
وَرَكِبَ ثَبَجَ البحرِ ، ومضَى ثَبَجٌ من اللَّيْلِ ، والْتَقَمَ لُقَماً مثْل أَثْباجِ القَطَا ، وهي أَوْساطُها. انتهى.
والثَّبَجُ : صَدْرُ القَطَا ، قال أَبو مالِكٍ : الثَّبجُ مُسْتَدارٌ على الكاهل إِلى الصَّدْرِ ، قال : والدَّليلُ على أَنّ الثَّبَجَ من الصَّدْرِ أَيضاً قولهم : أَثْباجُ القَطَا.
والثَبَجُ : اضْطِرابُ الكلامِ وتَفْنِينُه (٤) ، وفي نسخة : تَفَنُّنُه.
والثَّبَجُ : تَعْمِيَةُ الخَطِّ وتَرْكُ بَيانِه ، كالتَّثْبِيجِ يقال : ثَبَّجَ الكِتَابَ والكَلَامَ تَثْبِيجاً : لم (٥) يَأْت به على وَجْهِه ، وعن اللَّيْث : التَّثْبِيجُ : التَّخْلِيطُ ، وكتابٌ مُثَبَّجٌ وقد ثُبِّجَ تَثْبِيجاً.
والثَّبَجُ : طائِرٌ يصيحُ اللَّيْلَ أَجمعَ ، كَأَنَّهُ يَئِنُّ ، والجمعُ ثِبْجانٌ.
وفي المثَل : «عارَضَ فلانٌ في قَوْمِه ثَبَجاً» ثَبَجٌ هذا مَلِكٌ باليَمَنِ ما ذَبَّ عن قَوْمِه حتّى غُزُوا ، وذلك أَنّه غَزَاهُ مَلِكٌ من المُلُوكِ فصالَحَه عن نفسِه وأَهلِه ووَلَدِه ، وتَركَ قَومَه
__________________
(١) في سيرة ابن هشام ١ / ٦٠ عجز بيت لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري ، واسمه صيفي ، من شعر قاله في وقعة الفيل ، قال ابن هشام : والقصيدة وأيضاً (تروى لأمية بن أبي الصلت وصدر فيه) تحض على الصبر أحبارهم.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «عمرو كذا في النسخ واللسان وفي النهاية التي بيدي «عمير» فليحرر».
(٣) في معجم البلدان : قال الغوري : يهمز ولا يهمز.
(٤) التهذيب والقاموس والتكملة ، وفي اللسان : تفنّنه.
(٥) في الصحاح واللسان : «إذا لم يبينه» زيد في اللسان : وقيل : لم يأت به على وجهه.