فيه من أَحدِ حروف الحَلْقِ ، وإِنما إِذا وُجِدَ في اللّفْظِ أَحدُ حروفٍ الحَلْقِ ، أَي في عينه أَو لامه ، فإِنّه مفتوحٌ دائِماً ، ومع أَنّ الصاغانيّ هكذا ضَبَطَه بالتخْفِيف في تكْمُلَته.
* ومما يستدرك عليه :
أَجَّجَ بينهم شَرّاً : أَوقَدَه ، وقول الشاعر :
تَكَفُّحَ السمائِمِ الأَوَاجِجِ
إِنّمَا أَراد الأَوَاجّ ، فاضطُرَّ ، ففكّ الإِدغامَ.
وأَجِيجُ الماءِ : صَوتُ انصِبَابِه.
[أذج] : أَذجَ بالمُعْجَمَةِ ، إِذا أَكْثَرَ من شُرْبِ الشَّرَابِ ، عن أَبي عَمْرٍو ، ومثله في التّكْمِلَة.
وأَيْذَجُ ، كأَحْمَد ـ إِنما أَرادَ الوَزْنَ فقط من غير ملاحظة إِلى الزوائد والأَصلية ، وإِلّا فأَلف أَحمد زائدة بخلاف المَوْزُون فإِنها أَصليّة ـ : د ، بِكِرِسْتَانَ.
[أذربج] : * ومما يستدرك عليه :
أَذَرْبِيجَانُ ، وهذا محَلُّه ، وهو موضعٌ أَعجمِيّ ، مُعَربٌ ، قال الشّمّاخ :
تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقد حالَ دُونَها |
|
قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسالِحُ والجَالُ (١) |
وجعله ابنُ جِنِّي مُركَّباً ، قال : هذا اسمٌ فيه خمسةُ موانعَ من الصرْف ، وهي : التعْرِيف ، والتّأْنِيث ، والعُجْمَةُ ، والتَّرْكِيبُ ، والأَلف والنّون ، كذا في اللسان.
[أرج] : الأَرَجُ ، محرّكةً : نَفْحَةُ الرِّيحِ الطَّيّبَة.
وعن ابنِ سيده الأَرِيجُ والأَرِيجَةُ : الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ ، وجمعُها الأَرَائِجُ (٢) ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
كأَن رِيحاً من خُزامَى عالِجِ |
|
أَوْ رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرَائِجِ |
والأَرَجُ والأَرِيجُ : تَوَهُّجُ رِيحِ الطِّيبِ.
أَرِجَ الطِّيبُ ، كَفَرِحَ يَأْرَجُ أَرَجاً ، فهو أَرِجٌ : فاحَ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
كَأَنَّ عليها بالَةً لَطَمِيَّةً |
|
لَهَا مُن خِلال الدَّأْيَتَيْنِ أَرِيجُ |
والتَّأْرِيجُ : الإِغْرَاءُ والتَّحْرِيشُ في الحَرْبِ قال العجَّاجُ :
إِنّا إِذا مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجَا (٣)
* وأَرَّجْتُ بين القوْمِ تَأْرِيجاً ، إِذا أَغْرَيْتَ بينَهم وهَيَّجتَ ، مثل أَرَّشْت كالأَرْجِ ثلاثيّاً. وأَرَّجْتُ الحَرْبَ ، إِذا أَثَرْتَها.
والتَّأْرِيجُ ، والإِرَاجَةُ : شَيْءٌ م أَي معروف في الحِسَابِ وسيأْتي قريباً.
والأَرَجان مُحَرَّكَةً : سَعْيُ المُغْرِي (٤) بالإِغْرَاء بين النَاسِ ، وقد أَرَّجَ بينهم.
وأَرَّجَانُ ، كهَيَّبانَ ، أَي بتشديد المثنّاة التَّحتِيَّة مع فتحها : موضعٌ حكاه الفارسيّ ، وأَنشد؟
أَرادَ الله أَن يُخْزِي بُجَيْراً |
|
فسَلَّطَنِي عليهِ بأَرَّجَانِ |
وقيل : هو د ، بفارِسَ ، وخَفَّفَه بعضُ متأَخِّري الشُّعراءِ ، فأَقْدَم على ذلك لعُجْمَتِه ، كذا في اللّسان.
قلت : التّخفيف ورَدَ في قولِ المُتَنَبِّي ، وقال شُرّاحه : إِنه ضَرورة ، ويَدلّ لذلك قول الجوهريّ : وربما جاءَ في الشّعر بتخفِيف الرّاءِ.
ثم إِنه هل هو فَعَّلان من أَرَجَ ، كما صنع المصنّف؟ أَو هو أَفْعَال من رَجَنَ؟ أَو هو لفظٌ أَعجميٌّ فلا تُعْرَف مادّته؟ وصوَّبَ الخفاجِيّ في شفاءِ الغليل أَنّه فَعْلان ، لا أَفْعَلان ؛ لئلا تكون الفاءُ والعين حرفاً واحداً ، وهو قليلٌ ، نقله شيخُنا.
__________________
(١) بالأصل «والحالي» وما أثبت عن معجم البلدان ، وقال عند ذكر الجال ، بالجيم ، موضع بأذربيجان.
وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله والحالي ، كذا بخطه تبعاً للسان ، وقد استشهد في اللسان بهذا البيت في مادة س ل ح وفسر المسالح بالمواضع المخوفة ، وبهامش اللسان المطبوع : نقلاً عن ياقوت في معجم البلدان أنه ذكر هذا البيت عند ذكر أذربيجان وفيه : والجال بالجيم بوزن والمال وقال عند ذكر الجال باللام موضع بأذربيجان».
(٢) في التهذيب : والأريجة الرائحة الطيبة ، وجمعها : الأَراييج.
(٣) في الأصل : «مدعي الحروب» وما أثبت عن التهذيب.
(٤) في القاموس : المِعْزَى.