ومَثَّ النِّحْيُ ، بالكسر ، وهو الزِّقُّ ، يَمُثُّ مَثّاً : رَشَحَ ، وقِيلَ : نَتَح قال الجوهريّ : ولا يقال فيه : نَضَحَ ، ورُوِي في حديثِ عُمَرَ : «يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ».
ومَثَّ الحَمِيتُ : رَشَحَ كَمَثْمَثَ ، ووُجدَ في بعض النّسخ : تَمَثمثَ ، وفي حديثٍ آخَرَ : «أَنَّ رَجُلاً جاءَ إِلى عُمَرَ يَسْأَلُه ، قال : هَلَكْتُ ، قال : أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ؟» أَي تَرْشَحُ من السِّمَنِ ، ويروى بالنون.
ومَثَّ اليَدَ والأَصَابِعَ بالمِنْدِيلِ ، أَو بالحَشِيشِ ونحوِه مَثّاً : مَسَحَها ، لغة في مَشَّ ، وفي حديث أَنَسٍ : «كانَ له مِنْدِيلٌ يَمُثُّ بِهِ المَاءَ إِذا تَوَضَّأَ» أَي يَمْسَحُ به أَثرَ الماءِ ويُنَشِّفُه ، وقيل : كلّ ما مَسَحْتَه فقدْ مَثَثْتَه مَثّاً ، وكذلك مَشَشْتَه ، قال امرؤ القيس :
نَمُثُّ بأَعْرَافِ الجِيَادِ أَكُفَّنَا |
|
إِذا نَحْنُ قُمْنَا عن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ |
ويروى «نَمُشُّ».
ومَثَّ الشَّارِبَ إِذا أَطْعَمَه شيئاً : دَسِماً (١) ، وعن ابن سِيدَهَ : مَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثّاً : أَصابَهُ الدَّسَمُ فرأَيتَ له وَبِيصاً.
قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُ أَنّ مَثَّ ونَثَّ بمعنًى واحدٍ ، وسيأْتي ذِكْرُ «نثّ».
وقال أَبو زيد : مَثَّ شارِبَهُ يَمُثُّه مَثّاً إِذا أَصابَهُ دَسَمٌ فمَسَحَه بيَدَيْهِ (٢) ، ويُرَى أَثرُ الدَّسَمِ عليهِ.
وقال أَبو تُرابٍ : سَمِعتُ أَبا مِحْجَنٍ الضَّبابِيَّ يقول : مَثَّ الجُرْحَ ومُشَّهُ (٣) أَي نَفَى عنه غَثِيثَتَه. وقال أَبُو ترابٍ أَيضاً : سَمِعتُ واقِعاً يقول : مَثَّ الجُرْحَ ، ونَثَّه ، إِذا أَدْهَنَه (٤) ، وقال ذلك عَرّام.
قال شيخُنا : ووقع في رَوْضِ السُّهَيْليّ ـ في خبرِ أَبرهة ـ : كلّما سَقَطَتْ منهُ أَنْمُلَةٌ تَبِعَتْهَا مِدَّةٌ (٥) تَمُثُّ قَيْحاً ودَماً ، قال السُّهَيْليّ : [أَلْفَيْتُه] في نسخةِ الشيخ : تَمُثّ وتَمِثّ بالضّمّ والكسر ، فعلى رِوايَةِ الضّمّ يكون الفِعْلُ مُتَعَدِّياً ، [ونصب قيحاً على المفعول] (٦) ، وعلى روايَة الكسر يكون غيرَ متعدٍّ [ونصب قيحاً على التمييز] (٧) في قولِ أَكثرهم [وهو عندنا على الحال : وهو من باب] (٨) : تَصَبَّبَ عَرَقاً وتَفَقَّأَ شَحْماً ، وكذلك كان (٩) شيخُنا أَبو الحسن بن الطَّرَاوَةِ يقول في مثلِ هذا ، انتهى.
وَمَثْمَثَ الرَّجُلُ ، إِذا أَشْبَعَ الفَتِيلَةَ بالدُّهْنِ. وفي نسخةٍ : من الدُّهْنِ (١٠).
ومَثْمَثَ مَثْمَثَةً : خَلَّطَ ، يُقال : مَثْمَثَ أَمْرَهُم ، إِذا خَلَّطَه.
ومَثْمَثَ أَيضاً : تَعْتَعَ وحَرَّكَ ، مثْل مَزْمَزَ ، عن الأَصمعيّ ، يقال : أَخذَه فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه ، إِذا حرَّكَه وأَقْبَلَ به وأَدْبَرَ.
ومَثْمَثَ : غَطَّ في الماءِ ، وقال الشاعر :
ثُمّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثَاثَا |
|
نَكَفْتُ حَيثُ مَثْمَثَ المِثْماثَا |
الِمَثْمَاثُ ، بالكسر ، المَصْدَرُ ، وبالفتح ، الاسْمُ ، يقول : انَتْكَفْتُ أَثَرَه ، والأَفْعَى تُخَلِّطُ المَشْيَ ، فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً.
هكذا ذكره الجوهريّ في تفسير الرَّجَزِ ، قال الصّاغَانيّ : والرّواية : نَكَّفَ ، يُريد أَن الحيَّةَ يَستَحِثّ نَفْسَه إِذا طَلَبَ شَيئاً ، والصَّوابُ في التَّفْسِير انْتَكَفَ أَثَرَه ، والرَّجز من الأَراجيزِ الأَصمَعِيّات.
ويقال : مَثْمِثُوا بنا ساعةً ، وثَمْثِمُوا كلَثْلِثُوا ، أَي رَوِّحُوا بنا قَليلاً ، وقد تقدّم.
__________________
(١) ضبط القاموس : دسما بفتح السين ضبط قلم. والضبط هنا يوافق ضبط اللسان.
(٢) في التهذيب : بيده. واللسان كالأصل.
(٣) بالأصل : «ومنه» وما أثبت عن اللسان ، وفيه وفي التهذيب : مُثَّ الجرح ومُثَّه أي أنفِ.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية «قوله إِذا أدهنه كذا بخطه بألفين وفي اللسان أيضاً ولعل الصواب إِذا دهنه» وتابعه في المطبوعة الكويتية ، وما في نسخ اللسان المطبوع «إِذا دهنه» ومثله في التهذيب ، ولا أدري على أي نسخة من اللسان اعتمد محقق المطبوعة الكويتية.
(٥) بالأصل مرة ، وما أثبت عن الروض الأنف ١ / ٧٣.
(٦) عن الروض ١ / ٧٤ ومكانها في الأصل : وقيحاً : مفعوله.
(٧) عن الروض ، ومكانها في الأصل ؛ وقيحاً تمييز.
(٨) عن الروض ومكانها بالأصل : وهو نظير.
(٩) في الروض : كان يقول شيخنا أبو الحسين في مثل هذا.
(١٠) كذا في اللسان.