إنَّمَا أَرَادَ السَيْسَبان فَحَذَفَ. إما أنه لغةٌ أَو للضرورة.
وجَعله رؤبَةُ بْن العَجَّاج في الشِّعْرِ سَيْسَاباً وَهُو قَوْلُه :
رَاحَت وَرَاحَ كَعِصِيِّ السَّيْسَابْ |
مُسْحَنْفِرَ الوِرْد عَنِيفَ الأَقْرَابْ |
يُحْتَمل أَن يَكُونَ لُغَةً فيه أَو زَادَ الأَلِف للقَافِيَة ، كما قال الآخر :
أَعُوذُ بالله من العَقْرَابِ |
الشَّائِلَاتِ عُقَدَ الأَذْنَابِ |
قال : الشائِلات ، فوصف به العَقْرَب وهُوَ وَاحِدٌ لأَنَّه على الجِنْسِ. وذكره ابن منظور في سَبَب بالبَاءَين المُوَحَّدَتَيْن وَهُوَ وَهَم (٢).
والسَّاسَبُ : شجر تتخذ منه السِّهَامُ ، يُذكَّر ويُؤَنَّث يُؤْتَى به من بِلَاد الهِنْد. وربما قالوا السَّيْسَبُ (٣) أَي بالفَتْح ، والمَشْهُور على أَلْسِنَة من سَمِعْتُ مِنْهم بالكَسْر. ومنهم من يقلب الباءَ مِيماً ، وهو شَجَرٌ شَاهِقٌ يُتَّخَذُ منها القِسِيّ والسَّهَام وأَنشد : طَلْقٌ وعِتْقٌ مِثْلُ عُودِ السَّيْسَبِ (٤)
[سطب] : المَسَاطِبُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقَالَ ابن الأَعْرَابِيّ هِيَ سَنَادِينُ جَمْعُ سِنْدَان الحَدَّادِين. والمَسَاطِبُ : المِيَاه السُّدْم.
وقال أَبو زَيد : هي الدَّكَاكِين يَقْعُد النَّاسُ عَلَيْهَا. جَمْع مَسْطَبَة بفَتْح الميم ويُكْسَرُ* قال : وسمعت ذلك من العرب (٥).
والأُسْطُبَّةُ بالضم : مُشَاقَةُ الكَتَّان ، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إلَيْه في حَرْفِ الهَمْزَة والصَّادِ في كُلِّها لُغَةٌ.
[سعب] : السَّعَابِيبُ : التي تُمَدّ وفي نُسْخَة تَمْتد شِبْه الخُيوطِ مِن العَسَل والخِطْميّ ونَحوه قال ابن مقبل : يَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضَاحِيةً على سَعَابِيبِ مَاءِ الضَّالَةِ اللَّجِنِ يقول : يَجْعَلْنه ظَاهِراً فوق كُلِّ شَيْء يَعْلُون به المُشْطَ.
وَمَاءُ الضَّالةِ : مَاء الآسِ. شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ مَاءِ السِّدْرِ.
قال ابن منظور : وهذا البَيْتُ وَقَع في الصَّحَاح ، وأَظُنُّه في المحكم أَيْضاً مَاءُ الضَّالَة اللَّجز بالزَّاي ، وفَسَّرَه فَقَال : اللَّجِز (٦) : المتلزج. وقال الجوهريّ : أراد (٧) اللَّزِج فَقَلَبَه : ولم يَكْفِه أَن صَحَّفَ إلى أَنْ أَكَّد التَّصْحِيفَ بِهَذَا القَوْل.
قال ابن بَرِّيّ : هذا تَصْحِيفٌ تَبِع فيه الجَوهَرِيُّ ابنَ السِّكِّيت ، وإنَّما هُوَ اللَّجِن بالنُّونِ ، من قَصِيدَة نُّونيَّة.
وتَلَجَّن الشيء : تَلَزَّجَ وقبله :
من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا (٨) مَكْرَهٍ عُنُفٍ |
ولا فَوَاحِشَ فِي سِرٍّ ولا عَلَنِ (٨) |
وأَشارَ إليه شَيْخُنا باخْتِصَارِ وقال : أَغْفَلَه المُصَنِّف مَعَ أَنَّه من أَغرَاضه. وقال الصَّاغَانِيُّ بعد قَوله : وهذا تَصْحِيف قَبِيح مِثلُ قَوْلِ ابْنِ بَرِّيّ الذي تَقَدَّم ما نَصُّه وهذا موضِعُ المثل رُبَّ كَلمَة تَقُولُ دَعْني ، والرِّوَايَة اللَّجِن «بالنُّون» ، والقَصِيدَة نُونِيَّة ، وأَوَّلُهَا :
قد فَرَّق الدهرُ بَيْن الحَيِّ بالظّعَنِ |
وبين أَهْوَاءِ شَرْب يَوم ذِي يَقن |
وقبله :
يَرْفُلْنَ في الرَّيْط لم تُنْقَبْ دَوابِرُه |
مَشْيَ النِّعَاج بحِقْفِ الرَّمْلة الحُرُنِ |
|
يَثْنِين أَعناقَ أُدْمٍ يَخْتَلِين بِها |
حَبَّ الأَراك وحَبَّ الضَّالِ من دَنَنِ |
يعلون ... الخ واللَّجِن : المُتَلَجِّن يَصِير مِثْلَ الخِطْمِيِّ إذا أَوْخَفَ بِالْمَاء. قلت : وسيأْتي في «ل ج ز» وفي «ل ج ن» إن شَاءَ اللهُ تعالى.
ويقال : سَالَ فَمُه سَعَابِيبِ وثَعَابِيبَ أَي امتدَّ لُعَابُه
__________________
(١) اللسان : سبساب ، وقال : يحتمل أَن يكون السبساب فيه لغة في السبسب ، ويحتمل أن يكون أراد السبسب فزاد الألف للقافية.
(٢) وردت في اللسان مادة مستقلة «سبسب» وليس سبب كما في الأصل.
(٣) في اللسان «سبسب» : السَّباسِبُ والسَّبْسَبُ.
(٤) بالأَصل «عنق» وما أثبتناه عن اللسان. والشاهد فيه على السبسب يقال في السيسبى والسيسبان.
(*) عن القاموس : وتكسرُ.
(٥) زيد في اللسان عن أَبى زيد : المسطبة وهي المَجرةُ.
(٦) عن اللسان والصحاح ، وبالأصل «اللزج».
(٧) زيادة عن الصحاح.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله من نسوة الخ شمس أي نافرات من الريبة والخنى ومكره كريهات المنظر.