حُفْرَةٍ كَقَلْت في فِهْرٍ ، وكَوَقْبِ المُدْهُنَةِ ، وأَنشد :
فِي وقْبِ حَوْصاءَ كَوَقْبِ المُدْهُنِ
ووقَبَ الظَّلامُ : أَقْبَلَ ، ودَخَلَ على النّاس ، وبه فُسِّرتِ الآيةُ (١). وروى الجوهريُّ ذلك عن الحَسن البصْرِيّ.
ووَقَبَتِ الشَّمْسُ ، تَقِبُ ، وَقْباً ، ووُقُوباً : غابَتْ. زاد في الصَّحاح : ودخَلَت مَوضِعهَا. قال ابنُ منظور : وفيه تَجَوُّزٌ [فإنها لا موضع لها تدخُلُه] (٢). وفي الحديث : «لَمَّا رَأَى الشَّمْسَ قد وَقَبَتْ قال : هذا حِينُ حِلِّها» ، أَي : الوقت الّذِي يَحِلُّ فيه أَدَاؤُهَا ، يعني صلاةَ المَغْرِب. والوُقُوبُ : الدُّخُولُ في كُلّ شيْءٍ ، وقد تقدّم.
ووَقَبَ القَمَرُ ، وُقُوباً : دَخَلَ في الظِّلِّ الصَّنَوْبَرِيّ الّذِي يَعتَرِي منه الكُسُوفُ. ومِنْهُ عَلَى مَا يُؤخَذُ من حديثِ عائشَةَ ، رضي اللهُ تعالى عنها ، كما يأْتي ـ قولُهُ عَزَّ وجَلَّ (وَمِنْ شَرِّ) غاسِقٍ إِذا وَقَبَ رُوِيَ عنها أَنَّها قالَت : «قال رسولُ الله ، صلىاللهعليهوسلم ، لَمّا طَلَعَ القَمرُ : هذا الغاسِقُ (إِذا وَقَبَ) ، فتَعَوَّذِي باللهِ من شَرِّه».
أَو مَعْنَاه : أَيْرٍ بالخَفْضِ أَي الذَّكَرِ إِذا قامَ. حكاهُ الإِمامُ أَبو حامِدٍ الغَزاليّ ، وغيرُهُ كالنَّقّاش في تفسيره ، وجماعةٌ عن الإِمام الحَبْر عبدِ الله بْنِ عبّاسٍ ، رضياللهعنهما. وهذا من غرائِب التَّفْسِير. وسيأتي للمُصَنِّف في غ س ق أَيضاً فيتحصّلُ مِمّا يُفْهَمُ من عبارته ، مِمّا يُنَاسِب تفسيرَ الآية ـ أَقوالٌ خمسة : أَوّلُها : الليلُ إِذا أَظلَمَ ، وهو قول الأَكْثَرِ ، قال الفَرّاءُ : اللَّيْلُ إِذا دَخلَ في كلِّ شيْءٍ وأَظلمَ ؛ ومثله قولُ عائشةَ. والثّاني : القمرُ إِذا غَابَ ، وهو المفهوم من حديث عائشةَ الّذِي أَخرجه النَّسائيُّ وغيرُهُ.
والثالث : الشَّمْس إِذا غَرَبَت. والرّابعُ : أَنّهُ النّهَارُ إِذا دَخَل في اللَّيْلِ ، وهو قريبٌ ممّا قبلَهُ. الخامس : الذَّكَرُ إِذا قامَ (٣).
* ويُسْتَدْرَكُ عليه : الثُّرَيّا إِذا سَقطتْ ، لِأَنَّ الأَمْرَاضَ والطَّوَاعِينَ تَهِيجُ فيه (٤). ووردَ في الحديث : أَنَّ الغاسِقَ : النَّجْمُ ، وإِذَا أُطْلِقَ فهو الثُّرَيّا.
قاله السُّهَيْليُّ وشيخُه ابْنُ العربيّ.
والغاسقُ : الأَسودُ من الحَيّات (٥). وَقْبُهُ : ضَرْبُه ، ويَنْقُلُون في ذلك حكايةً سَمِعْتُهَا عن غيرِ واحدٍ. وقيل : وَقْبُهُ : انْقِلابُهُ ، وقيلَ : الغاسقُ : إِبْليسُ ، ووَقْبُهُ : وَسْوَسَتُهُ.
قاله السُّهيْليّ ، ونقله العلّامة ابنُ جُزَيٍّ وغيرُه. قالَه شيخُنا.
وأَوْقَب الرَّجُلُ : جاعَ. وعبارةُ الصَّحاح : أَوْقَبَ القومُ : جاعُوا.
وأَوْقَبَ الشَّيْءَ إِيقاباً : أَدْخَلَهُ في الوَقْبَةِ ، قاله الفَرّاءُ.
وفي بعض النُّسَخ من الأُمَّهاتِ : في الوَقْب : والميقَبُ : الوَدَعَةُ ، محرّكَة ، نقلَه الصّاغانيُّ.
والوُقْبِيُّ ، كَكُرْدِيٍّ ، وفي نسخة : بالضَّمّ ، بدل قوله ككُرْدِيٍّ ، وقَيَّدهُ الصّاغانيُّ بالفتح (٦) : المُولَعُ بصُحْبَةِ الأَوْقَابِ ، وهم الحَمْقَى. وفي كلام الأَحنف بن قيس لبني تَمِيم ، وهو يُوصِيهم : تَبَاذَلُوا تَحَابُّوا ، وإِيّاكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ. أَي الحَمْقَى ، حكاه أَبو عمرٍو. وفي الأَساس : وتقولُ العَرَبُ : تَعَوَّذُوا بالله من حَمِيَّةِ الأَوقابِ واللِّئامِ (٧).
والميقابُ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ الشُّرْبِ لِلماءِ كذا فِي التكملة. وفي لسان العرب : للنّبِيذِ.
والمِيقَابُ : الامرأَةُ الحَمْقاءُ ، أَو هي المُحْمِقةُ ، نقله الصّاغَانيُّ وقيل : هي الوَاسِعةُ* الفَرْجِ.
وقال مُبْتَكِرٌ الأَعْرَابِيّ : إِنّهم يَسيرُون سَيْرَ المِيقَابِ.
هو (٨) أَنْ تُوَاصِلَ بَيْنَ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ.
وبَنُو المِيقَابِ : نُسِبُوا إِلى أُمّهم ، يُرِيدُون به السَّبَّ والوُقُوعَ.
والقِبَةُ ، كعِدَةٍ : الّتي تكونُ في البَطن شِبْهَ الفِحْثِ.
والقِبَةُ : الإِنْفَحَةُ إِذا عَظُمَتْ من الشّاةِ ، وقال ابنُ
__________________
(١) الآية ٣ من سورة الفلق : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ).
(٢) زيادة عن اللسان.
(٣) في الغاسق قال القرطبي في تفسيره الاية : اختلف فيه. انظر مختلف الأقوال التي ذكرها.
(٤) وإِذا طلعت ارتفع ذلك قاله عبد الرحمن بن زيد.
(٥) زيد في تفسير القرطبي : وكأن الغاسق نابها ، لأن السم يغسق منه ، أي يسيل. ووقب نابها : إِذا دخل في اللديغ.
(٦) ضبط في التكملة ضبط قلم.
(٧) في الأصل : نعوذ بالله من جهد الأوقاب وهم اللئام».
(*) عن القاموس : والواسعة الفرج.
(٨) في التكملة : «وهو أن يواصلوا ...»