والنَّصِيبُ : الحَظُّ من كلِّ شيْءٍ ، كالنِّصْبِ ، بالكسر ، لغة فيه. وج : أَنْصِباءُ ، وأَنْصِبَةٌ. ومن المجاز : لي نَصِيبٌ فيه (١) : أَي قِسْمٌ ، منصوبٌ مُشَخَّصٌ ، كذا في الأَساس.
والنَّصِيبُ : الحَوْضُ ، نَصَّ عليه الجَوْهَرِيُّ.
والنَّصِيبُ. الشَّرَكُ المنْصُوبُ فهو إِذاً فَعِيلٌ بمعنى منصوبٍ.
ونُصَيْبٌ ، كَزُبَيْرٍ : شاعِرٌ ، وهو الأَسْوَدُ المَرْوَانيُّ ، عبدُ بني كَعْبِ بْنِ ضَمْرةَ ، وكان له بَناتٌ ، ضُرِبَ بهِنّ المَثَلُ ، ذكَرهُنَّ أَبو منصورٍ الثَّعالِبيّ.
وزاد الجلالُ في المزهر عن تهذيب التِّبْرِيزيّ اثْنَيْنِ : نُصَيْباً الأَبْيَضَ الهاشمِيَّ ، وابْنَ الأَسْودِ.
وأَنْصَبَهُ : جَعَلَ لَهُ نَصِيباً.
وهم يَتَنَاصَبونَه : يَقْتَسِمُونَهُ.
ومن المَجازِ : هو يَرْجِعُ إِلى مَنْصِبِ صِدْقٍ ، ونِصَابِ صِدْقٍ.
النِّصَابُ ، من كلّ شَيْءٍ : الأَصْلُ والمَرْجِعُ الّذِي نُصِبَ فيه ورُكِّبَ ، وهو المَنْبِتُ والمَحْتِدُ ، كالمَنْصِبِ كمَجْلُسِ.
والنِّصابُ : مغِيبُ الشَّمْسِ ، ومَرْجِعُهَا الّذي تَرْجِعُ إِليه.
ومنه : المَنْصِبُ والنِّصَابُ جُزْأَةُ السِّكِّينِ ، وهو عَجُزُهُ ومَقْبِضُهُ الّذِي نُصِبَ فيه ورُكِّب سِيلَانُه ج نُصُبٌ ككُتُبٍ.
وقد أَنْصَبَها : جعلَ لها نِصَاباً ، مَقْبِضاً.
ونِصَابُ كُلَّ شيْءٍ : أَصلُه.
ومن المَجاز أَيضاً : النِّصابُ مِن المالِ ، وهو القَدْرُ الَّذِي تَجِبُ فيهِ الزَّكاةُ إِذا بَلَغَهُ نحو مِائَتَيْ دِرْهَمٍ ، وخَمْسٍ من الإِبِلِ ، جعله في المِصْباح مأْخوذاً من نِصَابِ الشّيْءِ ، وهو أَصلُه.
ونِصَابٌ : فَرَسُ مالك بْنِ نُوَيْرَةَ التَّمِيميِّ ، رضياللهعنه ، وكانت قد عُقِرَت تَحْتَه ، فحمَلَهُ الأَحْوصُ بْنُ عَمْرو الكَلْبِيُّ على الوَرِيعَةِ ، فقال مالكٌ يَشكُرُهُ :
وَرُدَّ نَزِيلَنا بِعطاءِ صِدْقٍ |
وأَعْقبْهُ الوَرِيعَةَ من نصابِ |
وسيأْتي في ورع.
ومن المجاز : تَنَصَّبْتُ (٢) لِفُلانٍ : عادَيْتُهُ نَصْباً.
ومنه النَّوَاصِبُ ، والنّاصِبيَّةُ ، وأَهْلُ النَّصْبِ : وهم المتَدَيِّنُون بِبغْضَةِ سيّدِنا أَميرِ المُؤْمِنينَ ويَعْسُوب المُسْلِمينَ أَبي الحَسنِ عَلِيّ بْنِ أَبي طالبٍ ، رضِيَ الله تعالى عَنْهُ وكَرَّم وجْهَهُ ؛ لأَنَّهم نَصَبُوا له ، أَي : عادَوْهُ ، وأَظْهَرُوا له الخِلافَ ، وهم طائفة [من] (٣) الخَوَارِج ، وأَخبارُهم مُستوفاةٌ في كتاب المَعالم لِلبَلاذُرِيّ.
والأَناصِيبُ : الأَعْلامُ والصُّوَى ، وهي حجارةٌ تُنْصَبُ على رُؤُوس القُورِ يُسْتَدَلُّ بها ، قالَ ذُو الرُّمَّة :
طَوَتْها بِنا الصُّهْبُ المَهَارِي فَأَصْبَحَتْ |
تَنَاصيبَ أَمْثَالَ الرِّماحِ بها غُبْرَا |
كالتَّناصِيبِ ، وهما من الجموع التي لا مفرد لها.
والأَناصِيبُ أَيضاً : ع بعَيْنِهِ ، وبه تلك الصُّوَى ؛ قال ابْنُ لَجَإِ :
وَاسْتَجْدَبَتْ كُلَّ مَربٍّ مَعْلَمِ |
بيْنَ أَنَاصِيب وبَيْنَ الأَدْرَمِ |
والنَّاصِبُ : اسْمُ فَرَسِ حُوَيْصِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ مُرَّةَ.
ونَصِيبُونَ ، ونَصِيبينَ : د عامرٌة من بلادِ الجزيرة ، على جادَّةِ القوافلِ من المَوْصِل إِلى الشّام ، وبينَهَا وبينَ سنْجَارَ تسعةُ فراسِخَ ، وعليها سُورٌ. وهي كثيرةُ المياهِ ، وفيها خرابٌ كثير. وهي قاعدَةُ دِيارِ رَبِيعَةَ وقد رُوِيَ في بعض الآثار : أَنّ النَّبِيَّ ، صلىاللهعليهوسلم ، قال : «رُفِعَتْ لي لَيْلَةَ أُسِريَ بي مدينةٌ ، فأَعْجَبَتْنَي ، فقلتُ لجِبْرِيلَ : ما هذِه المَدِينَةُ؟ فقال : نَصِيبِين. فقلتُ : الّلهم ، عَجِّلْ فَتْحَهَا ، واجْعَلْ فيها بَرَكةً
__________________
(١) عن الاساس ، وفي الأصل منه».
(٢) في الصحاح : ونصبتُ. وفي الأساس : ناصبت. وشاهده فيه ، قال جرير :
وإذا بنو أسد عليّ تحزبوا |
نصبتْ بنو أسد لمن راماني |
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وهم طائفة الخوارج لعل الظاهر طائفة من الخوارج لأنهم فرقة منهم».