مع المدّ : تَوَهَّمُوا فيه فَعِيلاً ، فكسَّروه على فُعَلاءَ ، ونظيره سمْحٌ وسُمَحَاءُ.
وقَدْ نَدُبَ ، كظَرُفَ ، يَنْدُبُ ، نَدَابَةً : خَفَّ في العَمَل. نقله الصّاغانيُّ.
وفَرَسٌ نَدْبٌ : قَالَ اللَّيْثُ : النَّدْبُ : الفَرَسُ الماضِي ، نَقِيضُ البَلِيدِ.
ورَمَيْنَا نَدَباً ، بالتَّحْرِيكِ ، وهو الرَّشْقُ بكسر الرّاءِ وفتحها.
وبَيْنَهُمْ نَدَبٌ ، وهو الخَطَرُ ، والرِّهَانُ. ومنهُ : أَقامَ فلانٌ على نَدَبٍ على خَطَرِ ، قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ :
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وَزَيْدٌ ولمْ أَقُمْ |
على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ |
مُعْتَمٌّ (١) وزَيْدٌ : بَطنانِ من بُطُون العرب (١) ، وهُمَا جَدّاهُ.
وجدتُ ، في هامش نُسَخ الصَّحاح ، ما نَصُّه : بخطّ الأَزْهَرِيّ : أَتَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ، بالتّاءِ المُثَنّاة. وقال : إِنّهما قَبِيلتانِ.
وفي لسان العرب : السَّبَق ، والخَطَرُ ، والنَّدَبُ ، والقَرَعُ ، والوَجْبُ : كُلُّه الّذِي يُوضَعُ في النِّضالِ والرِّهَانِ ، فَمنْ سَبَقَ ، أَخَذَهُ ؛ يقال فيه كُلِّهِ : فَعَّلَ ، مُشَدَّداً ، إِذا أَخَذَهُ.
والنَّدَبُ : قَبِيلَةٌ من الأَزْدِ ، وهو النَّدْبُ بْنُ الهُون ، منها أَبو عَمْرٍو بِشْرُ بْنُ جَرِيرٍ ، وفي بعض نُسَخِ الأَنساب : حَرْب (٢) ، بدل جرير ، عن ابْن عمرٍو وأَبي سعيد ورافع بن خَدِيج ، وعنه الحمّادانِ : ابْنُ سَلَمَةَ ، وابْنُ زَيْدٍ ، ضعَّفه أَحمدُ وأَبو زُرْعةَ وابْن مُعين. ومحمَّدُ بْنُ عبدِ الرَّحْمن ، نقلهما الصّاغانيّ. وبقولُ أَهلُ النِّضَالِ : نَدَبُنَا يَوْمُ كَذا : أَي يَومَ ابتِدائِنا للرَّمْيِ (٣).
ونَدْبَةُ ، كحَمْزَةَ ، مولاةُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحارِث الهِلاليّةِ ، زوجِ النّبِيّ ، صلىاللهعليهوسلم لها صُحْبَةٌ ذُكِرَت في حديثٍ لعائشَةَ ، رضياللهعنها. روِيَ عن مَعْمَرٍ ضَمُّ نُونِها أَيضاً ، ورواه يُونُسُ عن ابْن شِهَابٍ ، بضمّ المُوَحَّدة وفتح الدّال وتشديد التَّحْتيّة ، نقله الحافظ. والحَسَنُ بْنُ نَدْبَةَ ، وهي أُمُّه ، وأَبوهُ حَبِيبٌ (٤) : محدِّثٌ.
والنَّدْبةُ ، بفتح فسكون ، مِنْ كُلِّ حافرٍ وخُفٍّ : الّتي لا تَثْبُتُ على حالَةٍ. وفي التَّكْمِلَة : على سِيرَة واحِدَة ، نقله الصّاغانيّ.
وعَربِيٌّ نُدْبَةٌ ، بالضَّمِّ ، أَي فَصِيحٌ مِنْطِيقٌ.
وخُفافُ ، كغُرَاب ، بْنُ نُدْبَةَ ، بالضّمِّ : اسْمُ أُمِّه ، وكانت سوداءَ حَبَشِيَّةً ، ويُفْتح ، وعليه اقتصر الجوْهرِيُّ. صحابِيٌّ ، وهو أَحدُ أَغْرِبةِ العربِ ، كما تقدَّم ، وأَبوهُ عُمَيْرُ بْنُ الحارِثِ ، السُّلَمِيّ.
وبَابُ المَنْدَب : مَرْسًى بِبحْرِ اليَمنِ ، قال ياقوت : هو من نَدَبْتُ الإِنسَانَ لِأَمْرِ : إِذا دَعوْتَهُ إِليه ، والموضعُ الّذي يُنْدَبُ إِليه مَنْدَبٌ ، سُمِّيَ بذلك لما كَان يُندَب إِليه من عَملٍ. وهو اسمُ ساحِلٍ مقابلٍ لِزَبِيد باليَمَن (٥) وهو جَبلٌ مشْرِفٌ ، نَدبَ بعضُ الملوكِ إِليه الرِّجالَ حتّى قَدُّوهُ بالمَعاوِلِ ، لِأَنّه كان حاجزاً ومانعاً للبحر عن أَن يَنبسِطَ بأَرْض اليَمَن ، فأَراد بعضُ الملوك ، فيما بَلَغنِي ، أَن يُغَرِّق عَدوَّه ، فقَدَّ هذا الجَبلَ ، وأَنْفَذَه إِلى أَرض اليمنِ ، فغَلَبَ على بُلْدان كثيرةٍ وقُرًى ، وأَهلَكَ أَهلَها ، وصار منه بحرُ اليمنِ الحائِلُ بينَ أَرضِ اليمن والحبشَة ، والآخذُ إِلى عَيْذابَ وقُصَيْرٍ إِلى مقابِل قُوص (٦). انتهى. قلت : والمِلكُ هو الإِسكندرُ الرُّومِيّ. ويُحِيط بهذَا المَرْسَى جَبلٌ عظيمٌ ، يقال له
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله معتم إلى قوله العرب ساقط من نسخة المؤلف كما الصحاح والتكملة ، ثابت في المطبوعة. قال في التكملة وقوله : وهما جداه غلط وذلك أن زيداً جده لأنه عروة بن الورد بن زيدين ناشب بن هدم بن بلدم بن عود بن غالب بن قطيعة بن عبس. ومعتم هو ابن قطيعة وليس من أجداده» انظر في نسب عروة باختلاف جمهرة ابن الكلبي.
(٢) في تقريب التهذيب : بشر بن حرب الأزدي ، أَبو عمرو الندبي.
(٣) في الأساس : «أي انتدابنا للرمي» ومثله في اللسان.
(٤) في تقريب التهذيب : الحسن بن حبيب بن ندبة بفتح النون والدال الموحدة التميمي.
(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «اليمن».
(٦) زيد في معجم البلدان : قوص من بلد الصعيد. وعلى ساحة أيلة وجدّة والقلزم وغير ذلك من البلاد.