الحَدِيثِ : وقال ابْنُ الأَثِيرِ (١) : حِجَازيّ ، يَرْوِي الموضوعاتِ عن الثِّقات ، لا يُحْتَجُّ به.
قلت : وإِبراهيمُ بْنُ أَبي خِداشٍ «اللهَبِيُّ ، عن ابْنِ عَبّاسٍ : شيخٌ لابْنِ عُيَيْنَةَ. والفَضْلُ بن عَبّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ اللهَبِيّ : شاعرٌ مشهور ، والزُّبَيْرُ بْنُ داوودَ اللهَبِيّ ، عن أَبِي دُلَامَةَ ، وآخرونَ.
[لهذب] : أَلْزَمَهُ لَهْذَباً واحِداً أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُّ ، وقال كُراع : أَي لِزاراً ولِزاماً. كذا في اللِّسان.
[ليب] : اللَّيَابُ ، كسَحابِ : أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، والصّاغَانيّ هُنَا ، وقد ذَكره في ل وب ، وقال : هو أَقَلُّ من مِلءِ الفَمِ مِن الطَّعامِ ، عن ابن الأَعرابيّ ، أَو قَدْرُ لُعْقَةٍ منه تُلاكُ في رواية عنه وقولُهُ : تُلاك ، بالتَّاءِ المُثَنَّاةِ الفوقيَّة مضمومَة ، وفي أُخْرَى باليَاءِ آخِرِ الحروف. وذكره ابْنُ منظورٍ في ل وب ، وأَعادَهُ في ل ي ب أَيضاً. والصَّواب أَنّ ياءَهُ منقلبةٌ عن واوٍ ، فمحلُّهُ ل وب ، فَتَأَمَّلْ.
(فصل الميم)
قال شيخُنَا : هذا الفصل من زيادَاتِهِ وليس فيه ، في الحقيقة ، لَفْظٌ يُحْتَاج إِليه في لُغَات العربِ ، والّتي ذكرَها مُخْتَلَفٌ فيها.
[مرب] : مَأْرِبٌ ، كمَنْزِلٍ : أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، والصّاغَانيّ ، وصاحبُ اللسان هنا (٢). وقد ذكروه في أَرب.
وهي بِلادُ الأَزْدِ الّتي أَخْرَجهُمْ منها سَيْلُ العَرِمِ. وقد تكرّرت في الحديث قال ابْنُ الأَثِير : وهي مدينةٌ باليَمَن ، وكانت بها بِلْقِيسُ.
أَعاد هذه المادّةَ هنا بناءً على أَنّ المِيم أَصليّةٌ ، والهمزةَ زائدةٌ. ومثلُه في البارع والمُحْكَم. وقد تقدّم أَنَّ الهمزةَ هي الأَصل والميمَ زائدةٌ ، وهو الصَّوَابُ الّذِي جرى عليه الجُمْهُورُ.
ويقالُ : إِنّ مأْرِبَ : عَلَمٌ على مُلُوكِ (٣) اليَمَنِ ، أَو غير ذلك.
[ملب] : المَلابُ ، كسَحابِ : أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، وقال اللَّيْثُ : هو عِطْرٌ ، أَو هو اسْمُ الزَّعْفَرَانِ. وقد ذُكِرَ في ل وب.
* وممّا يُستدرَكُ عليه : الْمَلَبَةُ ، محرَّكةً : الطّاقَةُ من شَعَرِ الزَّعْفَرَان ، وتُجْمَعُ مَلَباً.
قاله الصّاغانيُّ.
[ميب] : الْمَيْبَةُ : أَهْمله الجماعةُ (٤) : وهو شَيْءٌ من الأَدْوِيَةِ مُعَرَّبَةٌ عن فارسيّ ، وأَصلُ تركيبه عن «مَيْ» وهو الشَّراب ، و «به» وهو ، السَّفَرْجَلُ ثمَّ لَمَّا رُكِّبَ فُتحت الباءُ.
وفي «ما لا يَسَعُ» : المَيْبَه : اسْمٌ فارسيٌّ ، معناه الشَّرَاب السَّفَرْجَليُّ ، ويكون خاماً وغيرَ خامٍ ، ومُطَيَّباً وغَيْرَ مُطَيَّبِ ومثلُهُ قولُ وَلَدِه وغيرِه من الأَطبّاءِ.
وقال شيخُنا : لو أَعاد هنا المَشْخَلَبَ والمَخْشَلَبَ ، لكان أَوْلَى من إِعادة ما قَبْلَهُ ؛ لأَنّ منهم من قال : الميمُ هُنا أَصليَّةٌ ، على رأْي من يَفْتَحُهَا ، واستعملتهما العربُ.
[مرنب] : قلتُ : وزاد في لسان العرب ، في هذا الفصل ، ما نَصُّه : قال الأَزهَرِيُّ ، في ترجمة مرن : قرأْتُ في كتاب اللّيث في هذا الباب : المِرْنِبُ : جُرَذٌ في عِظَمِ اليَرْبُوعِ ، قَصِيرُ الذَّنَبِ. قال أَبو منصورٍ : وهذا خَطَأٌ ، والصَّواب الفِرْنِب بالفاءِ مكسورةً ، وهو الفأْر ، ومن قال : مِرْنِبٌ ، فقد صَحَّفَ.
(فصل النون)
مع الباءِ
[نبب] : نَبَّ التَيْسُ ، يَنِبُّ بالكَسْر ، نَبًّا ، ونَبِيباً ، ونُباباً بالضَّمّ في الأَخِيرِ ، وَنَبْنبَ : صاحَ عند الهِيَاج والسِّفادِ.
قال عُمَرُ لوفْدِ أَهلِ الكُوفَةِ ، حينَ شَكَوْا سَعْداً : ليُكَلِّمْنِي بعضُكم ، ولا تَنِبُّوا عندي نَبِيبَ التُّيُوسِ» أَي : لا تضجُّوا (٥).
ويُقَالُ : نَبَّ عَتُودُهُ : إِذا تَكَبَّرَ وتَعَاظَمَ ، قال الفَرْزدَقُ :
__________________
(١) اللباب ٣ / ١٣٦ والمجروحين ٢ / ١٠٧.
(٢) وردت في اللسان هنا في مادة مستقلة «مرب».
(٣) قال السهيلي في الروض ١ / ٢٢ ومأرب بسكون الهمزة اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ كما أن تبعا اسم لكل من ولي اليمن.
(٤) ذكره صاحب اللسان : ميب : الميبة : شيء من الأدوية فارسي.
(٥) النهاية : لا تصيحوا.