وبَنُو لُتْب ، بالضَّمِّ : حَيٌّ من الأَزْدِ ، منهم : عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيَّةِ الصَّحابيُّ ، وهي أُمُّهُ ، ومنهم من يفتح اللَّامَ والمُثَنَّاة ، وفي بعضِ الرِواياتِ : الأَلْتَبِيّة ، بالهمزة ، وفي بعضٍ بضَمٍّ ففَتْحٍ ، كَهُمَزِيَّةٍ ، له ذِكْر في رُسُلِه ، صلىاللهعليهوسلم ، قال شيخُنَا.
قلتُ : وقرأْتُ في مُعْجَمِ الحافظِ تقيّ الدِّينِ ، ما نَصُّهُ ، عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيْةِ الأَزديُّ الّذِي استعملهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوسلم ، على الصَّدَقَة.
[لجب] : اللَّجَبُ ، مُحَرَّكَةً : الغَلَبَةُ مع اختِلاط ، وكأَنّه مقلُوبُ الجَلَبَةِ ، والصِّيَاح : الصَّوْت ، واضْطِرَابُ مَوْجِ البَحْرِ. والفِعْلُ منه : لَجِبَ ، بالكَسْر ، كَفَرِحَ. واللّجَبُ ارتفاعُ الأصواتِ واختِلاطُهَا ؛ قال زُهَيْرٌ :
عَزِيزٌ إِذا حلَّ الحَليفَانِ حَوْلَهُ |
بِذِي لَجَب لَجّاتُه وصَوَاهِلُهْ (١) |
وهذه المادّةُ ، كَيْفَمَا كانت حُرُوفُهَا ، لَهَا دِلَالةٌ على الصِّيَاح والاضطِرَابِ ، وهو مختارُ ابْنِ جِنِّي وشَيْخِهِ أَبي عليٍّ ، ووافقهما الزَّمَخْشَرِيُّ في أَمثاله. كذا قاله أَهلُ الاشتقاق.
واللَّجَبُ : صَوْتُ العَسْكَرِ ، وصَهِيلُ الخَيْلِ.
وجَيْشٌ لَجِبٌ : عَرَمْرَمٌ ، وذُو لَجَبٍ وكَثْرَةٍ. وكذا رَعْدٌ لَجِبٌ ، وسَحَابٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ ، وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ ، وكلُّه على النَّسَبِ ، وبَحْرُ ذُو لَجَب : إِذا سُمِعَ اضطرابُ أَمْوَاجِهِ.
ولَجَبُ الأَمْوَاجِ كَذلِك.
واللّجْبَة ، مُثَلَّثَةَ الأَولِ ، واللَّجَبَةُ مُحَرّكَةً ، واللَّجَبَة.
بكسر الجيم ، واللِّجَبَةُ كعِنَبَة ، الأخيرتانِ عن ثعلب : الشّاةُ قَلَّ لَبَنُها ، وهي مُوَلِّيةُ اللَّبنِ. وعن ابْنِ السِّكِّيت : اللَّجَبَةُ : النَّعْجَةُ الّتي قَلّ لَبَنُهَا. قال : ولا يقَالُ للعَنْزِ لَجْبَةٌ. وفي حديث الزَّكَاةِ «فقُلْتُ : فَفِيمَ حَقُّكَ؟ قال : في الثَّنِيَّةِ والجَذَعَةِ اللَّجْبَة» [اللَّجْبَةُ] : (٢) بفتح اللّام وسُكون الجيم : الّتي أَتى عليها من الغَنَم بَعْدَ نِتاجِها أَربعةُ أَشْهُرٍ ، فجَفَّ (٣) لَبَنُهَا. وقيل : هي من العَنْزِ (٤) خاصَّةً ، وقيلَ في الضَّأْنِ خاصّةً. وقولُ عَمْرٍو ذِي الكَلْب :
فاجْتَالَ مِنها لَجْبَةً ذاتَ هَزَمْ |
حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهَاءَ الرَّخَمْ (٥) |
يَجُوزُ أَن تكونَ هذه الشّاةُ لَجْبَةً في وقتٍ ، ثمّ تكون حاشِكَةَ الدِّرَّةِ في وقتٍ آخَرَ. أَو الغَزِيرَةُ ، فهو ضِدّ ، أَو خاصٌّ بالمِعْزَى ، كما يدُلُّ له قولُ مُهلْهِل الآتي ذِكْرُه ج : لِجابٌ بالكسر في التَّكسير. قال مُهَلْهِلُ بْنُ رَبِيعَةَ :
عَجِبَتْ أَبناؤُنَا مِنْ فِعْلِنا |
إِذْ نَبِيعُ الخَيْلَ بالمِعْزى اللِّجابْ |
وجَمعُ لَجْبَة ، لَجْبَاتٌ ، بالسُّكُون فيهما على القِياس.
وجمعُ لَجَبَة لَجَبَات بالتَّحريك فيهما [على القياس. وجمع لَجْبَةٍ لَجَبَاتٌ بالتحريك] (٦) وهو شاذّ ، لأَنّ حقَّه التّسكينُ ، إِلّا أَنه كان الأَصل عندَهم أَنّه اسمٌ وُصِفَ به ، كما قالوا : امرأَةٌ كَلْبَةٌ ، فجُمِعَ على الأَصل. وقال بعضُهم : لَجْبَةٌ ، بالسُّكون ؛ ولَجَبات ، بالتّحريك [نادِرٌ] (٧) لِأَنّ القياسَ المُطَّرِد في جمع فَعْلَة إِذا كانت صِفَةً ، تسكينُ العينِ. قال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا شِياهٌ لَجَبَاتٌ ، فحرَّكُوا الأَوْسَطَ ، لِأَنَّ من العرب من يقولُ : شاةٌ لَجَبَةٌ ، فإِنّمَا جاؤُوا بالجمع على هذا. ومثله قال ابْنُ مالِكٍ في شرح التَّسهيل : وأَجاز المُبَرِّدُ سُكون الجيم في لَجَبَات.
وعن الأَصمَعِيّ : إِذا أَتَى على الشّاة بعد نتاجها أربعةُ أَشهرٍ ، فجَفّ (٨) لَبَنُهَا وقَلَّ ، فهي لِجَابٌ وقد لَجُبَتُّ كَكَرُمَ لُجُوبَةً ، ويجوز لَجَّبَت تَلْجيباً. وفي حديثِ شُرَيْحٍ : «أَنَّ رَجُلاً قال له : ابْتَعْتُ من هذا شاةً ، فلم أَجِدْ لها لَبَناً ، فقال له شُرَيْحٌ : لَعَلَّها لَجَّبَتْ» أَي : صارت لَجْبَةً.
__________________
(١) «لجاته» عن اللسان ، وبالأصل «لجباته».
(٢) زيادة اقتضاها السياق.
(٣) في النهاية والصحاح واللسان «فخفّ».
(٤) في النهاية : «المعز».
(٥) بالأصل «جاشكة» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله جاشكة وقوله الآتي ثم تكون جاشكة هكذا بخطه في الموضعين بالجيم ، والصواب حاشكة بالحاء المهملة فقد أورد صاحب اللسان هذا البيت في حشك وقال : الحشك تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها اه».
(٦) زيادة عن اللسان.
(٧) زيادة عن اللسان.
(٨) كذا بالأصل واللسان ، وفي الصحاح : فخفّ. وأوردها صاحب اللسان في حديث الزكاة ـ تقدم أثناء المادة ـ فخفّ.