يقالُ : كانت لهم كَبَّةٌ في الحرب ، أَي : صَرْخةٌ (١) ، ورأَيْتُ للخَيْلَيْنِ كَبَّةً عظيمةً ، وهو مجاز.
والكَبَّةُ : الزِّحامُ ، يُقَالُ : لَقيتُه على (٢) الكَبَّةِ ، أَي : الزَّحْمَةِ ، وهو مَجازٌ أَيضاً. وفي حديثِ أَبِي قَتَادَةَ : فَلَمَّا رأَى النَّاسُ المِيضَأَةَ (٣) تَكَابُّوا عليها» أَي ازْدَحَمُوا ، وهي تَفاعَلوا ، من الكَبَّةِ (٤).
وقال أَبو رِيَاشٍ : الكُبَّةُ : إِفْلَاتُ الخَيْلِ ، وهي على المِقْوَسِ ، للجَرْيِ ، أَو للحَمْلة.
والكَبَّةُ : الصدْمَةُ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ ، (٥) نقله الصّاغانيُّ.
ومن المجاز : جاءَتْ كَبَّةُ الشِّتَاءِ ، أَي : شِدَّتُهُ ودَفْعَتُه.
والكَبَّة : الرَّمْيُ في الهُوَّة مِن الأَرْض ، كالكَبْكَبَةِ ، بالفَتْح ، ويُضَمُّ.
والكِبْكِبَةُ ، بكسْرِ الكَافَيْنِ ؛ والكَبْكَبُ (٦) ، كجَعْفَرٍ ، وفي التَّنْزِيلِ العزيز : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) (٧) قال اللَّيْثُ : أَي دُهْوِرُوا وجُمعُوا ، ثمَّ رُمِيَ بهم في هُوَّةِ النَّارِ.
وقال الزَّجَّاجُ : طُرِحَ بعضُهُم على بعض وقال أَهلُ اللُّغَة : معناه دُهْوِرُوا. وحقيقة ذلك في اللُّغَة تكريرُ الانكباب ، كأَنَّهُ إِذا أُلْقِيَ ، يَنْكَبُّ مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ ، حتّى يَسْتَقِرَّ فيها. نَستجيرُ باللهِ منها.
والكُبَّةُ ، بالضَّمِّ : الجماعةُ من النّاس ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ.
وصاحَ من صاحَ في الأَجْلابِ وانْبَعَثَت |
وعَاثَ في كُبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ |
كالكَبْكَبَةِ بالفتح. في الحَدِيثِ «كَبْكَبَةٌ من بني إِسرائيل» ، أَي : جَمَاعَةٌ. وفي حديث ابْنِ مسعود : أَنّه رأَى جَماعةً ، ذَهَبَتْ فَرَجَعَتْ ، فقالَ : إِيَّاكُمْ وكُبَّةَ السُّوقِ ، فإِنَّها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ» ، أَي : جماعة السُّوقِ. ومن المَجَاز : جاؤُوا في كَبْكَبَةٍ ، أَي : جَمَاعَةٍ. وتَكَبْكَبُوا : تَجَمَّعُوا ؛ ورَمَاهُم بكُبَّتِهِ : أَي جَماعتِهِ.
وكُبَّةُ : فَرَسُ قَيْس بْن الغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ إِراشِ بْنِ عمرِو بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بنْ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ زَيْدِ بْن كَهْلَانَ بْن سَبَإِ.
والكُبُّ : الشَّىْءُ المجتمعُ من تُرَاب وغيرِه.
وكُبَّةُ الغَزْل : ما جُمعَ منه ، مشتَقٌّ من ذلك. وفي الصَّحِاح : الكُبَّةُ : الجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ ، تَقُول منه : كَبَبْتُ الغَزْلَ أَكُبُّة كَبّاً. والجَرَوْهَقُ : ليس بعَرَبِيٍّ ، وقد أَغفَلَهُ في القاف ، كما سيأْتي التَّنْبِيه عليه.
والكُبَّةُ : الإِبلُ العَظِيمةُ.
ومن المَجَاز : المَثَلُ : «إِنَّكَ لَكَالبائعِ الكُبَّةَ بالهُبَّةِ».
الهُبَّةُ : الرِّيحُ. ومنهم مَنْ رواهُ : الكُبَة بِالهُبَة ، بالتَّخْفِيفِ فيهِما (٨) ، فالكُبَةُ من الكابِي ، والهُبَةُ من الهابي. قال الأَزْهَريُّ : وهكذا قالَ أَبو زَيد في هذا المَثَلِ ، أَي : بتشديدِ البَاءَيْنِ فِيهما.
والكُبَّةُ : الثَّقيلُ : وفي نسخة الثِّقْلُ ، وهو خطأٌ ، يقال : رَمَاهُمْ بكُبَّتِه ، أَي : ثِقْلِهِ.
والكُبَابُ ، كَغُرَابٍ : الكَثِيرُ من الإِبِل ، والغَنَم ، ونَحْوِهما. وقد يُوصَفُ به ، فيقال : نَعَمٌ كُبَابٌ ، وذلك إِذا رَكِبَ بعضُهُ على بعضٍ من كَثْرَتِه. قال الفَرَزْدَقُ :
كُبَابٌ من الأَخْطارِ كانَ مُرَاحُهُ |
عَلَيْهَا فَأَوْدَى الظِّلْفُ منهُ وجامِلُهْ |
والكُبَاب : التُّرَابُ ، والطِّينُ اللّازِبُ ، والثَّرَى النَّدِيُّ ، والجَعْدُ الكَثِيرُ الَّذِي قد لَزِمَ بعضُه بعضاً. قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطَاةٍ ، لِيَكْنِسَ فيه من الحَرِّ :
تَوَخَّاهُ بالأَظْلَافِ حَتَّى كَأَنَّمَا |
يُثِرْنَ الكُبَابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ |
هكذا أَوردهُ الجَوْهَرِيُّ «يُثِرْنَ» [قال ابن بريِّ] : (٩) وصوابُ إِنشادِه «يُثِير» [أَي : تَوخَّى الكِناسَ يَحْفِرُهُ
__________________
(١) في الأساس : صدمة وحملة شديدة.
(٢) في الاساس : «في» بدل «على».
(٣) عن النهاية.
(٤) في اللسان : الكبّة بالضم. وهي الجماعة من الناس وغيرهم.
(٥) كذا بالأصل والقاموس ، وصوابه «بين الخيلين». كما هامش القاموس عن عاصم.
(٦) ضبط القاموس : الكبكب بكسر الكافين ضبط قلم.
(٧) سورة الشعراء الآية ٩٤.
(٨) في اللسان : بتخفيف الباءين من الكلمتين.
(٩) زيادة عن اللسان.