ضَبْطُهُ في مَحلّه ، وأَوْمأْ شيخُنا إِلى أَنّه وَزَنَ المعْلُومَ بالمجهول ، ولو عَكَسَ الأَمرَ كان أَنسبَ : الأَبَقُ ، عَربيٌّ صحيح. كذا في لسان العرب.
والقِنَّبُ بهذا الضَّبْط ، ومِثْل سُكَّرٍ : نوعٌ ، وفي نسخة : ضَرْبٌ من الكَتّانِ ، وهو الغَلِيظُ الَّذِي تُتَّخَذُ منه الحِبَالُ وما أَشبهَهَا ؛ والعامّةُ يكسرون النُّون ، وبعضهم يَفْرِقُ بينَهمَا وفي المِصْباح : القِنَّبُ (١) يُؤْخذُ لِحاهُ ثم يُفْتَلُ حِبالاً ، وله لُبٌّ يِسَمَّى الشَّهْدانِجَ. وفي لسان العرب : وقولُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ :
فَظَلَّ يَذُودُ مِثلَ الوَقْفِ عِيطاً (٢) |
سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْرَاكِ القِنَابِ |
قيلَ في تفسيره : يريد القِنَّبَ ، ولا أَدري أَهي لُغَةٌ فيه ، أَم بَنَى منَ القِنَّبِ فِعَالاً ، كما قالَ الآخَرُ :
من نَسْجِ داوُودٍ أَبِي سَلّامِ |
وأَراد سُلَيْمَانَ ، عليهِما السَّلامُ |
والقُنَّابَةُ ص الزَّرْعِ ، كرُمَّانَةٍ عَصِيفُهُ (٣) عندَ الإِثمار ، والعَصِيف (٤) هو الوَرَقُ المُجْتَمِعُ الذّي يكونُ فِيه السُّنْبُلُ ، وفي نسخةٍ : الوَرَقُ يَجتمع (٥) فيهِ السُّنْبُلُ.
وقد قَنّبَ الزَّرْعُ تَقْنيباً : إِذا أَعْصَفَ.
والمِقْنَبُ ، كمِنْبَرٍ كَفُّ الأَسَدِ ، ويقال : مِخْلَبُ الأَسدِ في مِقْنَبِهِ ، وهو الغِطَاءُ الّذِي يَسْتُرُه كالقَنَابِ ككِتَاب ، والقُنْبِ كقُفْل.
وقُنْبُ الأَسَدِ : ما يُدْخِلُ فيه مَخَالبَهُ من يده ، والجمعُ قُنُوبٌ ، وهو المِقْنابُ ، بالكسرِ ، وكذلك هو من الصَّقْرِ والبازي.
والمقْنَبُ : وعَاءٌ يكونُ للصّائِدِ ، أَيْ : مَعَهُ ، يَجْعَلُ فيه ما يَصِيدُه (٦) وهو مشهورٌ ، شِبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَرِيطَةٍ. والمِقْنَبُ من الخَيْلِ جماعةٌ منه ومن الفُرْسانِ ، وقيلَ : مَا بَيْنَ الثَّلاثِينَ إِلى الأَرْبَعِينَ أَو زُهَاءُ ثلاثِمِائَةً وهذه عن الليث. وقيل : هي دُونَ المائَةِ. وفي حديثِ عَدِيٍّ : «كيف بِطَيِّئٍ ومَقَانِبِها». وفي الكفاية : المِقْنَبُ : جَماعةٌ من الخيلِ تَجْتمعُ للغَارةِ ، وجَمعُهُ : مقَانِبُ ؛ قال لَبِيدٌ :
وإِذَا تَوَاكَلَتِ المَقَانِبُ لَمْ يَزَلْ |
بالثَّغْرِ مِنَّا مِنْسَرٌ مَعلُومُ |
قال أَبو عَمْرٍو : المِنْسَرُ : ما بَيْنَ ثلاثينَ فارِساً إِلى أَربعين ، قال ، ولم أَرَهُ وَقَّتَ في المِقْنَبِ شيْئاً. وفي سجعاتِ الأَساسِ : تقول : هو فارسٌ من فُرْسَانِ العِلْمِ ، كُتُبُهُ كَتَائِبُه ، ومَنَاقِبُهُ مَقَانِبُهُ.
وَقَنَّبُوا نحوَ العَدُوِّ تَقْنِيباً ، وأَقْنَبُوا إِقْناباً ، وكذلك تَقَنَّبُوا ، إِذَا تَجَمَّعُوا وصارُوا مِقْنَباً ؛ قال ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذَليُّ :
وأَصْحَابِ قَيْس يَوْمَ سارُوا وَقَنَّبُوا
(٧) وفي التهْذِيب : وأَقْنَبُوا ، أَي باعدوا في السَّيْرِ.
والقُنَابَة ، كثُمامَة : أُطُمٌ بالمَدِينَةِ على ساكنِه أَفضلُ الصلاةِ والسّلامِ ، لأحَيْحَةَ بِنْ الجُلَاحِ ، نقَلَهُ الصّاغانيّ هكذا ، ومرّ له في ق ب ب مثلُ هذا ، ويُشَدَّدُ.
ومن المَجَاز : قَنَبَ فيه : دَخَلَ وقَنَبْتُ في بَيْتِي : دَخَلْتُ فيه ، كتَقَنَّبْت كذا في الأَساس ، ويقال : اقْنِبْ في هذا الوَجْهِ ، أَي : ادْخُلْ.
وقَنَبَ (٨) العِنَبَ : قَطَعَ عَنْه ما يُفْسِدُ حَمْلَه. وقَنَّبَ الكَرْمَ : قَطَعَ بعضَ قُضْبانِهِ للتّخفِيف عنه (٩) ، واستيفاءِ بعضِ قُوَّتِه ، عن أَبي حنيفَةَ. وقال النَّضْرُ : قَنَّبُوا العِنَبَ ، إِذَا ما قَطَعُوا عنه ما ليس يَحْمِل ؛ وما قد يُؤْذِي (١٠) حَمْلَهُ يُقْطَعُ من أَعلاه. قال أَبو منصورٍ : وهذا حينَ يُقْضَبُ عنه شَكِيرُهُ رَطْباً.
وقَنَبَ (١١) الزَّهْرُ : خَرَجَ عن أَكْمامِه وفي نسخةٍ : كِمامِهِ.
__________________
(١) في المصباح : القِنَّب نبات يؤخذ لحاؤه له حبٌّ يسمى الشهدانج.
(٢) «عيطاً» عن اللسان ، وبالأصل «غيظاً»
(٣) اللسان : «عصيفته» وفي الصحاح : وتسمى العصيفة القِنَّابة.
(٤) في الصحاح : العصيفة.
(٥) وهي عبارة القاموس المطبوع.
(٦) حكاه ، أبو عبيد في المصنف عن القناني.
(٧) وصدره :
عجبت لقيسٍ والحوادث تُعجبُ
(٨) في اللسان : وقَنّبَ.
(٩) كذا في اللسان ، وفي الاساس : قَنَب الكرم وقنّبه : قلمه.
(١٠) في اللسان : ما قد أدّى حمله.
(١١) اللسان : وقَنَّبَ.