وغَبَّتْ غِبَّاً ، ورجل مُغِبٌّ ، رُوِي عن أَبي زَيْد على لَفْظِ الفَاعِل.
والغَبُّ بالفَتْح : مَصْدَر غبَّت المَاشِيَةُ تَغِبُّ بالكَسْر إِذا شَرِبَت غِبَّاً ، كالغُبُوبِ بالضَّم ، وقد أَغَبَّهَا صَاحِبُها ، وإِبِل بَنِي فُلانٍ غَابَّةٌ وغَوابُّ وذَلِكَ إِذا شَرِبَت يَوْماً وغَبَّت يَوْماً ، قالَه الأَصْمَعيُّ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الغُبُّ بالضَّم : الضَّارِبُ مِنَ البَحْرِ حَتَّى يُمْعِنَ في الأَرْض ، ونَصُّ ابْنِ دُرَيْد في البَرِّ ، قال : وهو مِنَ الأَسْمَاء التي لا تَصْرِيف لهَا ، وجَمْعُه غُبَّانٌ كما يَأْتي ، والغُبُّ : الغَامِضُ مِنَ الأَرْض. قال :
كأَنَّها في الغُبِّ ذي الغِيطانِ |
ذِئَابُ دَجْنٍ دَائِمُ التَّهْتَانِ |
ج : أَغْبَابٌ وغُبُوبٌ بالضَّم وغُبَّانٌ. ومن كلامهم : أَصابَنَا مطرٌ سَالَ منه الهُجَّان والغُبَّان. والهُجَّانُ مَذْكُورٌ في مَحلِّه.
وأَغَبَّ الزَّائِرُ القَوْمَ بالنَّصب مَفْعُولُ أَغبَّ أَي جَاءَهم يَوْماً وَتَرَك يَوْماً ، كَغَبَّ عَنْهُم ، ثُلَاثيًّا ، وهما من الغَبّ بمَعْنَى الإِتْيانِ في اليَوْمَيْن ويَكُون أَكْثَرَ ، وأَغَبَّت الإِبلُ ، إِذَا لم تَأْتِ كُلَّ يَوْم بلَبَن. وفي الحَديث «أَغِبُّوا في عِيَادَةِ المَرِيضِ وأَرْبِعُوا» يقول : عُدْ يَوْماً ودَعْ يَوْماً أَو دَعْ يَوْمَيْن وعُد اليَومَ الثَّالِث ، أَي لا تَعودُوه (١) في كُلِّ يَوْمِ لِمَا يَجِدُه من ثِقَل العُوَّاد. وقال الكِسَائِيُّ : أَغْبَبْتُ القَوْمَ وغَبَبْتُ عنْهُم من الغِبّ : جِئتُهم يوْماً وتَرَكْتُهُم يَوْماً فإِذا أَردْتَ الدَّفْعَ قلت : غَبَّبْتُ عنه (٢) ، بالتَّشْدِيد ، كما يأْتي. وفي التَّهْذِيب : أَغَبَّ اللَّحْمُ إِذا أَنْتَنَ كغَبَّ ثُلَاثِيّاً. وفي حَدِيثِ الغِيبَة : «فقَاءَتْ لَحْماً غَابّاً» أَي مُنْتِناً.
وفي لِسَانِ العَرَبِ : يُقَال : غَبّ الطَّعَامُ والتَّمْرُ يَغِبُّ غَبًّا وغِبًّا وغُبُوباً وغُبُوبَةً فهو غَابٌّ : باتَ لَيْلَةً ، فَسَد أَو لم يَفْسُد ، وخَصَّ بَعْضُهم اللَّحْمَ. وقيل : غَبَّ الطَّعَامُ : تَغَيَّرتْ رَائِحَتُه ، ثم قال : ويُسَمَّى اللحْمُ البَائِتُ غَابًّا وغَبِيباً (٣). وقال جَرِيرٌ يَهْجُو الأَخْطَل :
والتَّغلَبِيَّةُ حِينَ غَبَّ غَبِيبُهَا |
تَهْوِي مشافِرُها بِشَرِّ مَشَافِرِ |
أَرَاد بقوله : غَبَّ غَبِيبُهَا : ما أَنْتَنَ من لُحُومِ مَيْتَتِها وخَنَازيرِها.
ثم قَال : وغبَّ فلانٌ عنْدَنَا غِبُّا ، وأَغَبَّ : بَاتَ. ومنه سُمِّيَ اللحمُ البَائِت غَابًّا. ومنه قَوْلُهم : رُوَيْدَ الشِّعْرِ يَغِبّ ، ولا يكُونُ يَغِبّ ، ومعْنَاه دَعْه يَمْكُثْ يوماً أَو يَوْمَيْن.
والتَّغْبِيبُ في الحَاجَةِ تَرْكُ. وفي بَعْضِ الأَمَّهَات : عَدَمُ المُبَالَغَة فيهَا. و: أَخْذُ الذِّئْبِ بحَلْقِ الشَّاةِ. يقال : غَبَّبَ الذّئْبُ [على الغنم] (٤) ، إِذَا شَدَّ على الغَنَم فَفَرَسَ ، وغَبَّب الفرَسُ : دقَّ العُنُقَ. والتَّغْبِيبُ أَيضاً : أَن يَدَعها وبِهَا شَيْءٌ مِن حيَاة ، كذا في لسان العرب. والتَّغْبِيب (٥) عَن القَوْمِ : الدَّفْعُ عَنْهُم قاله الكِسَائِيُّ وثَعْلَب ، وقد أَشرنا لَهُ آنِفاً.
والمُغِبُّ ، على صِيغَة اسْمِ الفَاعِل : من أَسْمَاء الأَسَد ، نقله الصَّاغَانِيّ.
والغَبْغَبُ كجَعْفَر : صَنَمٌ (٦) كان يُذْبَح علَيْهِ في الجَاهِليَّة ، وقيل : هو حَجَرٌ يُنْصَب بين يَدَيِ الصَّنَمِ كان لِمنَافٍ مُسْتَقْبلَ رُكْنِ الحَجَر الأَسْوَد وكَانَا اثْنَيْن. قال ابْنُ دُرَيْد ، وقال قَوْمٌ : هو العَبْعَبُ ، بالمُهْمَلَة ، وقد تَقَدَّم ذِكْرُه. وفي التَّهْذِيب : قال أَبُو طَالبٍ في قوْلِهِم : «رُبَّ رَمْيَةٍ من غيْر رَامٍ» أَوَّلُ منْ قاله الحَكمُ بْنُ عبد يَغُوثَ ، وكان أَرْمَى أَهْل زمَانِه ، فآلى لَيَذْبَحَنَّ (٧) على الغَبْغَبِ مَهاةً فحَمَل قوسَه وكِنانَتَه فلم يَصْنَع شَيْئاً ، فقال : لأَذْبَحَنَّ (٨) نَفْسِي ، فقال له أَخُوهُ : اذْبَحْ (٥) مَكَانَها عَشْراً من الإِبِل ، ولا تَقْتُلْ نَفْسَكَ.
فقال : لا أَظْلِم عَاتِرَةً ، وأَتْرُكُ النَّافِرَةَ ، ثم خَرج ابنُه مَعَه فَرَمَى بَقَرَةً فَأَصَابَهَا فقال أَبُوهُ «رُبَّ رَمْيَةٍ منْ غَيْر رَام».
وغَبْغَبَ ، إِذَا خَانَ في شِرَائه وبَيْعِه ، قاله أَبُو عَمْرو.
وعن الأَصْمَعِيّ : الغَبْغَبُ : هو اللَّحْمُ المُتَدلِّي تَحْتَ الحَنَك (٩) ، كالغَبَب مُحَرَّكة. وقال الليثُ : الغَبَبُ للبَقَر
__________________
(١) اللسان : لا تعده.
(٢) اللسان : عنهم.
(٣) كذا بالأصل واللسان والمجمل ، وفي المقاييس : ولحم غابٌّ إذا لم يؤكل لوقته ، بل ترك وقتاً وفترة.
(٤) زيادة عن اللسان.
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «الغبّ».
(٦) في اللسان : نصب.
(٧) عن اللسان ، وبالأصل «ليدجن».
(٨) عن اللسان ، وبالأصل «لأدرجن ... دج مكانها».
(٩) في اللسان : الجلد الذي تحت الحنك.