الأَلف والنون ، فَبَقِي على ثقله كما بقي الأضْخمّا عند انْطِلَاقه على تَثْقِيله إِذْ أُجْرِي الوصلُ مُجْرَى الوقْفِ فقيل عُقْرُبَّانٌ. قال الأَزْهَرِيّ : ذَكَرُ العَقَارب عُقْرُبَانٌ مُخَفَّف البَاءِ ، كذا في لسَان العَرَب.
وأَرْضٌ مُعَقْرِبَةٌ بكسْرِ الرّاء ، وبَعْضُهم يَقُول : أَرض مَعْقَرَةٌ كأَنَّه رَدَّ العَقْرَبَ إِلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُف ، ثم بَنَى عَلَيْه ، أَي ذَاتُ عَقَارِب أَو كَثِيرَتُهَا وكذَلك مُثَعْلِبَةٌ ومُضَفْدِعَة ومُطَحْلِبَة ، ومكانٌ مُعَقْرِب بكسر الرَّاءِ : ذو عَقَارِبَ.
والمُعَقْرَبُ بفَتْح الرَّاءِ وهكذا في النُّسَخ الَّتي بِأَيْدِينا ، وقد سَقَط من نُسْخَةِ شَيْخِنا فاعترَضَ على المُؤَلِّف في ترك الضَّبْطِ كما قَبْلَه ، ولا يخْفَى أَن هذَا الضَّبْطَ الأَخِير يُقَيِّدُ ويُفيدُ أَن الَّذي سَبَقَ بكَسْرِ الرّاءِ ، كما هُو منْ عَادَته في كَثِير من عِبَارَاتِه : المُعْوَجُّ والمَعْطُوفُ. وفي الصَّحَاح : وصُدْغٌ مُعَقْرَب بفَتْح الرَّاءِ أَي مَعْطُوفٌ. وشَيْءٌ مُعَقْرَبٌ أَي مُعْوَجٌّ.
والمُعَقْرَبُ : الشَّدِيدُ الخَلْقِ المُجْتَمِعُه ، وحِمَارٌ مُعَقْرَبُ الخَلْقِ : مُلَزَّز مُجْتَمِعٌ شَدِيدٌ. قال العَجَّاجُ :
عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبَا (١)
والمُعَقْرَبُ : النَّصُورُ كصَبُور ،. من النَّصْر ، للمُبَالَغَة المَنِيعُ ، وهو ذو عُقْرُبانَةٍ قال شيخُنا : ولو قال : النَّاصر البَالِغ المَنَعَة كان أَدَلَّ على المُرَاد وأَبعَد عن الإِيْهامِ ؛ لأَنّ بناءَ فَعُول من نَصَر ولو كَان مَقيساً لكِنَّه قِليلٌ في الاسْتِعْمال ، ولا سِيَّما في مَقَامِ التَّعْريف لِغَيْره ، انتهى.
ثم إِنَّ هذه العبارَةَ لم أَجِدْها في كتاب من كُتُب اللُّغَة ، كلِسَان العَرَب والمُحْكَم والنِّهَايَة والتَّهْذِيب والتَّكْمِلَة.
والعَقَارِبُ : النَّمَائِمُ. ودَبّت عَقَارِبُه ، مِنْه ، عَلَى المَثَل ، وسَيَأْتي. قال شيخُنَا : وقد استَعْمَلُوه في دَبِيبِ العذار ، وهن من مُسْتَحْسَنَاتَ الأَوصافِ ومُلَح الكِنَايات.
وعَقَارِبُ الشّتاءِ : الشَّدَائِدُ ، وأَفرَدَه ابنُ بَرِّيّ في أَمَالِيه ، فقال : العَقْرَبُ مِنَ الشِّتَاءِ : صَوْلَتُه وشِدَّةُ بَرْدِهِ.
وإِنَّهُ لَتَدِبُّ عَقَارِبُه ، من المَعْنَى الأَوّل على المَثَل. ويُقَالُ أَيْضاً للَّذِي يَقْتَرِضُ ، من باب الافْتِعَال ، وفي بَعْضِ النُّسَخ : يَقْرِض أَعْرَاضَ النَّاس ، قال ذُو الإِصْبَع العَدْوَانِيّ :
تَسْرِي عَقَارِبُه إِلَيّ |
ولا تَدِبُّ لَهُ عَقَارِبْ |
أَراد ولا تَدِبُّ لَهُ مِنِّي عَقَارِبِي.
والعَقْرَبَةُ ، هكذا بالهاء في سائِر النُّسَخ وَهُو أَيضاً بخَطّ ابنِ مَكْتُوم ، ومِثْلُه في التَّكْمِلَة ، والذي في لِسَان العَرَبِ : العَقْرَبُ : الأَمَةُ الخَدُومُ ، أَي الكَثيرَة الخِدْمَةِ ، العَاقِلَةُ.
والعَقْرَبَة : حَدِيدَةٌ كالكُلَّاب تُعَلَّقُ في السَّرْجِ ، وفي نُسْخَة بالسَّرْجِ والرَّحْل حكاهُ ابنُ دُرَيْدِ.
* ومما يُسْتَدُرَكُ به على المُؤَلّف قَوْلُهم : عيشٌ ذُو عَقَارِب ، إِذا لم يَكُن سَهْلاً وقيل : فِيهِ شَرٌّ وخُشُونَة. قال الأَعْلَمُ :
حتَّى إِذَا فَقَدَ الصَّبُو |
حَ يَقُولُ عَيْشٌ ذُو عَقَارِبْ |
والعَقَارِبُ : المِنَنُ ، على التَّشْبِيهِ. قال النَّابِغَة :
عَلَيَّ لِعَمْرٍو نِعْمَةٌ بعدَ نِعْمَةِ |
لوالِدِه لَيْسَت بِذَاتِ عَقَارِبِ |
أَي هَنِيئة (٢) غير مَمْنُونَة.
وعَقْرَبَةُ الجُهَنِيُّ : صحابِيٌّ ، له حَدِيث عند بَنيه ، قُتِل يومَ أُحُد ، رواه ابنُ مَنْدَه ، كذا في المُعْجَمِ.
وعَقْرَبُ بْنُ أَبِي عَقْرَب : اسمُ رَجُل من تُجَّار المَدِينَة ، مَشْهُورٌ بالمَطْل ، يقال في المَثَل : «هو أَمْطَلُ من عَقْرَب» و «أَتْجَرُ من عَقَرْبَ» حَكى ذَلكَ الزُّبَيْرُ بن بَكَّار ، وذكَر أَنّه عَامَلَ الفَضْلَ بَن عَبَّاس بن عُتْبَة بن أَبي لَهَب ، وكان الفَضْلُ أَشَدَّ الناس اقْتِضَاءً ، وذكَر أَنَّه لَزم بَيْتَ عَقْرَب زَمَاناً فلم يُعْطِه شيئاً ، فقال فِيهِ :
قد تَجِرَتْ في سُوقنَا عَقْرَبٌ |
لا مَرْحَباً بالعَقْرَبِ التَّاجِرَهْ |
|
كُلُّ عَدُوٍّ يُتَّقَى مُقْبِلاً |
وعَقْرَبٌ يُخْشَى من الدَّابِرَهْ |
__________________
(١) التراقي عن اللسان وبالأصل «التلاقي» والحشور مثل الجرول المنتفخ الجنبين.
(٢) عن اللسان ، وبالأصل هنية.