برِجْلهَا وهو رَفْسُهَا كَانَ لا يُلْزِم صاحِبَها شيئاً إِلَّا أَن تُتْبِع ذَلِك رَمْحاً .. وأَعْقَبَه اللهُ بإِحسانِه خَيْراً ، والاسمُ منه العُقْبَى ، وهو شِبْه العِوَض. وأَعقَبَ الرجلُ إِعْقَابا إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خَيْر. وتَعَقَّبَ منه : نَدِم ، وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقَاباً وعِقْبَاناً بالكسرِ وعُقْبَى حَسَنَةً أَو سَيِّئَة. وفي الحَديث «ما مِن جَرْعَةٍ أَحْمَدَ عُقْبَى من جَرْعَة غَيْظ مَكْظُومَة». وفي رواية أَحمد عقْبَانا بالكَسْر أَي عَاقبة ، وأُعْقِب عِزُّه ذُلًّا ، مَبْنِيّاً للمفعول أَي أُبْدِل ، قال :
كَمْ من عَزِيرٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّهُ |
فأَصْبَح مَرْحُوماً وقد كَانَ يُحْسَدُ |
ويقال : تَعَقَّبْتُ الخبَرَ ، إِذَا سأَلْتَ غيرَ من كنتَ سأَلتَه أَوَّل مَرّة. ويقال : أَتَى فُلانٌ إِليَّ خَبَراً فعَقَب بِخَيْرٍ منه.
وأَعقَب طَيَّ البِئر بحجَارةٍ من ورائِهَا : نَضَدَها. وكُلُّ طَرِيق بعضُه خَلْفَ بَعْضٍ أَعقَابٌ كأَنَّهَا مَنْضودَةٌ عَقْباً على عَقْبٍ. قال الشّمّاخُ في وَصْف طَرَائِقِ الشَّحْمِ على ظَهْرِ النَّاقَة :
إِذا دَعَت غَوثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزِعَتْ |
أَعْقَابُ (١) نَيٍّ على الأَثْباج مَنْضُودِ |
والأَعْقَابُ : الخَزَف الذي يُدْخَل بَيْن الآجُرّ في طَيِّ البِئر لكي يَشْتَدَّ (٢). قال كُراع : لا وَاحِدَ لَهُ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العقَاب (٣) «أَي ككتاب» : الخزفُ بين السَّافَاتِ ، وأَنْشَد في وَصْفِ بئر :
ذاتَ عقابٍ هَرِشٍ وذَاتَ جَمّ
ويروى : وذَاتَ حَمْ.
وأَعقَابُ الطَّيِّ : دَوائِرُه أَي (٤) مُؤَخَّره ، وقد عقَّبْنَا الرِّكِيَّةَ أَي طَوَيْنَاهَا بِحَجَرٍ من وراءِ حَجَر. وعَقَبْت الرجُلَ : أَخذْتُ من مَالِه مثلَ ما أَخَذَ منِّي وأَنا أَعقُب بضَمِّ القَافِ.
والمُعَاقَبَة في الزِّحافِ : أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَبَات حَرْف ، كأَن تَحذفَ اليَاءَ من مَفَاعِيلن وتُبْقِيَ النّونَ ، أَوْ أَنْ تَحْذفَ النُّونَ وتُبْقِيَ اليَاءَ ، وهو يَقَعُ في شُطُورٍ من العَرُوضِ.
والعربُ تُعقِبُ بينَ الفَاءِ والثَّاءِ ، وتُعَاقِبُ ، مِثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.
وعاقَب : رَوَاحَ بَيْنَ رِجْلَيْه وأَنشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
وَعَرُوبٍ غيرِ فَاحِشَةٍ |
قد مَلَكْتُ وُدَّهَا حِقَبَا |
|
ثم آلَتْ لا تُكَلِّمُنَا |
كُلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبَا |
مَعْنَى قوله مُعْقَب أَي يَصِيرُ إِلى غَيْرِ حَالَته التي كَانَ عَلَيْها.
وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ وَهُوَ المُعَادُ في الرِّبابَة مَرَّةً بعد مَرَّة تَيَمُّناً بفَوْزِه ، وأَنْشد :
بمَثْنَى الأَيَادِي والمَنِيحِ المُعَقَّب
وجَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا كان سَمِيناً.
وفي الأَساس : ويقال : لم أَجِد عن قَوْلِك مُتَعَقَّباً ، أَي مُتَفَحَّصاً ، أَي هو من السَّدَادِ والصِّحَّة بِحَيْث لا يحتاج إِلى تَعَقُّب. وَهُو في عَقَابِيل المَرَضِ وأَعْقَابِهِ أَي بَقَايَاهُ. ولَقِيَ منه عُقْبَةً أَي شدَّة. وأَكَلُوا عُقْبَتَهُم : ما يَعْتَقبُونَه بعدَ الطَّعَام من حَلَاوَة. وفلان مُوَطَّأُ العَقِب ، أَي كَثِيرُ الأَتْباع.
وفي لسان العرب ، وقَوْله تعالى : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفّارِ فَعاقَبْتُمْ) (٥) هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ وفَسَّرها فَغَنِمْتُم ، وقرأَهَا حُمَيْد : فَعَقَّبتُم ، بالتَّشْديد. قال الفرَّاءُ : وهي بمَعْنَى عاقَبْتُم. قال : وهي كقولك : تَصَعَّر وَتَصَاعَر ، وَتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ في ماضي (٦) فَعَلْتُ وفاعَلْتُ ، وقُرِئَ «فَعَقَبْتُم» بالتَّخْفيفِ. وقال أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ : من قرأَ فَعاقَبْتُمْ فمَعْنَاه أَصْبْتُموهُم (٧) بالعُقُوبَة حتى غَنِمْتُم. ومَنْ قَرَأَ : فعَقَبْتُم فمعناه فَغَنِمْتم ، وَعَقَّبْتُم أَجودُهَا في اللغَة ، وعَقَبْتُم جَيِّدٌ أَيضاً ، أَي صَارَت لكم عُقْبَى ، إِلَّا أَنَّ التَّشْدِيدَ أَبلغ. قال : والمَعْنَى أَنَّ مَضَتْ
__________________
(١) في اللسان (فزع) : «أطباق» بدل «أعقاب».
(٢) في المقاييس : تشتد.
(٣) في المجمل والمقاييس : عُقاب بضم العين.
(٤) في اللسان : إلى مؤخره.
(٥) سورة الممتحنة الآية ١١.
(٦) عن اللسان وبالأصل «تآخى».
(٧) اللسان : أصبتموهم في القتال بالعقوبة.