وعَبْدُ المَلِك بُن عَقَّابٍ ككَتَّان : مُحَدِّثٌ مَوْصِلِيّ ، رَوَى عن حَمَّاد بْنِ أَبي سُلَيْمَان ، وعنه أَبُو عَوَانَة وغَيْرُه.
* ومما يُستَدْرَك عليه : في الحَديثِ : «نَهَى عن عُقْبَةِ الشَّيْطَان» ، بالضَّمِّ ، وهو الإِقْعَاءُ ، وقد تقدم.
وعَقبُ النَّعْلِ : مُؤخَّرُهَا أُنْثَى. ووطِئوا عَقِبَ فلانٍ : مَشَوْا في أَثَره. وفي الحَدِيثِ «أَنَّ نَعلَه كانت مُعقَّبةً مُخَصَّرةً».
المُعَقَّبَة : التي لها عَقَبٌ. وولَّى عَلَى عَقِبه وعَقِبَيْه ، إِذا أَخَذَ في وَجْه ثم انْثَنَى.
والتّعقِيبُ : أَن يَنْصَرِف من أَمرٍ أَرادَه. وفي الحديث : «لَا تَرُدَّهم على أَعْقَابهم» أَي إِلى حَالَتِهم الأُولَى من تَرْك الهِجْرَة. وفي الحَدِيثِ : «مَا زَالُوا مُرتَدِّين على أَعقابِهِم» أَي راجِعِين إِلى الكُفْر كأَنَّهم رَجَعُوا إِلى وَرَائِهم. وجَاءَ مُعَقِّباً أَي في آخر النَّهَار. وعَقَب فلانٌ على فلانَةَ ، إِذا تَزَوَّجَهَا بعد زَوْجِهَا الأَوّل ، فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجِهَا ، وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
يَمْلأُ عَيْنَيْك بالفِناء ويُر |
ضِيك عقَاباً إِنْ شئتَ أَوْ نَزَقَا |
قال : عِقَاباً يُعقِّبُ عَليه صاحِبُه ، أَي يَغْزُو مَرَّةً بعد أُخْرَى ، وقيل غير ذلك. وقد تقدمت الإِشارة إِليه.
وكُلُّ شَيْءٍ خَلَف شَيْئاً فهو عَقْبُهُ (١). كماءِ الرَّكِيّةِ ، وهُبُوبِ الرِّيحِ وطَيَرَانِ القَطَا وعَدْوِ الفَرَس. وفرَسٌ مُعَقِّب في عَدْوِه : يَزْدَادُ جَوْدَةً.
وعَقَبَ الشيبُ يَعْقِبُ ويَعْقُب عُقُوباً وعَقَّب : جاءَ بعد السَّوَادِ. ويقال : عَقَّب في الشَّيْب بأَخْلاقٍ حَسَنَةٍ ، وأَعقَبَه نَدَماً وَهَماً (٢) : أَورثَه إِيّاه. قال أَبُو ذُؤَيْب :
أَوْدَى بَنِيّ وأَعْقَبُونِي حَسْرةً |
بَعْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ |
ويقال : فعلتُ كذا فاعتَقَبْت منه نَدَامَةً ، أَي وجدتُ في عاقِبَتِه ندامَةً. ويقال : أَكلَ أُكْلَةً أَعْقَبَتْه (٣) سُقْماً أَي أَورثَتْه. وعَاقَبَ بين الشَّيْئَيْن إِذَا جَاءَ بأَحدِهما مَرَّةً وبالآخَر أُخْرى.
ويقَال : فلان عُقْبَةُ بَني فلانٍ أَي آخِر مَنْ بَقِي منهم ، وفلانٌ يَسْتَقِي على عُقْبَةِ آلِ فلانٍ ، أَي بَعْدَهُم. وعَقّب علَيْهِ : كَرَّ ورَجَع. وقولُ الحَارِث بن بَدْرِ : كنتُ مَرَّةً نُشْبة ، وأَنَا اليومَ عُقْبَة. فسّره ابنُ الأَعْرَابِيّ فقال : معناه كنتُ مَرّة (٤) إِذا نَشِبْت أَو عَلِقْت بإِنْسَان لَقِيَ مِنّي شَرًّا ، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ ، أَي أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً ، والعَقْبُ : الرَّجْعُ (٥) قال ذُو الرَّمَّة :
كأَنَّ صِيَاحَ الكُدْر يَنْظُرنَ عَقْبَنَا |
تَرَاطُنُ أَنباطٍ عليه طَغَامُ (٦) |
معنَاه يَنْتَظِرنْ صَدَرَنا لِيَرِدْنَ بَعْدَنَا.
وفي حَدِيثِ صلاةَ الخَوْف : «إِلا أَنَّهَا كانَتْ عُقَباً (٧) أَي يُصَلِّي (٨) طائِفَةٌ بعد طائفَة ، فهم يَتَعَاقَبُونها تَعاقُبَ الغُزاةِ.
والمُعَقِّب : الذي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيَعُودُ إِلى غَرِيمه في تَقاضيه. والَّذِي يَكُرّ على الشَّيْء ، ولا يَكُرُّ [أَحَدٌ] (٩) على ما أَحْكَمَه اللهُ .. قال لبيد :
إِذا لم يُصِب في أَوّلِ الغَزْوِ عَقَّبَا
أَي غَزَا غَزْوَة أُخْرَى.
وتَصدَّقَ فلانٌ بصدَقَة ليس فيها تَعْقِيبٌ ، أَي استثْنَاء ، وأَعْقَبَه الطّائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوقات. قال امرؤُ القَيْس يَصِف فرساً :
ويَخْضِدُ (١٠) في الآرِيّ حَتَّى كأَنَّه |
به عُرَّةٌ أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ |
والتعاقُبُ ، الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وفي حَدِيث شُرَيْحٍ «أَنَّه أَبطلَ النَّفْحَ إِلّا أَن تَضْرِبَ فتُعَاقِب (١١) أَي أَبطل نَفْح الدَّابة
__________________
(١) في اللسان : وكل شيء جاء بعد شيء وخلفه فهو عقبه.
(٢) اللسان : وغمًّا.
(٣) اللسان : فأعقبته.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله كنت مرة كذا بخطه كالنهاية ولعل الظاهر مدة بدليل التفسير الذي ذكره».
(٥) اللسان : الرجوع.
(٦) طغامُ كذا بالأصل واللسان ، والبيت من قصيدة مكسورة الروي في ديوانه مطلعها :
ألا حييًّا بالزرق دار مقام |
عليّ وإن هاجت جميع سقامي |
(٧) عن النهاية ، وبالأصل «عقبى».
(٨) في اللسان : تصلي.
(٩) زيادة عن اللسان.
(١٠) عن الديوان ، وبالأصل «ونخضد».
(١١) عن اللسان ، وبالأصل «يضرب فيعاقب».