الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ وهُوَ مِنْ بَنِي شَقِرَة (١) بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ضَبَّةَ :
أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ لعَيْنِيَ عَبْرَةٌ |
أَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى والأَخِلَّاءُ تَذْهَبُ |
|
أَخِلَّايَ (٢) لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُم |
عَتَبْتُ وَلكِنْ مَا عَلَى الدَّهْرِ مَعْتَبُ |
عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ ، أَي لو أُصِبْتُم في حَرْبٍ لأَدْرَكْنَا بثَأْركمْ وانْتَصَرْنَا ، ولَكِنّ الدَّهْرَ لا يُنْتَصَرُ مِنْهُ.
والعَتْبُ : المَلَامَة ، كالعِتَابِ والمُعَاتَبَة. عَاتبَه مُعَاتَبَة وعِتَاباً : لامَهُ. قَالَ :
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِنْ صَدِيقٍ |
إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَابُ |
|
إِذَا ذَهَب العِتَابُ فَلَيْسَ وُدٌّ |
وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِي العِتَابُ |
والعِتِّيبَى بالكَسْر كخِلِّيفى. ويُقَالُ : مَا وَجَدْتُ في قَوْله عُتْبَاناً ، وذَلِكَ إِذَا ذَكَر أَنَّه أَعْتَبَك ولم تَرَ لِذلك بَيَاناً. وقَال بَعْضُهم : ما وَجَدْتُ عِنْدَه عَتْباً ولا عِتَاباً. قَالَ الأَزْهَرِيُّ : لَمْ أَسْمَع العَتْبَ والعُتْبَانَ والعِتَابَ بِمَعْنَى الإِعْتَابِ ، إِنَّمَا العَتْبُ والعُتْبَانُ : لَوْمُكَ الرَّجلَ عَلَى إِسَاءَةٍ كَانَتْ لَهُ إِلَيْكَ فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا ، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يَخْلُص للعَاتِب ، فإِذَا اشْتَرَكَا فِي ذَلِك وذَكَّر كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِلَيْه من الإِسَاءَة فَهُوَ العِتَابُ والمُعَاتَبَةُ. وسَيَأْتِي مَعْنَى الإِعْتَابِ والاسْتِعْتَاب.
والعَتْبُ في الفَحْلِ : الظَّلَعُ العَقْلُ أَو العُقْرُ. والعَتْبُ فِيهُ أَيْضاً : المَشْيُ على ثَلَاثِ قَوَائِمَ مِنَ العُقْرِ أَو العَقْل ، كأَنه يَقْفِز قَفْزاً. والعَتْب فِيكَ : أَنْ تَثِبَ بِرِجْلٍ وَاحِدَة وتَرْفَعَ الأُخْرَى وكَذَلِكَ الأَقْطَعُ إِذَا مَشَى عَلَى خَشَبَة ، وَهَذَا كُلُّه تَشْبِيهٌ ، كأَنَّه يَمْشِي عَلَى عَتَبِ دَرَجٍ أَوْ جَبَلٍ أَو حَزْنٍ فَيَنْزُو مِنْ عَتَبَةٍ إِلَى أُخْرَى. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ في رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّة رَجُلٍ فَعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ ويُرْوَى «عَنِتَتْ» بالنُّونِ ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعِه كالعَتَبَانِ مُحَرَّكة ، وَهُوَ عَرَجُ الرِّجْلِ.
والتَّعْتَابُ أَي بالفَتْح كتَذْكَار وَهُوَ أَيْضاً إِعْتَابُ العَظْم بَعْدَ الجَبْرِ كما سَيَأْتي.
وعَتَبَ البَرْقُ عَتَبَاناً مُحَرَّكةً إِذَا بَرَقَ بَرْقاً وِلَاءً يَعْتُبُ ويَعْتِبُ بالضَّمِّ والكَسْرِ في الكُلِّ ، أَي فِي كُلّ مِمَّا ذُكِرَ مِنْ مَعْنَى العَتَبَة ، والعَرَجِ ، والمَوْجِدَة ، والظَّلَع ، والوُثُوبِ ، والبَرْقِ ، وإِن أُغْفِل عَنِ الأَخِيرِ ، وَفِي عَتَبَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ ومن قَوْلٍ إِلَى قَوْل إِذَا اجْتَازَ ، فالمَنْصُوصُ في مُضَارِعه الكَسْرُ وهَذَا أَيْضاً مِمَّا أَغْفَلَهُ.
والتَّعَتُّبُ : التَّجَنِّي. تَعَتَّب عَلَيْه وتَجَنَّى عَلَيْه بِمَعْنًى واحِدٍ. وتَعَتَّب عَلَيْه : وَجَدَ عَلَيْهِ. والتَّعَاتُبُ والمُعَاتَبَةُ وكَذَلِك التَّعَتُّبُ : الثَّلَاثَةُ بِمَعْنَى تَوَاصُف المَوْجِدَةِ أَي مُذَاكَرَتَها.
وقال الأَزْهَرِيّ : التَّعَتُّبُ والمُعَاتَبَةُ والعِتَابُ كُلُّ ذَلِكَ مُخَاطَبَةُ الإِدْلَالِ ، وَكَلَامُ المُدِلِّينَ أَخِلَّاءَهم طَالِبِينَ حُسْنَ مُرَاجَعَتِهِمِ ومذاكرة (٣) بَعْضِهِم بَعْضاً ما كَرِهُوه مِمَّا كَسَبَهُم (٤) المَوْجِدَةَ. قُلْتُ : وَهُوَ كَلَامُ الخَلِيل ، وكذَا في الصِّحَاح والمِصْبَاح والاقْتِطَافِ.
والعِتْبُ بالكَسْرِ المُعَاتِبُ : صَاحِبَه أَوْ صَدِيقَه كَثِيراً في كُلِّ شَيْءٍ إِشْفَاقاً عليه ونَصِيحَةً لَه.
والأُعْتُوبَةُ بالضّم : مَا تُعُوتِبَ بِه. يُقَالُ : بَيْنَهُم أُعْتُوبَةٌ يَتَعَاتَبُونَ بِهَا ، وذَلِكَ (٥) إِذَا تَعَاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُم العِتَابُ.
والمُعَاتَبَةُ : التّأْدِيبُ والتَّرْوِيضُ. ومِنْهُ الحَدِيثُ «عَاتِبُوا الخَيْلَ فإِنَّهَا تُعْتِبُ» أَي أَدِّبُوهَا وَرَوّضُوهَا لِلْحَرْبِ والرُّكُوبِ ، فإِنَّهَا تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتابَ.
والعُتْبَى بالضَّمِّ : الرِّضَا (٦) يُوضَع مَوْضِعَ الإِعْتَابِ ، وَهُوَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِسَاءَة إِلَى ما يُرْضِي العَاتِبَ.
__________________
(١) كذا في القاموس والاشتقاق قال : والشَّقِرَة نور يشبه الشقائق. وفي جمهرة ابن الكلبي : شَقْرَة ، وهو شقرة بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة.
وضبط العَظْمَش ، وهو ابن الأعور بن عمرو بن عطية بن سالم بن عبد الله بن وائلة بن معاوية بن شقرة.
(٢) أخلاي : قصر ضرورة ليثبت ياء الإضافة ، والرواية الصحيحة أخلاء بالمد ، وحذف ياء الإضافة وموضع أخلاء نصب بالقول لأن قوله أرى الدهر يبقى متصل بقوله أقول وقد بكيت وأرى الدهر باقياً والأخلاء ذاهبين.
(٣) زيادة عن اللسان.
(٤) عن اللسان ، وبالأصل «كسبتهم».
(٥) عبارة الصحاح : يقال إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب.
(٦) العُتْبَى اسم على فُعْلَى.