٧٩ (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ) : من حاجة (١) ، فجعلوا تناول ما لا حاجة فيه كتناول ما لا حق فيه.
٨٠ (رُكْنٍ شَدِيدٍ) : عشيرة منيعة (٢).
٨١ (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) : نصف الليل ، كأنه قطع بنصفين (٣).
(وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) : أي : إلى ماله ومتاعه لئلا يفترهم عن
__________________
الأول : النبي ليس أبا لأمته ولا أزواجه أمهاتهم وإنما هو أب للمؤمنين وأزواجه أمهات للمؤمنين.
الثاني : عرضه بناته عليهم ليس على إطلاقه وإنما هو تنبيه إلى الحلال بشرطه.
الثالث : أن قوله : (بَناتِي) لا يلزم منه أن تكفي للجميع ، وإنما تنبيه إلى الفطرة التي خلق الإنسان عليها لحفظ النسل وبدأ ببناته للترغيب والتنبيه إلى الفطرة التي تجاهلوها بعصيانهم وفسوقهم ، وهي كما تتحقق في بناته تتحقق في سائر البنات لكن بالنسبة لبناته هو المالك لعصمتهن فبدأ بهن. وكيف يدعى أبوة لا يسلم الخصم بأبوته ، ومن يريد إحجاج خصمه فلا بد أن يبدأ بمقدمة مسلمة منه ليبني عليها حكمه ، وإلّا لقالوا : ومن أعطاك هذا الحق؟.
ويؤيد ذلك أيضا قولهم : «ما لنا في بناتك من حق» وإلا فقالوا : وهل هن بناتك حتى تعرضهن علينا؟ ويكون فيه أيضا إجراء الحق على ظاهره دون حاجة إلى تأويل.
وينظر أضواء البيان : (٣ / ٣٤ ، ٣٥).
(١) تفسير الماوردي : ٢ / ٢٢٧ ، وزاد المسير : ٤ / ١٣٩.
قال الفخر الرازي في تفسيره : ١٨ / ٣٥ : «وفيه وجوه :
الأول : ما لنا في بناتك من حاجة ولا شهوة ، والتقدير أن من احتاج إلى شيء فكأنه حصل له فيه نوع حق ، فلهذا السبب جعل نفي الحق كناية عن نفي الحاجة.
الثاني : أن نجري اللفظ على ظاهره ، فنقول : معناه إنهن لسن لنا بأزواج ولا حق لنا فيهن ألبتة. ولا يميل أيضا طبعنا إليهن فكيف قيامهن مقام العمل الذي نريده وهو إشارة إلى العمل الخبيث.
الثالث : ما لنا في بناتك من حق لأنك دعوتنا إلى نكاحهن بشرط الإيمان ونحن لا نجيبك إلى ذلك فلا يكون لنا فيهن حق».
(٢) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٤ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٢٩٤ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ٤١٨ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٢٢٧ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٨ / ٣٦.
(٣) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٢٢٨. وانظر تفسير الفخر الرازي : ١٨ / ٣٧ ، وتفسير القرطبي : ٩ / ٨٠.