ومن سورة الأعراف
للتسمية بالحروف المعجمة معان وهي : أنها فاتحة لما هو منها ، وأنها فاصلة بينها وبين ما قبلها ، وأن التأليف الذي بعدها معجز وهو كتأليفها (١).
وموضع (المص) رفع بالابتداء ، وخبره (كِتابٌ) (٢) ، وعلى قول ابن عباس (٣) : «أنا الله أعلم وأفصل» لا موضع له ، لأنه في موضع جملة (٤).
٢ (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ) : نهي عن التعرض للحرج ، وفيه من البلاغة أن الحرج لو كان مما ينهى لنهينا عنك ، فانته أنت عنه بترك التعرض له (٥) و «الفاء» للعطف ، أي : هذا كتاب أنزلناه إليك فلا يكون بعد إنزاله
__________________
(١) ينظر البرهان للزركشي : (١ / ١٦٧ ـ ١٧٠) ، والإتقان : (٣ / ٢٥ ـ ٣٠).
(٢) هذا قول الفراء في معاني القرآن : ١ / ٣٦٨ ، وانظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٢٨١ ، وتفسير القرطبي : ٧ / ١٦٠ ، والبحر المحيط : ٤ / ٢٦٧ ، والدر المصون : ٥ / ٢٤١.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٢ / ٢٩٣ ، وابن أبي حاتم في تفسيره : ١ / ٢ (سورة الأعراف) ، والنحاس في معاني القرآن : ١ / ٧٣ بلفظ : «أنا الله أفصل».
(٤) اختار الزجاج هذا القول في معاني القرآن : (٢ / ٣١٣ ، ٣١٤) ، فقال : وهذه الحروف ...
في موضع جمل ، والجملة إذا كانت ابتداء وخبرا فقط لا موضع لها. فإذا كان معنى (كهيعص) معنى الكاف كاف ، ومعنى الهاء هاد ، ومعنى الياء والعين من عليم ، ومعنى الصاد من صدوق وكان معنى (الم) أنا أعلم ، فإنما موضع كموضع الشيء الذي هو تأويل لها. ولا موضع في الإعراب لقولك : أنا الله أعلم ، ولا لقولك : هو هاد ، وهو كاف ، وإنما يرتفع بعض هذا ببعض ، والجملة لا موضع لها».
وانظر تفسير الفخر الرازي : ١٤ / ١٦.
(٥) البحر المحيط : ٤ / ٢٦٦ ، والدر المصون : ٥ / ٢٤٢.