٨٠ (أَتُحاجُّونِّي) : أصله «أتحاجّونني» الأولى علامة الرفع في الفعل ، والثانية لسلامة بناء الفعل من الجر (١).
(وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً) : بحسبه وبقدره ، أو معناه : لكن أخاف مشيئة ربي يعذبني بذنب سلف مني (٢) ، استثناء منقطع.
٨٣ (وَتِلْكَ حُجَّتُنا) : وهي أن لا يجوز عبادة من لا يملك الضر والنفع ، وأن من عبده أحق بالخوف ، ومن عبد من يملك ذلك أحق بالأمن.
٨٦ (وَالْيَسَعَ) : دخلته الألف واللام ؛ لأنه اسم أعجمي وأفق أوزان العرب (٣).
(وَكلًّا فَضَّلْنا) : «كلّ» بالصيغة نكرة من غير إضافة ، ومن حيث التقدير أي : وكل الأنبياء فضلنا ، معرفة.
٨٩ (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) : أهل مكة ، (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً) : أهل المدينة (٤).
__________________
قال الفخر الرازي في تفسيره : ١٣ / ٥٢ : «... إن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ لم يقل (هذا رَبِّي) على سبيل الإخبار ، بل الفرض منه أنه كان يناظر عبدة الكوكب ، وكان مذهبهم أن الكوكب ربهم وإلههم ، فذكر إبراهيم ـ عليهالسلام ـ ذلك القول الذي قالوه بلفظهم وعبارتهم حتى يرجع إليه فيبطله ، ومثاله : أن الواحد منا إذا ناظر من يقول بقدم الجسم ، فيقول : الجسم قديم فإذا كان كذلك ، فلم نراه ونشاهده مركبا متغيرا؟ فهو إنما قال : الجسم قديم إعادة لكلام الخصم حتى يلزم المحال عليه ، فكذا هاهنا قال : (هذا رَبِّي) ، والمقصود منه حكاية قول الخصم ، ثم ذكر عقبيه ما يدل على فساده ، وهو قوله : (لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) ، وهذا الوجه هو المتعمد في الجواب ، والدليل عليه : أنه تعالى دل في أول الآية على هذه المناظرة بقوله تعالى : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ) ...» ا ه.
(١) يطلق النحاة على هذه النون نون الوقاية.
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٢ / ٢٦٩.
(٣) ينظر هذا القول في تفسير الطبري : (١١ / ٥١١ ، ٥١٢) ، والحجة لأبي علي الفارسي : ٣ / ٣٥٠ ، والدر المصون : ٥ / ٢٩.
(٤) ذكره الفراء في معاني القرآن : ١ / ٣٤٢ ، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١١ / ٥١٥ ، ٥١٦) عن ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ، وابن جريج. ـ