٧٥ (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) : أي : نريه الملكوت ليستدل به وليكون ...
و «الملكوت» : أعظم الملك كـ «الرهبوت» أعظم الرهبة (١).
٧٦ (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) : جنّه جنانا وجنونا وأجنّه إجنانا : غشيه وستره (٢) ، وجاء (جَنَّ عَلَيْهِ) لأنه بمعنى أظلم عليه ، وليس في «جنّه» سوى ستره (٣).
(هذا رَبِّي) : على وجه تمهيد الحجة وتقرير الإلزام ، ويسميه أصحاب القياس : القياس الخلفيّ ، وهو أن تفرض الأمر الواجب على وجوه لا يمكن ليجب به الممكن (٤).
__________________
ـ فتحيا ، بمنزلة قولهم : سور المدينة واحدتها سورة».
وينظر تفسير الطبري : ١١ / ٤٦٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢ / ٢٦٤.
وقيل في معنى «الصور» إنه قرن ينفخ فيه نفختان ، وهو ما رجحه الطبري في تفسيره : ١١ / ٤٦٣.
وابن كثير في تفسيره : ٣ / ٢٧٦ لما أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٢ / ١٩٢ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال أعرابي : يا رسول الله ، ما الصور؟ قال : قرن ينفخ فيه».
وأخرجه الترمذي في سننه : ٤ / ٦٢٠ ، أبواب صفة القيامة ، باب «ما جاء في الصور» حديث رقم (٢٤٣٠) وقال : «هذا حديث حسن صحيح».
والحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٣٦ ، كتاب التفسير ، «تفسير سورة الزمر».
وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : (١ / ١٩٧ ، ١٩٨) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٥٦ ، وقال الزجاج في معاني القرآن : ٢ / ٢٦٥ : «والملكوت بمنزلة الملك ، إلا أن الملكوت أبلغ في اللّغة من الملك ؛ لأن الواو والتاء تزادان للمبالغة ، ومثل الملكوت الرّغبوت ، والرّهبوت ، ووزنه من الفعل «فعلوت» ...».
(٢) معاني القرآن للفراء : ١ / ٣٤١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ١٩٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٥٦ ، وتفسير الطبري : ١١ / ٤٧٨ ، والمفردات للراغب : ٩٨.
قال الماوردي في تفسيره : ١ / ٥٣٩ : «ومعنى (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) أي : ستره ، ولذلك سمّي البستان جنّة لأن الشجر يسترها ، والجن لاستتارهم عن العيون ، والجنون لأنه يستر العقل ، والجنين لأنه مستور في البطن ، والمجن لأنه يستر المتترس».
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ١٩٨ ، وتفسير الطبري : (١١ / ٤٧٨ ، ٤٧٩) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٢ / ٢٦٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٣ / ٤٧.
(٤) معاني القرآن للفراء : ١ / ٣٤١ ، والمبين في شرح ألفاظ المتكلمين : ٨٤. ـ