١٨ (أَعْتَدْنا) : أفعلنا من «العتاد» ، ومعناه : أعددناه من العدّة (١).
١٩ (أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) : يحبسها وهو كارهها ليرثها (٢). أو على عادة الجاهلية في وراثة وليّ الميّت امرأته ، يمسكها بالمهر الأول أو يزوّجها ويأخذ مهرها (٣) نزلت (٤) في كبشة (٥) بنت معن الأنصارية ومحصن (٦) بن قيس الأنصاري.
__________________
قول مجاهد في معاني القرآن : ٢ / ٤٠ ثم قال : «وهذا الصحيح في اللغة الذي هو حقيقة ، فلا يغلب المؤنث على المذكر إلا بدليل».
وقال ابن العربي في أحكام القرآن : ١ / ٣٦٠ : «والصواب مع مجاهد ، وبيانه أنّ الآية الأولى نصّ في النّساء بمقتضى التأنيث والتصريح باسمهن المخصوص لهن ، فلا سبيل لدخول الرجال فيه ، ولفظ الثانية يحتمل الرجال والنساء ، وكان يصح دخول النساء معهم فيها لو لا أنّ حكم النساء تقدم ، والآية الثانية لو استقلت لكانت حكما آخر معارضا له ، فينظر فيه ، ولكن لما جاءت منوطة بها ، مرتبطة معها ، محالة بالضمير عليها فقال : (يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) علم أنه أراد الرجال ضرورة ...».
(١) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ١٢٠ ، وانظر تفسير الطبري : ٨ / ١٠٣ ، ومفردات الراغب : ٣٢١ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٠ / ١٠.
(٢) تفسير الطبري : ٨ / ١٠٨ ، وتفسير ابن كثير : ٢ / ٢٠٩ ، والدر المنثور : ٢ / ٤٦٢.
(٣) ينظر هذا المعنى في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥ / ١٧٨ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) ... عن ابن عباس رضياللهعنهما.
وانظر تفسير الطبري : ٨ / ١٠٤ ، وأسباب النزول للواحدي : ١٧٨ ، وتفسير البغوي : ١ / ٤٠٨ ، والدر المنثور : ٢ / ٤٦٢.
(٤) تفسير الطبري : ٨ / ١٠٦ ، وأسباب النزول للواحدي ١٧٨ ، والدر المنثور : ٢ / ٤٦٣.
(٥) كذا في الدر المنثور : ٢ / ٤٦٣. ويقال : «كبيشة» كما في تفسير الطبري : ٨ / ١٠٦ ، وأسباب النزول : (١٧٨ ، ١٧٩).
وانظر ترجمتها في أسد الغابة : (٧ / ٢٥٠ ، ٢٥١) ، والإصابة : ٨ / ٩٢.
(٦) ذكر الواحدي في أسباب النزول : ١٧٨ أن اسمه «حصن» ، ونقل عن مقاتل أن اسمه قيس بن أبي قيس.