كانوا (١) «خلفوا» لكانوا (٢) في حال طاعة (٣) ، ولكنهم خالفوا (٤) : عثمان وصاحباه ، أما والله ما سمعوا صوت حافر (٥) ، ولا قعقعة (٦) حجر إلا قالوا : أتينا (٧) ، فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا». (٨)
١٥٣٨٥ / ٥٧٠. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير :
عن أبي جعفر (٩) عليهالسلام ، قال : تلوت (١٠) (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ)(١١) فقال : «لا ، اقرأ «التائبين
__________________
يكلمنا أحد منهم ، فهلا نتهاجر نحن أيضا ، فتفرقوا ، ولم يجتمع منهم اثنان ، وبقوا على ذلك خمسين يوما يتضرعون إلى الله ويتوبون إليه ، فقبل الله توبتهم ، وأنزل فيهم هذه الآية».
ثم قال : «(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) قال مجاهد : معناه : خلفوا عن قبول التوبة بعد قبول التوبة ممن قبل توبتهم من المنافقين ، كما قال سبحانه فيما مضى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ). وقال الحسن وقتادة : معناه : خلفوا عن غزوة تبوك لما تخلفوهم ، وأما قراءة أهل البيت عليهمالسلام : «خالفوا» فإنهم قالوا : لو كانوا خلفوا ، لما توجه عليهم العتب ، ولكنهم خالفوا» انتهى.
ثم قال العلامة المجلسي رحمهالله في المرآة بعد نقل قول الطبرسي رحمهالله : «أقول : يدل هذا الخبر على أن أبا بكر وعمر وعثمان كان وقع منهم أيضا تخلف عند خروج النبي صلىاللهعليهوآله إلى تبوك ، فسلط الله عليهم الخوف في تلك الليلة حتى ضاقت عليهم الأرض برحبها وسعتها ، وضاقت عليهم أنفسهم لكثرة خوفهم وحزنهم حتى أصبحوا ولحقوا بالنبي صلىاللهعليهوآله واعتذروا إليه».
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : «كان».
(٢) في «بف ، بن» : «كانوا».
(٣) في «د ، م ، جت» : «طاعته». وفي تفسير العياشي : + «وزاد الحسين بن المختار عنه لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل».
(٤) في «بف» : «خلفوا».
(٥) في تفسير العياشي : «كافر».
(٦) القعقعة : حكاية أصوات السلاح والترسة والجلود اليابسة والحجارة ونحوها. لسان العرب ، ح ٨ ، ص ٢٨٦ (قعع).
(٧) في تفسير العياشي : «أتيناه».
(٨) تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٥٢ ، عن فيض بن المختار الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٧ ، ح ١٤٣٣ ؛ البحار ، ج ٩٢ ، ص ٥٨ ، ح ٤٠.
(٩) في «جت» : «أبي عبد الله».
(١٠) في «ن» : «تلوته».
(١١) التوبة (٩) : ١١٢. وفي مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٧٤ : «في قراءة ابي وعبد الله بن مسعود والأعمش : «التائبين