فصنعت (١) به (٢) كما كانت تصنع ، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها ، فقالت له : ما لك؟ فقال لها : اذهبي بي (٣) معك ، فقالت له : حتى أستأمر أباك».
قال : «فأتت (٤) أم إبراهيم عليهالسلام آزر ، فأعلمته القصة ، فقال لها : (٥) ائتيني به ، فأقعديه على الطريق ، فإذا مر به إخوته دخل (٦) معهم (٧) ولا يعرف (٨)».
قال : «وكان إخوة إبراهيم عليهالسلام يعملون الأصنام ، ويذهبون (٩) بها إلى الأسواق ويبيعونها (١٠)».
قال : «فذهبت إليه ، فجاءت به حتى أقعدته على الطريق ، ومر (١١) إخوته (١٢) فدخل معهم ، فلما رآه أبوه وقعت عليه المحبة منه ، فمكث ما شاء الله».
قال : «فبينما إخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذ (١٣) أخذ إبراهيم عليهالسلام القدوم (١٤) ، وأخذ خشبة فنجر (١٥) منها صنما لم يروا قط مثله ، فقال آزر (١٦) لأمه : إني لأرجو أن نصيب (١٧) خيرا ببركة ابنك هذا».
قال : «فبينما هم كذلك إذا (١٨) أخذ إبراهيم ـ صلى الله عليه ـ القدوم (١٩) ، فكسر الصنم الذي عمله ، ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا ، فقال له : أي شيء عملت؟ فقال له
__________________
(١) في «ن» : «وصنعت». (٢) في «م» : ـ «به».
(٣) في «ن» : «لي». وفي «بح» : ـ «بي». (٤) في «بح» : «فجاءت».
(٥) في «بف» : + «إذا». (٦) في «ن» : «فدخل».
(٧) في «بن» : «بينهم».
(٨) في «ن ، بح ، بف ، جد» والوافي : «فلايعرف».
(٩) في «بف» والوافي : «فيذهبون».
(١٠) في «ع» وحاشية «د» والوافي : «فيبيعونها».
(١١) في «ن» : «فمر به».
(١٢) في «بح» وحاشية «جت» : «إخوانه».
(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : «إذا».
(١٤) القدوم : التي ينحت بها ، مخففة ، قال ابن السكيت : «ولا تقل : قدوم ، بالتشديد» ، والجمع : قدم. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٠٨ (قدم).
(١٥) في «جت» : «ونجر».
(١٦) في «ن ، بح» : «آذر» بالذال.
(١٧) في «بف» : «أن تصيب».
(١٨) في «ع ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» : «إذ».
(١٩) في «ع» : «القدم».