وذكرا نديمه ، ونقسم أنصاف أموالنا صدقات ، وأنصاف رقيقنا عتقاء ، ونحدث له تواضعا في أنفسنا ، ونخشع في جميع أمورنا ، وإن يمض بك إلى الجنان ، ويجري عليك حتم سبيله (١) ، فغير متهم فيك قضاؤه ، ولا مدفوع عنك بلاؤه (٢) ، ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده (٣) على ما كنت فيه ، ولكنا نبكي من غير إثم لعز (٤) هذا السلطان أن يعود ذليلا ، وللدين (٥) والدنيا أكيلا (٦) ، فلا نرى لك خلفا (٧) نشكو إليه ، ولا نظيرا نأمله ولا نقيمه (٨)». (٩)
خطبة لأمير المؤمنين عليهالسلام
١٥٣٦٦ / ٥٥١. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن علي جميعا ، عن إسماعيل بن مهران ؛
__________________
(١) في حاشية «د» : «سبيل».
(٢) في المرآة : «قوله : بلاؤه ، يحتمل النعمة أيضا».
(٣) في شرح المازندراني : «بأن اختياره لك ما عنده ، من المقامات العالية. على ما كنت فيه ، من المشقة الشديده ، والظاهر أنه علة لقوله : ولا مختلفة». وفي المرآة : قوله : بأن اختياره لك ، قوله : ما عنده ، خبر «أن» ، ويحتمل أن يكون الخبر محذوفا ، أي خير لك ، والمعنى أنه لا تختلف قلوبنا ، بل تتفق على أن الله اختار لك بإمضائك النعيم والراحة الدائمة على ما كنت فيه من المشقة والجهد والعناء».
(٤) في «بح» وحاشية «د» : + «الله». وفي المرآة : «قوله : لعز ، متعلق بالبكاء ، و «أن يعود» بدل اشتمال له ، أي نبكي لتبدل عز هذا السلطان ذلا ... وفي بعض النسخ : لعن الله هذا السلطان ، فلا يكون مرجع الإشارة سلطنته عليهالسلام ، بل جنسها الشامل للباطل أيضا ، أي لعن الله السلطنة التي لا تكون صاحبها. ويحتمل أن يكون اللعن مستعملا في أصل معناه لغة ، وهو الإبعاد ، أي أبعد الله هذا السلطان عن أن يعود ذليلا. ولا يخفى بعده».
(٥) في «جت» : «والدين».
(٦) في المرآة : «قوله : أكيلا ، الأكيل يكون بمعنى المأكول ، وبمعنى الأكل ، والمراد هنا الثاني ، أي نبكي لتبدل هذا السلطان الحق بسلطنة الجور فيكون أكيلا للدين والدنيا».
(٧) في المرآة : «قوله : ولا نرى لك خلفا ، أي من بين السلاطين لخروج السلطنة عن أهل البيت عليهمالسلام».
(٨) في شرح المازندراني : «قوله : ولا نقيمه ، عطف على «نأمله» ، و «لا» زائدة ، ومعناه : ولا نرى نظيرا نقيمه مقامك».
(٩) نهج البلاغه ، ص ٣٣٢ ، الخطبة ٢١٦ ، إلى قوله : «واقتحمته العيون بدون ما أن يعين على ذلك ويعان عليه» الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٦٧ ، ح ٢٥٣٧١ ؛ البحار ، ج ٣٤ ، ص ١٨٣ ؛ وج ٧٧ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٢.