فأجابه أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : وأنا أستشهدكم (١١) عند الله على نفسي ؛ لعلمكم (١٢) فيما وليت به من أموركم (١٣) ، وعما قليل يجمعني وإياكم الموقف بين يديه ، والسؤال عما كنا فيه ، ثم يشهد بعضنا على بعض ، فلا تشهدوا اليوم بخلاف ما أنتم شاهدون غدا ، فإن الله ـ عزوجل ـ لايخفى (١٤) عليه خافية ، ولا يجوز عنده إلا مناصحة الصدور (١٥) في جميع (١٦) الأمور.
فأجابه الرجل ، ويقال : لم ير الرجل بعد كلامه هذا لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فأجابه وقد عال (١) الذي في صدره (٢) ، فقال والبكاء يقطع منطقه ، وغصص الشجا تكسر (٣) صوته (٤) إعظاما لخطر (٥) مرزئته (٦) ، ووحشة من كون فجيعته.
فحمد الله وأثنى عليه ، ثم شكا (٧) إليه هول ما أشفى (٨) عليه من الخطر العظيم ،
__________________
(١) في «ع» : «اشهدكم».
(٢) في «بف» : «بعلمكم».
(٣) في حاشية «د» : «أمركم».
(٤) في «بن ، جت» وشرح المازندراني : «لاتخفى».
(٥) في المرآة : «قوله عليهالسلام : إلامناصحة الصدور ، أي خلوصها عن غش النفاق بأن يطوى فيه ما يظهر خلافه ، أو نصح الإخوان نصحا يكون في الصدور لا بمحض اللسان».
(٦) في «بف» : «جمع».
(٧) يقال : عال الأمر ، أي اشتد ، والمعنى : اشتد حزنه من ضعف الدين وأهله وتشتت الأمر وتفرق الكلمة بين أصحاب أميرالمؤمنين عليهالسلام. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٦٩ (عول).
وفي الوافي : «وقد عال الذي في صدره ، بالمهملة : اشتد ، وتفاقم ، وغلبه ، وثقل عليه ، وأهمه».
(٨) في «بف» : «صدوره».
(٩) في «د ، ع ، بح ، بف» : «يكسر».
(١٠) في شرح المازندراني : «الغصة ، بالضم ، والشجا بالفتح والقصر : ما اعترض في الحلق ونشب فيه ، فالإضافة بيانية ، والشجا أيضا : الهم والغم والحزن ، والإضافة حينئذ لامية. و «تكسر» إما من باب ضرب ، أو من باب التفيعل للمبالغة». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٨ (غصص) ، وج ٢ ، ص ١٧٠٣ (شجا).
(١١) الخطر : الإشراف على الهلاك ، وخطر الرجل : قدره ومنزلته. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ (خطر).
(١٢) المرزئة والرزيئة : المصيبة ، والجمع : أرزاء ورزايا. وكذا الفجيعة. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٨٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٦٢ (فجع).
(١٣) في «بن» : «وشكا».
(١٤) «أشفى عليه» أي أشرف عليه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٥ (شفي).