الله ـ عز ذكره ـ بها منكم ، ولكم علي (١) من الحق مثل الذي لي عليكم ، والحق أجمل (٢) الأشياء في التواصف (٣) ، وأوسعها (٤) في التناصف (٥) ، لايجري (٦) لأحد إلا جرى عليه ، ولا يجري عليه إلا جرى له ، ولو كان لأحد أن يجري ذلك له ، ولايجري عليه ، لكان ذلك لله (٧) ـ عزوجل ـ خالصا دون خلقه (٨) ؛ لقدرته على عباده (٩) ، ولعدله في كل ما جرت عليه ضروب (١٠) قضائه ، ولكن (١١) جعل حقه على العباد أن يطيعوه ، وجعل (١٢) كفارتهم (١٣) عليه بحسن (١٤) الثواب (١٥) ، تفضلا منه ، وتطولا
__________________
(١) في «د ، م» والبحار ، ج ٧٧ : ـ «علي».
(٢) في نهج البلاغة : «فالحق أوسع» بدل «والحق أجمل».
(٣) في «د ، ن ، جد» وحاشية «م ، جت» : «التراصف». وفي المرآة : «قوله عليهالسلام : والحق أجمل الأشياء في التواصف ، أي وصفه جميل وذكره حسن ، يقال : تواصفوا الشيء ، أي وصف بعضهم لبعض. وفي بعض النسخ : «التراصف» بالراء المهملة. والتراصف : تنضيد الحجارة بعضها ببعض ، أي أحسن الأشياء في إحكام الامور وإتقانها».
(٤) في نهج البلاغة : «وأضيقها».
(٥) في المرآة : «وأوسعها في التناصف ، أي إذا أنصف الناس بعضهم لبعض فالحق يسعه ويحتمله ، ولا يقع للناس في العمل بالحق ضيق».
(٦) في «بح» : + «الحق».
(٧) في البحار ، ج ٧٧ : «الله».
(٨) في «بن» : ـ «دون خلقه».
(٩) في شرح المازندراني : «العباد».
(١٠) في «بف» وحاشية «م ، بح ، جت» والوافي والمرآة ونهج البلاغة : «صروف».
(١١) في «ن ، بف» ونهج البلاغة : «ولكنه».
(١٢) في «د ، م ، ن ، بح ، جت ، جد» : «وجعلت».
(١٣) في نهج البلاغة : «جزاءهم».
(١٤) في «بف ، بن» وحاشية «ن ، بح ، جد» والمرآة : «حسن».
(١٥) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٤٧٨ : «ضمير «عليه» راجع إلى الله تعالى ، أو إلى حقه على العباد. والمراد بحسن الثواب الثواب الكامل ، أو المضاعف ، وبالكفارة جزاء الطاعة ، سماه كفارة لأنه يكفر ، أي يستر ويدفع عنهم ثقل الطاعة ، ومعناه : لكنه جعل له على عباده حقا ، هو طاعتهم له ؛ ليثبت لهم على نفسه بذلك حقا عليه ، وهو جزاء طاعتهم».
وفي الوافي : إنما سمى جزاءه تعالى على الطاعة كفارة لأنه يكفر ما يزعمونه من أن طاعتهم له تعالى حق لهم عليه يستوجبون به الثواب ، مع أنه ليس كذلك ؛ لأن الحق له عليهم ؛ حيث أقدرهم على الطاعة وألهمهم إياها ، ولهذا سماه التفضل والتطول والتوسع بالإنعام الذي هو للمزيد منه أهل ؛ لأنه الكريم الذي لاينفد خزائنه