قطريها (١) أحدا تبلغني (٢) إليه المطايا (٣) يخصمني أن عليا عليهالسلام قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه ، فقيل له : ولا ولده (٤)؟ فقال : أفي (٥) ولده عالم؟ فقيل له : هذا أول جهلك ؛ وهم يخلون من عالم؟! قال : فمن عالمهم اليوم؟ قيل : محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام.
قال : فرحل إليه (٦) في صناديد (٧) أصحابه حتى أتى المدينة ، فاستأذن على أبي جعفر عليهالسلام ، فقيل له : هذا عبد الله بن نافع.
فقال : «وما يصنع (٨) بي وهو يبرأ مني ومن أبي طرفي النهار؟»
فقال له أبو بصير الكوفي : جعلت فداك ، إن هذا يزعم أنه لو (٩) علم أن بين قطريها أحدا تبلغه المطايا إليه يخصمه أن (١٠) عليا عليهالسلام قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه.
فقال له (١١) أبو جعفر عليهالسلام : «أتراه جاءني مناظرا؟» قال : نعم ، قال (١٢) : «يا غلام ، اخرج فحط (١٣) رحله (١٤) ، وقل له : إذا كان الغد فأتنا».
__________________
(١) في شرح المازندراني : «أي بين ناحيتي الأرض ؛ يعني المشرق والمغرب ، والقطر بالضم : الناحية». وراجع : المصباح المنير ، ص ٥٠٨ (قطر).
(٢) في «بف» : «يبلغني».
(٣) المطايا : جمع المطية ، وهي الناقة التي يركب مطاها ، أي ظهرها ، أو هي الدابة تمطو ، أي تسرع في سيرها. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٤٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٩ (مطا).
(٤) في شرح المازندراني : «فقيل له : ولا ولده ، كأنه عطف على أحد بحسب المعنى ، أي ما علمت بين قطريها أحدا ولا ولده». وفي الوافي : «ولا ولده ؛ يعني ولا ولده أهلا لذلك؟».
(٥) في «ن» : «أو في».
(٦) في الوافي : ـ «إليه».
(٧) صناديد القوم : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم ، الواحد : صنديد ، وكل عظيم غالب صنديد. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٥ (صند).
(٨) في «بح» : «وما نصنع».
(٩) في «جت» : + «كان».
(١٠) في «بف» والوافي : «بأن».
(١١) في «د ، ع ، بف ، بن» والوافي : ـ «له».
(١٢) في «د ، م ، ن ، بف» والوافي : «فقال».
(١٣) «فحط» : أمر من حط الشيء يحطه ، إذا أنزله وألقاه. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠٢ (حطط).
(١٤) الرحل : هو ما يستصحبه الرجل من الأثاث ، ورحل الشخص : مأواه ، ثم اطلق على أمتعة المسافر لأنها