فقال قتادة : ذلك (١) من خرج من بيته بزاد (٢) حلال (٣) ، وراحلة (٤) وكراء (٥) حلال يريد هذا البيت ، كان آمنا حتى يرجع إلى أهله.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «نشدتك الله (٦) يا قتادة ، هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال (٧) وراحلة (٨) وكراء حلال يريد هذا البيت ، فيقطع عليه الطريق ، فتذهب نفقته ، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه (٩)».
قال قتادة : اللهم نعم.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «ويحك يا قتادة ، إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك ، فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال ، فقد هلكت وأهلكت.
ويحك يا قتادة ، ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم (١٠) هذا البيت عارفا بحقنا ، يهوانا قلبه ، كما قال الله عزوجل : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي
__________________
(١) في «د ، ل ، م ، ن ، جت ، جد» : «ذاك». وفي «بح» : «وذاك».
(٢) زاد المسافر : طعامه المتخذ لسفره. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٥٩ (زود).
(٣) في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والبحار ، ج ٢٤ : ـ «حلال».
(٤) الراحلة : البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والانثى فيه سواء ، والهاء للمبالغة ، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر ، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ (رحل).
(٥) في «د ، ل ، ن ، بح ، جد» : «أو كراء». والكراء : بالكسر : اجرة المستأجر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٧٤٠ (كري).
(٦) يقال : نشدتك الله ، وانشدك الله وبالله ، ناشدتك الله وبالله ، أي سألتك وأقسمت عليك ، أي سألتك به مقسماعليك. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ (نشد).
(٧) في «م ، بح» والبحار ، ج ٢٤ : ـ «حلال».
(٨) في «د ، ل ، ن ، بف ، بن ، جد» والبحار ، ج ٤٦ : ـ «وراحلة».
(٩) في الوافي : «احتياجه». والاجتياح : الإهلاك والاستئصال ؛ من الجائحة ، وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. النهاية ، ج ١ ، ص ٣١١ (جوح).
(١٠) في الوافي : «يؤم».