فقال : أيها الناس ، إنكم (١) قد نزلتم بساحة هذا الساحر الكذاب ، ألا وإنه لن يفوتكم من أمره شيء (٢) ، فإنه ليس سنة (٣) مقام ، قد هلك (٤) الخف (٥) والحافر (٦) ، فارجعوا ولينظر (٧) كل رجل منكم من جليسه. (٨)
قال حذيفة : فنظرت عن يميني (٩) ، فضربت بيدي (١٠) ، فقلت : من أنت؟ فقال : معاوية ، فقلت للذي عن يساري : من أنت؟ فقال : سهيل بن عمرو.
قال حذيفة : وأقبل جند الله الأعظم ، فقام أبو سفيان إلى راحلته (١١) ، ثم صاح في قريش : النجاء (١٢) النجاء ، وقال طلحة الأزدي : لقد زادكم (١٣) محمد بشر ، ثم قام إلى
__________________
(١) في «بف» : ـ «إنكم».
(٢) في المرآة : «أي لا تيأسوا منه ولا تعجلوا في أمره ، فإنه لن يفوتكم من أمر قتاله وقمعه واستيصاله شيء ، والوقت واسع».
(٣) في الوافي : «بسنة».
(٤) في «بح» : + «الساحر الكذاب إلاوأنه».
(٥) المراد بالخف الإبل ، ولا بد من حذف مضاف ، أي ذو الخف ، والخف للبعير كالحافر للفرس. النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٥ (خفف).
(٦) «الحافر» أي ذات الحافر ، وقال الخليل : الحافر : الدابة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٤٠١ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠٦ (حفر).
(٧) في «د ، م ، بح ، بف» : «لينظر» بدون الواو. وفي المرآة : «فلينظر».
(٨) في المرآة : «إنما قال ذلك ليعلم القوم بعد السؤال هل بينهم عين ، فتنبه حذيفة وبادر إلى السؤال لكى يظنوا أنه من أهلهم ولا يسأل عنه أحد».
(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «يمني».
(١٠) في «بن» : ـ «فضربت بيدي».
(١١) قال ابن الأثير : «الراحلة من الإبل : البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والانثى فيه سواء ، والهاء فيهاللمبالغة ، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر ، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت». النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ (رحل).
(١٢) قال ابن الأثير : «وفيه : وأنا النذير العريان فالنجاء فالنجاء ، أي انجوا بأنفسكم ، وهو مصدر منصوب بفعل مضمر ، أي انجوا النجاء ، وتكراره للتأكيد ، وقد تكرر في الحديث. والنجاء : السرعة» أي أسرعوا إسراعا. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥ (نجا).
(١٣) في «بح» وحاشية «م» : «رادكم» وراده ، أي طلبه.