فما ذلك (١) يا ابن أخي؟ فقال له : يقتل ابن أخيك وأنت تأكل وتشرب؟ فوثب (٢) وأخذ (٣) سيفه ، فتعلقت به أم جميل ، فرفع يده ولطم (٤) وجهها لطمة ، ففقأ (٥) عينها فماتت وهي عوراء (٦) ، وخرج أبو لهب ومعه السيف ، فلما رأته قريش عرفت الغضب في وجهه ، فقالت : ما لك يا أبا لهب؟ فقال : أبايعكم على ابن أخي (٧) ، ثم تريدون قتله؟ واللات والعزى لقد هممت أن أسلم ، ثم (٨) تنظرون (٩) ما أصنع ، فاعتذروا إليه ورجع». (١٠)
١٥٢٣٤ / ٤١٩. عنه (١١) ، عن أبان ، عن زرارة :
عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «كان إبليس يوم بدر يقلل المسلمين في أعين الكفار ، ويكثر الكفار في أعين المسلمين (١٢) ، فشد
__________________
(١) في «بح» : «فماذا» بدل «ما ذاك».
(٢) الوثوب : هو الظفر ، والنهوض ، والقيام. وفي لغة حمير بمعنى القعود والاستقرار. وقال الفيومي : «والعامة تستعمله ـ أي الوثوب ـ بمعنى المبادرة والمسارعة». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٩٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٤٧ (وثب).
(٣) في «م ، بح» والبحار : «فأخذ».
(٤) في «بن» : «فلطم» بدل «فرفع يده ولطم».
(٥) يقال : فقأ العين ، أي شقها ، أو كسرها ، أو قلعها ، أو بخقها ، أي عورها. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٤ (فقأ).
(٦) العوراء : من ذهب حس إحدى عينيها ، أو نقصت عينها وغارت. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٦١٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٣٧ (عور).
(٧) في الوافي : «يستفاد من قوله : ابايعكم على ابن أخي ، أنه كان بايعهم على نصرتهم بشرط أن لا يؤذوا رسول الله صلىاللهعليهوآله». وفي المرآة : «قوله : على ابن أخي ، أي على إيذائه وأنتم تفرطون في ذلك وتريدون قتله ، أو على محافظته وترك إيذائه. والأول أظهر».
(٨) في «بح» : ـ «ثم».
(٩) في «د ، م ، بح ، بن ، جت» وحاشية «ن» والبحار : «ترون».
(١٠) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢٥٤٦٠ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٦٥ ، ح ١٠.
(١١) الضمير راجع إلى ابن أبي عمير المذكور في السند السابق ، ويروي عنه الكليني بالطريقين المتقدمين ، كما لايخفى.
(١٢) في «د ، ع ، ل ، بن ، جت» وحاشية «بح ، جد» والبحار ، ج ١٩ : «الناس». وفي شرح المازندراني : «هذا العمل ؛