المطايا (١) إلي الحمر».
قال : فقدمت (٢) إليه الحمار ، وأمسكت له بالركاب (٣) ، فركب (٤) فقال : «الحمد لله الذي هدانا بالإسلام (٥) ، وعلمنا القرآن ، ومن علينا بمحمد صلىاللهعليهوآله ، والحمد (٦) لله الذي سخر لنا هذا ، وما كنا له مقرنين (٧) ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون (٨) ، والحمد لله رب العالمين».
وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا آخر (٩) ، قلت له (١٠) : الصلاة جعلت فداك ، (١١) فقال : «هذا وادي النمل لايصلى (١٢) فيه» حتى إذا بلغنا موضعا آخر ، قلت له مثل ذلك ، فقال : «هذه الأرض (١٣) مالحة لايصلى (١٤) فيها».
قال : حتى نزل هو من قبل نفسه ، فقال لي : «صليت أو تصلي (١٥) ـ سبحتك (١٦)؟».
__________________
(١) «المطايا» : جمع المطية ، وهي الدابة التي تمطو في سيرها ، أي تجد وتسرع ، أو هي التي تمط في سيرها ، مأخوذ من المطو بمعنى المد ، يقال : مطا في السير : جد فيه وأسرع ، وتمطت بنا ، أي سارت بنا سيرا طويلا طويلا. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٩ (مطو).
(٢) في المحاسن : «قدمت».
(٣) في الوسائل والبحار ، ج ٦٤ : ـ «وأمسكت له بالركاب».
(٤) في المحاسن : «وركب». وفي الوسائل والبحار ، ج ٦٤ : + «وركبت».
(٥) في الوافي : «للإسلام».
(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٤٦. وفي المطبوع : «الحمد» بدون الواو.
(٧) في المرآة : «مقرنين ، أي مطيقين ؛ من أقرن الشيء : إذا أطاقه. وأصله : وجد قرينته ؛ إذ الصعب لا يكون قرينة الضعيف». وراجع : المصباح المنير ، ص ٥٠١ (قرن).
(٨) اقتباس من الآية ١٣ و ١٤ من سورة الزخرف (٤٣): (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ).
(٩) في المحاسن : ـ «آخر».
(١٠) في المحاسن : ـ «له».
(١١) في «بح» : «جعلني الله فداك».
(١٢) في المحاسن : «لا نصلي».
(١٣) في «ع ، م ، بف ، جت ، جد» وحاشية «د» والوافي : «هذه أرض».
(١٤) في «بح» والمحاسن : «لا نصلي».
(١٥) في المحاسن : «أم» بدل «أو تصلي».
(١٦) في الوافي : «لعل المراد بقوله : صليت أو تصلي سبحتك ، أنك صليت نافلة الزوال على ظهر الدابة ، أو تصلي