«أترى قوما حبسوا أنفسهم على الله ـ عز ذكره ـ لايجعل الله لهم فرجا ، بلى والله ليجعلن (١) الله لهم فرجا (٢)». (٣)
١٥٢٢٧ / ٤١٢. محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن الفضل الكاتب ، قال :
كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ، فأتاه كتاب أبي مسلم ، فقال : «ليس لكتابك جواب ، اخرج عنا» (٤).
فجعلنا يسار بعضنا بعضا (٥) ، فقال : «أي شيء تسارون يا فضل ، إن الله ـ عز ذكره ـ لايعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر (٦) من زوال (٧) ملك لم
__________________
الأرض بالقضيب ، وهو أن يؤثر فيها بطرفه فعل المفكر المهموم». النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٣ (نكت).
(١) في «د ، جت» وحاشية «بح» : «ليجعل».
(٢) في الوافي : «الغرض من هذا الحديث حث أصحابه عليهالسلام على السكوت والسكون والصبر وترك تكلمهم في أمر الإمامة والكف عن استعجالهم ظهور الإمام عليهالسلام».
(٣) الغيبة للنعماني ، ص ١٩٦ ، ح ٥ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، إلى قوله : «لهم بشاغل» مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٢٩ ، ح ٩٤١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥١ ، ح ١٩٩٦٧ ، ملخصا.
(٤) في شرح المازندراني : «الخطاب في الموضعين للرسول ... واعلم أن أبا مسلم كان من أهل إصفهان ، لما كان ابتداء خروجه على بني امية من مرو نسب إليه وقيل له : المروزي ، وكان معينا لإبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في أمر الخلافة ، فلما قتل إبراهيم في الشام فر أخواه : سفاح وأبو جعفر المنصور إلى الكوفة ، وتوجه أبو مسلم عساكره إليها ، كتب إلى أبي عبد الله عليهالسلام واستدعاه للخلافة فلم يقبله عليهالسلام».
وفي الوافي : «أبو مسلم هذا هو الخراساني الذي قتل بني امية وأخذ ملكهم وأزالهم عن سلطانهم ، مهد الأمر لبني العباس بعد أن عرضه على أبي عبد الله عليهالسلام وعبد الله الحسن وغيرهما».
(٥) «فجعلنا يسار بعضنا بعضا» أي شرعنا يناجي بعضنا بعضا ويتكلم معه سرا ، وكان سبب المسارة حرصهم على ظهور دولة الحق وإرادتهم تعجيله ، أو الظاهر أن مسارتهم كان اعتراضا عليه عليهالسلام بأنه لم لا يقبل ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٤ (سرر).
(٦) في «بن» : «أهون».
(٧) في «بن» : «إزالة». وفي شرح المازندراني : «الزوال هنا بمعنى الإزالة ، تقول : أزلته وزولته وزلته ، بالكسر ، إذا أزلته ، فلا يرد أن الصحيح هو الإزالة خصوصا مع رعاية التقابل». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٣٦ (زول).