جامع لمساوي العيوب ، رب طمع خائب (١) ، وأمل كاذب ، ورجاء يؤدي إلى الحرمان ، وتجارة تؤول (٢) إلى الخسران ، ألا ومن تورط في الأمور (٣) غير ناظر في العواقب ، فقد تعرض لمفضحات (٤) النوائب (٥) ، وبئست القلادة قلادة الذنب للمؤمن.
أيها الناس ، إنه لاكنز أنفع من العلم ، ولا عز أرفع من الحلم (٦) ، ولا حسب (٧) أبلغ من الأدب ، ولا نصب (٨) أوضع من الغضب ، ولا جمال أزين من العقل ، ولا سوأة (٩) أسوأ
__________________
(١) «خائب» ، من الخيبة ، وهو الحرمان والخسران. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٠ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٦٨ (خيب).
(٢) في «بف» وحاشية «د» : «تؤدي».
(٣) «تورط في الامور» أي وقع فيها فلم يسهل المخرج منها ؛ من الورطة ، وهي الهلكة ، وكل أمر تعسر النجاة منه ، وأصله الهوة العميقة في الأرض ، ثم استعير للناس إذا وقعوا في بلية يعسر المخرج منها. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٣١ (ورط).
(٤) في حاشية «ع ، م ، جد» : «لمفظحات». وفي حاشية «بح» : «لمقطعات».
(٥) «النوائب» : جمع النائبة ، وهي ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمات والحوادث ، وقيل : هي المصيبة. وقال العلامة المازندراني : «فقد تعرض لمفضحات النوائب ، التي توجب فضيحته وإهانته وصعوبة التخلص منها». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٣ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ (نوب).
(٦) «الحلم» : العقل ، والأناة والتثبت في الامور ، وذلك من شعار العقلاء. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٠٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ (حلم).
(٧) الحسب في الأصل : الشرف بالآباء وما يعده الناس من مفاخرهم. وعن ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، والشرف والمجد لا يكونان إلابالآباء. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨١ (حسب).
(٨) في «م ، بح ، بن» وحاشية «جت ، جد» : «نسب». وفي المرآة : «قوله عليهالسلام : ولا نصب ، بالصاد في أكثر النسخ ، أي التعب الذي يتفرع على الغضب من أخس المتاعب ؛ إذ لا ثمرة له ولا داعي إليه إلا عدم تملك النفس. وفي بعض النسخ بالسين ، أي نسب صاحب الغضب ـ الذي يغضب على الناس بشرافته ـ نسبا أوضع الأنساب ، ففي الكلام تقدير ، والظاهر أنه تصحيف».
(٩) في «م ، بح» وحاشية «د» وشرح المازندراني : «سوء». وقال الجوهري : «السوأة : العورة والفاحشة ، والسوأة السوآء : الخلة القبيحة» أي الخصلة الرديئة. وقال ابن الأثير : «السوأة في الأصل : الفرج ، ثم نقل إلى كل مايستحيا منه إذا ظهر من قول أو فعل». الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٦ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤١٦ (سوأ).