بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (١) وفي هذا ما (٢) يستدل به على أن أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله قد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ، ومنهم من كفر». (٣)
١٥٢١٤ / ٣٩٩. عنه (٤) ، عن هشام بن سالم ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، قال :
دخلت المسجد الحرام ، فرأيت مولى لأبي عبد الله عليهالسلام ، فملت إليه لأسأله عن أبي عبد الله عليهالسلام ، فإذا أنا بأبي عبد الله عليهالسلام ساجد (٥) ، فانتظرته طويلا ، فطال سجوده علي ، فقمت وصليت (٦) ركعات (٧) وانصرفت وهو بعد ساجد ، فسألت مولاه : متى سجد؟ فقال : من قبل أن تأتينا.
فلما سمع كلامي رفع رأسه ، ثم قال : «أبا محمد (٨) ، ادن مني» فدنوت منه ، فسلمت عليه ، فسمع صوتا (٩) خلفه ، فقال : «ما هذه الأصوات المرتفعة؟» فقلت : هؤلاء قوم من المرجئة (١٠)
__________________
(١) البقرة (٢) : ٢٥٣.
(٢) في «بف» : ـ «ما».
(٣) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٥١ ، بسنده عن عمرو بن أبي المقدام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ، ح ٦٦١ ؛ البحار ، ج ٢٨ ، ص ٢٥٣ ، ح ٣٦.
(٤) الضمير راجع إلى ابن محبوب المذكور في السند السابق. ويكون هذا السند أيضا معلقا.
(٥) هكذا في «د ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت» والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «ساجدا».
(٦) في «بن» والوسائل ، ج ٦ : «فصليت».
(٧) في «ن ، بح ، جت» وحاشية «م» : «ركعتين».
(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، بن ، جت ، جد» وحاشية «ن» : «أبو محمد». وفي «ن ، بف» : «يا أبا محمد».
(٩) في حاشية «جت» : + «من».
(١٠) «المرجئة» : هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لايضر مع الإيمان معصية ، كما أنه لاينفع مع الكفر طاعة ، سموا به لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي ، أي أخره عنهم. وقد تطلق على من أخر أمير المؤمنين عليهالسلام عن مرتبته. وقيل غير ذلك. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ (رجا) ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص