محمد ، عن جميل بن صالح ، عن يوسف بن أبي سعيد (١) ، قال :
كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ذات يوم ، فقال لي : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله ـ تبارك وتعالى ـ الخلائق ، كان نوح ـ صلى الله عليه ـ أول من يدعى به ، فيقال له : هل بلغت؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك؟ فيقول : محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله».
قال : «فيخرج نوح عليهالسلام ، فيتخطى الناس (٢) حتى يجيء إلى محمد صلىاللهعليهوآله وهو على كثيب (٣) المسك ومعه علي عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٤) فيقول نوح لمحمد صلىاللهعليهوآله : يا محمد (٥) ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ سألني : هل بلغت؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك؟ فقلت : محمد ، فيقول : يا جعفر ، ويا حمزة (٦) ، اذهبا واشهدا (٧) له أنه قد بلغ».
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهمالسلام بما بلغوا».
فقلت : جعلت فداك ، فعلي عليهالسلام أين هو؟
فقال : «هو أعظم منزلة من ذلك (٨)». (٩)
١٥٢٠٨ / ٣٩٣. حدثني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز (١٠) ،
__________________
(١) في «د ، ع ، ل ، جت ، جد» : «يوسف بن أبي سعيدة». وهذان العنوانان مجهولان لم نعرفهما. ولا يبعد وقوع التحريف فيهما وأن الصواب فيه يوسف بن أبي سعدة. والمراد به يوسف بن ثابت بن أبي سعدة المذكور في رجال النجاشي ، ص ٤٥٢ ، الرقم ١٢٢٢ ؛ رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٤٨٤٥.
(٢) «يتخطى الناس» أي يخطو ويمشي فيهم خطوة خطوة ، وهو ما بين القدمين ، أو يجاوزهم ويتجاوزهم. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٨ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٣٢ (خطا).
(٣) «الكثيب» : التل من الرمل. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ (كثب).
(٤) الملك (٦٧) : ٢٧.
(٥) في «بح» : ـ «يا محمد».
(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي «بح» والمطبوع : «يا حمزة» بدون الواو.
(٧) في «بح» : «فاشهدا».
(٨) في «ع» : «ذاك».
(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٣٠ ، ح ١٣٤١ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٢ ، ح ٤.
(١٠) في الكافي ، ح ٣٧٨١ : «الوشاء» بدل «عمر بن عبد العزيز».