الحريص ، وأروح الروح (١) اليأس من الناس».
وقال : «لا تكن ضجرا (٢) ولا غلقا (٣) ، وذلل نفسك باحتمال من خالفك (٤) ممن (٥) هو فوقك ومن له الفضل عليك ، فإنما أقررت بفضله لئلا تخالفه ، ومن لايعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه (٦)».
وقال لرجل : «اعلم أنه لاعز لمن لايتذلل لله تبارك وتعالى ، ولا رفعة لمن لم يتواضع (٧) لله عزوجل».
وقال لرجل : «أحكم أمر دينك (٨) كما أحكم أهل الدنيا أمر (٩) دنياهم ، فإنما (١٠) جعلت الدنيا شاهدا يعرف بها ما غاب عنها من الآخرة ، فاعرف الآخرة بها ، ولا تنظر إلى
__________________
(١) «الروح» : الراحة ، والسرور ، والفرح ، والرحمة ، ونسيم الريح. والمعنى : أكثر الأشياء راحة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ١٤٨ (روح).
(٢) الضجر : الذي اضطرب واغتم وتضيق نفسه عن التكلم ؛ من الضجر ، وهو ضيق النفس مع كلام ، والقلق والاضطراب من الغم ، أي هو اضطراب النفس وتغيرها من فوات المقصود ، أو لحوق الضرر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧١٩ ؛ المغرب ، ص ٢٧٠ (ضجر).
(٣) في «بن» والوافي : «قلقا». وقال ابن الأثير : الغلق ، بالتحريك : ضيق الصدر وقلة الصبر ، ورجل غلق : سيء الخلق». النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٠ (غلق).
(٤) في المرآة : «الظاهر أن المراد بمن خالفه من كان فوقه في العلم والكمال من الأئمة عليهمالسلام والعلماء من أتباعهم ، وما يأمرون به غالبا مخالف لشهوات الخلق ، فالمراد بالاحتمال قبول قولهم وترك الإنكار لهم وإن خالف عقله وهواه. ويحتمل أن يكون المراد بمن خالفه سلاطين الجور وبمن له الفضل أئمة العدل ، فالمراد احتمال أذاهم ومخالفتهم». وراجع : شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٣١٧.
(٥) في شرح المازندراني : «ومن».
(٦) «المعجب» ، من الإعجاب ، وهو مصدر اعجب فلان بنفسه ، أي ترفع وتكبر واستكبر ، وبرأيه ، أي عجب وسر. وقال العلامة المجلسي : «قوله عليهالسلام : فهو المعجب برأيه ، بفتح الجيم ، أي عد رأيه حسنا ونفسه كاملا ، وهذا من أخبث الصفات الذميمة». راجع : المصباح المنير ، ص ٣٩٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٩٧ (عجب).
(٧) في «بن ، جت» وحاشية «د» : «لا يتواضع».
(٨) في المحاسن : «أمر الآخرة».
(٩) في «ع» : ـ «أمر».
(١٠) في شرح المازندراني : «وإنما».