١٥١٣٢ / ٣١٧. أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن إبراهيم ابن أخي أبي شبل ، عن أبي شبل ، قال :
قال لي أبو عبد الله عليهالسلام ابتداء منه : «أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، ووصلتمونا وجفانا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، أما والله ما بين الرجل (١) وبين أن يقر الله عينه (٢) إلا أن تبلغ (٣) نفسه هذا المكان» وأومأ بيده إلى حلقه ، فمد الجلدة (٤) ، ثم أعاد ذلك ، فو الله ما رضي حتى حلف لي ، فقال : «والله الذي لا إله إلا هو لحدثني أبي محمد بن علي عليهماالسلام بذلك ؛ يا أبا شبل ، أما ترضون أن تصلوا ويصلوا ، فيقبل منكم ولا يقبل (٥) منهم؟ أما ترضون أن تزكوا ويزكوا ، فيقبل (٦) منكم ولا يقبل (٧) منهم؟ أما ترضون أن تحجوا ويحجوا ، فيقبل الله ـ جل ذكره ـ منكم ولا يقبل منهم؟ والله ما تقبل (٨) الصلاة إلا منكم ، ولا الزكاة إلا منكم ، ولا الحج إلا منكم ، فاتقوا الله عزوجل ، فإنكم في هدنة (٩) ، وأدوا الأمانة (١٠) ، فإذا تميز الناس فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم ، وذهبتم بالحق ما أطعتمونا ، أليس القضاة والأمراء وأصحاب المسائل منهم؟».
قلت : بلى.
__________________
(١) في شرح المازندراني : + «منكم».
(٢) في المرآة : «أن يقر الله عينه ، أي يسره برؤية مكانه في الجنة ومشاهدة النبي والأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ وسماع البشارات منهم ، رزقنا الله وسائر المؤمنين ذلك».
(٣) في «بف» : «أن يبلغ».
(٤) في المرآة : «قوله : فمد الجلدة ، أي جلدة الحلق».
(٥) في «بح» والوافي : «ولا تقبل».
(٦) في «بح» : «ويقبل». وفي الوافي : «فتقبل».
(٧) في «ن ، بح» والوافي : «ولا تقبل».
(٨) في «بح ، جت» والوافي : «ما يقبل».
(٩) «فإنكم في هدنة» أي مصالحة ومسالمة مع المخالفين والمنافقين ، لا حرب بينكم وبينهم ولا قتال ، ولا يجوزلكم الآن منازعتهم ، وكأنه أمر بالتقية في دولتهم بقرينة التعليل ، والتقية من تقوى الله تعالى وطاعته.
(١٠) في شرح المازندراني : «الأمانات».