سعيها ، وراقب (١) الموت ، وشنأ (٢) الحياة مع القوم الظالمين ، نظر (٣) إلى ما في الدنيا بعين نيرة (٤) حديدة النظر (٥) ، وأبصر حوادث الفتن (٦) وضلال البدع وجور الملوك الظلمة.
فقد (٧) لعمري (٨) استدبرتم (٩) الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك (١٠) فيما تستدلون به على تجنب الغواة (١١) وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحق ، فاستعينوا بالله ، وارجعوا (١٢) إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتبع ، فأطيع.
فالحذر الحذر من قبل (١٣) الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه ،
__________________
(١) في الوافي : «وراغب».
(٢) في الأمالي للمفيد : «وسئم». وشنأه ـ كمنعه وسمعه ـ أي أبغضه ؛ من الشناءة ، وهو البغض. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٠١ (شنأ).
(٣) في «بن» : «ونظر». وفي الأمالي للمفيد وتحف العقول : «فعند ذلك نظر».
(٤) في «بف» وحاشية «م» : «تنزه». وفي الوافي : «قرة».
(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي وتحف العقول والأمالي للمفيد. وفي المطبوع : «البصر».
(٦) في «ع ، ل ، بف ، بن» وحاشية «د ، بح» والوافي : «الفتنة».
(٧) هكذا في «ع ، م ، بح ، بف ، جت ، جد» وحاشية «ن» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «فلقد».
(٨) العمر والعمر : مصدران بمعنى ، ولا يستعمل في القسم إلا المفتوح ، فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء والخبر محذوف ، تقديره : لعمر الله قسمي ، أو لعمر الله ما اقسم به ، واللام لتأكيد الابتداء ، وإن لم تأت باللام نصبته نصب المصادر فقلت : عمر الله. ومعنى لعمر الله وعمر الله : أحلف ببقاء الله ودوامه ، وإذا قلت : عمرك الله فكأنك قلت : بتعميرك الله ، أي بإقرارك له بالبقاء. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٩٨ (عمر).
(٩) في الأمالي للمفيد : + «من».
(١٠) في «بف» : «والإهمال». والانهماك : التمادي في الشيء واللجاج فيه ، يقال : انهمك الرجل في الأمر ، أي جدولج. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦١٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٤ (همك).
(١١) «الغواة» : جمع الغاوي ، وهو الضال الخائب والمنهمك في الباطل ؛ من الغي بمعنى الضلال والخيبة والانهماك في الباطل. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٠ (غوي) ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٩٧ (غوا).
(١٢) في حاشية «بح» : «وراجعوا».
(١٣) في «ع ، ل» : ـ «قبل».