خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم ، وبقي فيها الفقراء لضعفهم ، فكان الموت يكثر في الذين أقاموا ، ويقل في الذين خرجوا ، فيقول الذين خرجوا : لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت ، ويقول الذين أقاموا : لو كنا خرجنا لقل فينا الموت».
قال : «فاجتمع رأيهم جميعا (١) أنه إذا وقع الطاعون فيهم (٢) وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة ، فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا ، وتنحوا عن الطاعون حذر الموت ، فساروا في البلاد ما شاء الله.
ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا (٣) أهلها عنها ، وأفناهم الطاعون ، فنزلوا بها ، فلما حطوا رحالهم واطمأنوا بها (٤) ، قال لهم (٥) الله ـ عزوجل ـ : موتوا جميعا ، فماتوا من ساعتهم ، وصاروا رميما (٦) يلوح (٧) ، وكانوا على طريق المارة ، فكنستهم (٨) المارة ، فنحوهم وجمعوهم في موضع ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له : حزقيل (٩) ، فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر ، وقال : يا رب ، لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم ، فعمروا بلادك ، وولدوا عبادك ، وعبدوك مع من يعبدك من خلقك. فأوحى الله تعالى إليه : أفتحب ذلك؟ قال : نعم يا رب فأحيهم (١٠)».
قال (١١) : «فأوحى الله ـ عزوجل ـ إليه (١٢) : أن (١٣) قل كذا وكذا ، فقال الذي
__________________
(١) في البحار ، ج ١٣ : + «على».
(٢) في البحار : ـ «فيهم».
(٣) في «د ، ل ، م ، بن» : «قد خلا».
(٤) في «ل ، م ، بن» والبحار ، ج ١٣ : ـ «بها».
(٥) في البحار ، ج ٦ : ـ «لهم».
(٦) في «جت» والبحار ، ج ٦ : + «عظاما».
(٧) في «ع ، ن ، بف ، بن ، جد» والوافي والبحار ، ج ٦ : «تلوح». وفي شرح المازندراني : «وصاروا رميما يلوح ، أي يظهر ويبرق ، والمراد بالرميم هنا العظم الخالص». وفي المرآة : «قوله عليهالسلام : يلوح ، أي يظهر الناس عظامهم المندوسة من غير جلد ولحم». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٧ (رمم).
(٨) في «بن» : «فكبستهم».
(٩) في «م ، بح» : «خرقيل». وفي «بف» : «حرقيل».
(١٠) في «بح ، م» : «فأحياهم الله» بدل فأحيهم. وفي «د» : + «فأحياهم الله».
(١١) في «ع» : ـ «قال».
(١٢) في «ع ، ل ، بف ، بن ، جت» : ـ «إليه».
(١٣) في البحار ، ج ٦ : ـ «أن». وفي البحار ، ج ١٣ : ـ «إليه أن».