قلت : ونسقي هذه (١) السموم الأسمحيقون (٢) والغاريقون (٣)؟ قال : «لا بأس».
قلت (٤) : إنه ربما مات؟ قال : «وإن مات» (٥).
قلت : نسقي عليه النبيذ (٦)؟
قال : «ليس في حرام (٧) شفاء (٨) ، قد (٩) اشتكى (١٠) رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالت له عائشة :
__________________
(١) في الوسائل : ـ «هذا».
(٢) قال الطريحي : «الأسمحيقون ، بالسين والحاء المهملتين بينهما ميم والقاف بعد الياء المثناة تحتها ، كما صحت به النسخ ، ثم الواو والنون : نوع من الأدوية يتداوى به». وقال العلامة المجلسي : «قوله : الأسمحيقون ، أقول : لم نجده في كتب الطب واللغة ، والذي وجدته في كتب الطب هو أسطمحيقون ، وهو حب مسهل للسوداء والبلغم ، ولعل ما في النسخ تصحيف هذا». مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ١٨٤ (سمحق) ؛ مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ٩٣.
(٣) قال الفيروزآبادي : «غاريقون ، أو أغاريقون : أصل نبات ، أو شيء يتكون في الأشجار المسوسة ، ترياق للسموم ، مفتح ، مسهل للخلط الكدر ، مفرح ، صالح للنسا والمفاصل ، ومن علق عليه لا يلسعه عقرب». وقال الزبيدي ذيل ماده (غرقن): «ومما يستدرك عليه غاريقون ، وهي رطوبات تتعفن في باطن ما تآكل من الأشجار ، يعزى استخراجه إلى أفلا طون». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٢ (غرق) ؛ تاج العروس ، ج ١٨ ، ص ٤١٧ (غرقن).
(٤) في «ن» : + «له».
(٥) في شرح المازندراني : «قال : وإن مات ، فيه تجويز للطبيب الماهر الحاذق علما وعملا في المعالجة وإن انجرت إلى الموت ، لكن بشرط تشخيص المرض وسببه ، مع عدم التقصير في تفتيش أحوال المريض واستعمال الأدوية على القانون المعتبر. ولا ينافي الجواز ضمانه المشهور بين الأصحاب. وتفصيل الاختلاف في الضمان ومواضعه ومواضع عدمه في كتب الفروع».
وقال المحقق الشعراني في هامش الوافي : «سؤاله عن الحرمة والمؤاخذة في الآخرة ، وأما ضمان الطبيب لما يترتب على علاجه من الموت وغيره فلا يدل الخبر على عدمه ، والفقهاء ، على الضمان إلا أن يتبرأ قبل العلاج».
(٦) في شرح المازندراني : «المراد بالنبيذ هنا الشراب المسكر ، سواء اتخذ من التمر أو الزبيب أو العسل أو العنب أو غيرها. قال في النهاية : يقال للخمر المعتصر من العنب : نبيذ ، كما يقال للنبيذ : خمر». وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٧ (نبذ).
(٧) في البحار : «في الحرام».
(٨) في المرآة : «يدل على عدم جواز التداوي بالحرام مطلقا ، كما هو ظاهر أكثر الأخبار وإن كان خلاف المشهور ، وحمل على ما إذا لم يضطر إليه ولا اضطرار إليه».
(٩) في «ل» : ـ «قد».
(١٠) في المرآة : «قوله عليهالسلام : قد اشتكى ، لعله استشهاد للتداوي بالدواء المر». والاشتكاء : المرض وإصابة الداء.